الصفحة الرئيسية
مرحبا بكم





ناشطة سلام يهودية تعلن إسلامها عقب سجنها عامين في ...

عملية جراحية ناجحة لهنية عباس..هل تكون سببا في تحق...

أتعرفون من هذا ..؟????

ألف يوم على حصار غزة

ألف يوم على حصار غزة

افاق ضيقة للسلام الاقتصادي في ظل الاحتلال

إنفلونزا الخنازير تصل غزة

إحصائيات فلسطينية: معاقو فلسطين الأعلى نسبة في العالم

الحق الحصري في الموت مجانا

نهضة الغرب على أكتاف العرب





مارس 2008 أبريل 2008 مايو 2008 يونيو 2008 يوليو 2008 سبتمبر 2008 ديسمبر 2008 يناير 2009 مارس 2009 أبريل 2009 مايو 2009 يونيو 2009 يوليو 2009 أغسطس 2009 سبتمبر 2009 أكتوبر 2009 نوفمبر 2009 ديسمبر 2009 فبراير 2010 مارس 2010 أبريل 2010 مايو 2010 يونيو 2010




وكالة معا
وكالة فلسطين برس
وكالة فلسطين الان
المجموعة الفلسطينية للاعلام
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان
شبكة فلسطين اليوم
Blogger
Google


حفار القبور
موسوعة كتب التخدير
مدونة علا من غزة
مدونات عربية
شمعة من أجل غزة
نسرين قلب الاسد
مؤسسة دكاكين
Google



جريدة القدس

جريدة الحياة الجديدة

جريدة الاهرام

صحيفة فلسطين

جريدة الايام


 


 




<$BlogDateHeaderDate$>
"العالم بدون إسلام".. نظرة تحليلية في رؤية أمريكية <

طرحت مرحلة ما بعد الحرب الباردة أبعادًا ثقافية وحضارية لم تكن مطروحة من قبل؛ سواءً على البعد النظري الأكاديمي أو البعد السياسي. وباتت هناك أولوية للاهتمام بالأبعاد الثقافية والحضارية في العلاقة بين الإسلام والغرب؛ على عكس أولويات الاهتمام فيما قبل ذلك؛ حيث كانت الأولويات العسكرية (في الخمسينيات والستينيات) ثم الأولويات الاقتصادية (في السبعينيات والثمانينيات) هي المهيمنة والمسيطرة على الساحة الدولية؛ الأمر الذي أدى إلى استدعاء صراع الحضارات والثقافات، ليصير هو المهيمن في القرن الواحد والعشرين، بدلا من صراع سياسات القوى في القرن العشرين، كما تؤكد الدكتورة "نادية مصطفى" أستاذة العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وإحدى المتخصصات في هذا الموضوع.
إن الأدبيات الغربية التي تحدثت عن عودة الاهتمام بالثقافة والدين في علم العلاقات الدولية، وعن تجدد بروز أهمية الدين على الساحة الدولية، ليست بقليلة، ابتداءً من "سيمون موردن" إلى "يوسف لابيد" إلى "فريد هاليداي" إلى "باري روبين" إلى "جوناثان فوكس" إلى "جورج فيجيل"، وآخرون غيرهم كثيرون، لن يتسع المقام إلى ذكرهم جميعا.
وعلى الرغم من الجدل حول طبيعة الوزن الثقافي في تفسير العلاقات الدولية، فإن هذا الجدل وما ينتج عنه من نماذج تطبيقية يعكس مدى الزخم الذي تلقاه الثقافة والدين في أدبيات العلاقات الدولية.
ونقلا إلى مستوى العلاقة بين أكبر قوة في العالم (الولايات المتحدة) وبين أكثر المناطق حساسيةً ثقافيا وحضاريا (العالم العربي والإسلامي)، فقد كتبت أقلام غربية كثيرة -مثل "صاموئيل هنتنجتون" و"فرانسيس فوكوياما" و"برنارد لويس" و"دانييل بايبس"- عن تحول البعد الثقافي من مجرد بعد ثانوي إلى مُحرك أولي وأصيل للإستراتيجية الأمريكية تجاه المنطقة العربية والإسلامية، وكذلك تحوله إلى مبرر وموضوع للإستراتيجية الأمريكية.
وعلى الوجه المناقض وُجد توجه أكاديمي غربي ثانٍ -مثل "جون إسبوزيتو" و"فواز جرجس"- يُهون من ذلك البعد الثقافي، مُفترضا أنه لم يكن أبدا -ولن يكون- من ضمن أولويات الإستراتيجية الأمريكية تجاه المنطقة العربية الإسلامية، ومُفترضا كذلك أن الصراع بين الولايات المتحدة والإسلام ليس صراعا حضاريا، وإنما هو صراع مصالح بحت؛ وأن الحسابات الأمنية والإستراتيجية هي التي كانت -وما زالت- تحتل قلب الاهتمامات الأمريكية، وليس الحسابات الثقافية والحضارية.
وقد بدا لي عبر قراءتي لمقال "العالم دون إسلام" -والذي كتبه "جراهام فوللر"، الأستاذ المساعد في كلية التاريخ بجامعة "سايمون فريز" في "فانكوفر"، في عدد يناير/ فبراير 2008 بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية- اندراج "فوللر" تحت لواء التوجه الثاني الذي يتجاهل البعد الثقافي، آخذا مكانه مع زميليه "إسبوزيتو" و"جرجس"؛ فقد انصب محور مقاله الأساسي حول النقطة الآتية: إن العالم المُفترض "الخالي من الإسلام" لم يكن ليختلف كثيرا عن ذلك العالم الذي نعيشه اليوم، بمعنى آخر: لو لم يكن الإسلام موجودا لما حدث فارق كبير، فالعالم سواءً بالإسلام أو بدونه هو في النهاية عالمٌ واحد.
هذا ما ذهب إليه "فوللر" باختصارٍ شديد، وهو الأمر الذي يفرض علينا طرح التساؤل الآتي:
هل لم يكن الإسلام فعلا عنصرا فارقا مع العالم؟
وهل كان عدمه مساويا لوجوده؟

شهادة حق
قبل الدخول في هذه النقطة لا بد أولا من الإدلاء بشهادة "فوللر" في حق الإسلام؛ حيث أشاد بأن الإسلام كان "عنصر توحيدٍ من الدرجة الأولى على نطاق الإقليم"، وأنه "أوجد -باعتباره دينا عالميا- حضارة عظيمة وممتدة على نطاق العالم"، وأنه "أثر على الجغرافيا السياسية، فإذا لم يكن هناك الإسلام فربما كانت الدول الإسلامية في جنوب وجنوب شرقي آسيا اليوم -وخاصة باكستان وبنجلاديش وإندونيسيا- متجذرة في نطاق العالم الهندوسي".
وكذلك أشاد بالحضارة الإسلامية التي قدمت "نموذجا راقيا يمكن أن يحتكم إليه جميع المسلمين في مسألة مقاومة انتهاكات الغرب، حتى لو فشل ذلك الاحتكام في صد التيارات الاستعمارية الغربية فقد خلق ذاكرةً تاريخيةً للمصير المشترك لا تُمحى".
ويرفض "فوللر" تبرير ربط أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 بالدين، والتغافل عن مظالم "الغازي الأجنبي"، كما يرفض إلصاق الإرهاب بالمسلمين وحدهم، مستشهدا بـ"الاغتيالات الكبيرة" التي حدثت في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين بواسطة "الفوضويين الأوروبيين والأمريكيين"، ومستشهدا بالتاريخ الحديث للنشاط الإرهابي؛ حيث أوردت مجلة "يوروبول" 424 هجمة إرهابية في الاتحاد الأوروبي عام 2006م؛ لم ينفذ منها المسلمون إلا هجمةً واحدة، ومستشهدا بالحروب العالمية التي فرضها الأوروبيون مرتين على بقية العالم؛ حربان عالميتان مدمرتان "بلا مثيل لهما في التاريخ الإسلامي".
ويتعجب "فوللر" من الذين ينتقدون الإرهاب "العربي" في الغرب؛ طارحا السؤال الآتي: لماذا لا يستخدم العرب الإرهاب ردا على الإرهاب الذي يُمارس ضدهم من قبل إسرائيل والولايات المتحدة؟ "فمثلما تقوم الجماعات الراديكالية ببث مظالمها في عصر العولمة، لماذا لا نتوقع منهم نقل كفاحهم إلى قلب الغرب؟".
ويفترض "فوللر" أن أحداث سبتمبر كانت ستقع حتما، إن عاجلا أو آجلا؛ فالغرب لم يترك للعرب حلا إلا المواجهة بالإرهاب؛ ليدافع عن نفسه ضد الظلم الواقع عليه ليلا ونهارا، ومن ذلك قوله: "نحن نعيش في عصر صار فيه الإرهاب سلاح الضعفاء المختار".
إلا أن ذلك كله يفرض علينا تساؤلا وجيها، وهو: هل كان فعلا المسلمون المنفذين الحقيقيين لأحداث سبتمبر؟ وهل كانوا هم فعلا المنفذين لأحداث الإرهاب التي حدثت في داخل أوروبا بعد أحداث سبتمبر؟
إن "فوللر" يتحدث وكأن المسلمين فعلا هم الضالعون في تلك الأحداث؛ وهو ما كذبته ونفته بحوث وكتب وتقارير غربية غير إعلامية، ومن ثم يمكن القول إنه على الرغم من إشادة "فوللر" بالإسلام في كثير من الأمور -وهو أمرٌ يُشهد به لباحث غربي- فإنه وقع في نفس المطب الذي يقع فيه المثقفون الغربيون عامةً؛ وهو المطب الذي نصبه الإعلام الأمريكي والأوروبي والعربي أيضا لإلصاق تهم الجرائم الإرهابية بالمسلمين والإسلاميين، دون وجود أدلة دامغة وحقيقية.
هل كان احتلال موارد فقط؟
انطلق "فوللر" من حُجته قائلا: "إن الصورة المُفترضة عن العالم بدون إسلام هي عبارة عن (شرق أوسط)1 تهيمن عليه الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية التي تساورها تاريخيا ونفسيا الشكوك وربما العداء للغرب".
فمسيحيو الشرق (الأرثوذكس) كانوا سيثورون على الهجمات المسيحية الغربية التي استهدفت السيطرة على ثروات وموارد الشرق، كانوا سيقاومونهم مثلهم مثل المسلمين، كما يؤكد "فوللر"؛ معللا ذلك بتوجس الأرثوذكس الشرقيين تاريخيا من الغرب؛ ولعل التاريخ الأسود الذي شهدته العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية الغربية في روما والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية في القسطنطينية خيرُ دليلٍ على ذلك.
إن "فوللر" يتحدث وكأن الهجمات الغربية على الشرق لم تكن إلا بهدف وضع اليد على الموارد والثروات؛ منكرا الهدف الآخر المتمثل في محاربة الإسلام كنظام وفكر وأسلوب حياة.
نعم، لقد سعى الغرب المحتل نحو الهيمنة على ثروات الشرق، ولكنه سعى أيضا نحو محاربة الهوية الإسلامية، ومحو الشخصية الإسلامية سواءً للفرد أو الجماعة، وإخراج الفرد المُسلم من إصر الجماعة الإسلامية تحت شعار الحرية الفردية المُطلقة.

إن المنظومة الإسلامية التي تناهض العلمانية والمادية والفردية والرأسمالية لم تكن أبدا ولن تكون في مصلحة القوى الغربية المحتلة؛ سواءً كانت تلك القوى تُمثل الإمبراطورية الرومانية أو القوى الصليبية أو الإمبراطورية البريطانية أو الإمبراطورية الأمريكية الحالية، بل إن هدف الغرب المحتل في السيطرة على موارد العالم الإسلامي كان -وما زال- يصب في خدمة هدف محاربة المنظومة الإسلامية. باختصار، هما هدفان لا ينفكان عن بعضهما البعض.
ألم يمنع الإسلام ظلما؟
يرى "فوللر" أن وجود الإسلام مثل عدمه؛ فالظلم واحدٌ في الحالتين، ومقاومته واحدةٌ في الحالتين أيضا، وهي إن لم تكن مقاومةً إسلاميةً، فستكون أرثوذكسية أو ماركسية أو قومية، لكنه لم ير أن "العالم دون إسلام" كان سيكون أكثر ظلما وطُغيانا، لم ير أنه لولا الإسلام لظل الإنسان حبيسا للجبروت الذي كان يتزعمه أباطرة الروم وأكاسرة الفُرس وسادة قريش؛ ولا سيما في ظل عدم وجود شريعةٍ حاكمةٍ سواءً في الدين المسيحي أو في الدين اليهودي.
لم ير قوة الإسلام التحريرية التي حررت الإنسان جسدا وفكرا وعقلا وقلبا من استسلامه للآدميين إلى الاستسلام لرب الآدميين، لم ير تمكّن تلك القوة في وجدان المسلمين وعقولهم، وتحركهم نحو فتح بُلدان العالم لتحريرها مثلما تحرروا، لو لم يكن الإسلام موجودا لأباد الصليبيون والتتار العالم، وحولوه إلى خرابٍ ودمار، ولولا وقوف المسلمين المُتشبعين بالإسلام دينا ومنهاجا ورسالةً وحضارةً ضد الصليبيين والتتار لهلك العالم.
وإذا كان مسلمو اليوم لم يعودوا بمثل قوة الأمس، فإن ذلك قد يعود بالأساس إلى عدم تشبعهم بالإسلام دينا ومنهاجا ورسالةً وحضارةً، ومن ثم تفريطهم في مسئوليتهم العالمية، واستقالتهم من دورهم الحضاري في نُصرة المظلوم وضرب الظالم، وتحولهم من أمةٍ شاهدة إلى أمةٍ مشهود عليها.
وعلى الرغم من استقالة الأمة الإسلامية حضاريا، فما زال منها ما يُبقيها، ويشعل جذوتها؛ إنها المقاومة الإسلامية في العراق وفلسطين ولبنان، التي ما زالت تضرب الظلم الصهيوني والأمريكي بيدٍ من حديد، على الرغم من قلة إمكانياتها وكثافة الضغوطات عليها.
ولولا تلك المقاومة الإسلامية لصار العالم الإسلامي بأكمله تحت ألسنة النيران الأمريكية والإسرائيلية، ولم يكن في مقدور القومية العربية -كما يفترض "فوللر"- أن تفعل شيئا حيال الهجمات الصهيونية الأمريكية؛ فقد انهزمت القومية العربية منذ نكسة 1967؛ ولم يعد لها قائمة؛ وسكوت الأنظمة القومية العربية أكبر شاهد على ذلك.
ومن ثم أوجه كلامي إلى "فوللر" قائلةً: "إن القومية العربية لم تكن لتفعل شيئا ضد الاحتلال الصهيوني الأمريكي؛ ولولا وجود الإسلام متمثلا في (حماس) و(حزب الله) و(المقاومة العراقية) لأكمل (بوش) الابن مشروع الشرق الأوسط الكبير في البقية الباقية من المنطقة العربية".
لقد كتب "فوللر" قائلا: "لا يوجد هناك سبب للاعتقاد بأن رد فعل الشرق الأوسط للهجمة الاستعمارية الأوروبية سيكون مختلفا بشكل كبير من الطريقة التي تعامل بها فعليا في ظل الإسلام".
وأنا أردّ عليه قائلةً: إن ردة الفعل على الهجمة الاستعمارية كانت ستكون مختلفة في ظل الإسلام، فحركات المقاومة الإسلامية فعلت ما لم تفعله حركات القومية العربية؛ ولو كان اعتماد الشعوب العربية على حركات القومية العربية أو الحركات اليسارية فقط، ولو لم يكن هناك مقاومات إسلامية في غزة وجنوب لبنان والعراق، لكان الوضع أسوأ بكثير مما نحن عليه الآن، ولصار العرب والمسلمون نسيا منسيا.
باختصار.. إن حركات المقاومة الإسلامية شكلت عائقا إستراتيجيا أمام الأطماع الأمريكية والإسرائيلية، لم يكن لحركات المقاومة العربية أن تحققه.
--------------------------------------------------------------------------------

باحثة دكتوراة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة.
(1) مصطلح "الشرق الأوسط" وضعه الغرب بدلا من المنطقة العربية الإسلامية؛ لإدراج إسرائيل من ضمن المنطقة، ومحو صفة العربية والإسلامية عنها.

ظهور لوبي يهودي معتدل ينافس آيباك

لا يوجد شارع في واشنطن يسمي ( STREET J) مثلما هو الحال مع باقي حروف الأبجدية الإنجليزية التي يطلق معظمها علي شوارع العاصمة الأمريكية، لكن مجموعة من المدافعين عن خيارات السلام استلهموا هذا الغياب للإعلان عن قيام أول منظمة من اليهود الأمريكيين تركز علي دعم السياسيين الأمريكيين الذين يؤمنون بضرورة التحرك نحو تسوية سلمية حقيقة في الشرق الأوسط في تحدي لأقوي جماعات الضغط الموالية لإسرائيل في الولايات المتحدة وهي لجنة العلاقات العامة الأمريكية-الإسرائيلية "إيباك". فقد تمكن حشد من رموز اليهود الأمريكيين "الليبراليون" بمساندة من شخصيات معروفة في المجتمع الإسرائيلي من الإعلان عن تأسيس منظمة جديدة في واشنطن تسعي إلي مساندة جهود السلام في الشرق الأوسط والوقوف في وجه "إيباك" التي يراها الكثيرون في دفاعها عن السياسات المتشددة في إسرائيل كارثة علي أمنها ومصالح أمريكا ومستقبل التعايش في المنطقة رافعين شعار "مؤيدون لإسرائيل. مؤيدون للسلام". أطلق مائة من المؤسسين أسم "جي ستريت" J Street www.jstreet.org علي المنظمة الجديدة تعبيرا عن الرغبة في إيجاد طريق جديد للسياسة الأمريكية تجاه الصراع، ويعتبر جيرمي بن عامي المستشار السابق للسياسة الداخلية في إدارة الرئيس بيل كلينتون، ودانيل ليفي المستشار السابق لرئيس الحكومة الإسرائيلية أيهود باراك- ونجل اللورد ليفي مبعوث بريطانيا السابق في الشرق الأوسط والباحث النشط في واشنطن - هما العقل المدبر للجماعة الجديدة التي قالت في بيانها الأول "لفترة طويلة من الزمن
إعادة تعريف "تأييد إسرائيل" ! كانت الأصوات الوحيدة التي يصغي إليها السياسيون فيما يخص صناعة السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط تأتي من قلة عالية الصوت من أقصي يمين المجتمع اليهودي الأمريكي منهم المحافظون الجدد واليمين المتشدد والمسيحيون-الصهيونيون الراديكاليون. وقد حول هؤلاء تعريفهم من موالاة إسرائيل إلي التأثير في السياسة الأمريكية". بمعني أن المنظمة الجديدة تركز علي إعادة تعريف "تأييد إسرائيل" في العاصمة الأمريكية بعد أن صارت أفكار اليمين المتشدد والمحافظين الجدد هي المحددة لعلاقة أمريكا وإسرائيل. ورغم أن الميزانية المبدئية للمنظمة الجديدة لا تقارن بقوة "إيباك" اليوم إلا أن المؤسسين يفضلون إستراتيجية جديدة تقوم علي مساندة مرشحين بأعينهم من أنصار السلام في إنتخابات الكونجرس المقبلة حتي يكون للجماعة صوتا في دوائر صنع القرار في واشنطن ولن تسعي المنظمة إلي تحدي النواب الديمقراطيين القدامي ممن يدينون بولاء تام لإسرائيل لا يقبل النقاش بل ستسعي إلي بناء أرضية جديدة تدعم جهود السلام ولا تشجع إمتداد الصراع بلا نهاية مثلما هو الحال اليوم بين صفوف "إيباك" وأنصارها لذلك ستقف المنظمة وراء خمسة علي الأقل من المرشحين الجدد في الإنتخابات المقبلة. ويحظر القانون الأمريكي علي جماعات المصالح المسجلة رسميا جمع التبرعات لأغراض سياسية لكن يمكن لأذرع تابعة تسمي لجنة العمل السياسي العمل مع السياسيين، المؤيدين لأهداف المنظمة الأم، لجمع تبرعات إنتخابية. وتضم قائمة المؤسسين السيناتور السابق لينكولن شافي والكاتب الشهير هنري سيجمان وماريا ايكافستي نائب رئيس فريق العاملين السابق في البيت الأبيض ومورتن هالبيرن مدير التخطيط بالخارجية الامريكية سابقا وماركوس كونالاكس ناشر مجلة "واشنطن مانثلي" المعروفة وصامويل لويس السفير الأمريكي السابق لدي إسرائيل والباحث المعروف روبرت مالي وروبرت سولومنت أحد الشخصيات اليهودية البارزة المؤيدة للمرشح الديمقراطي باراك أوباما وروبرت باستور المدير السابق في مجلس الأمن القومي وحنا روزنتال المدير السابق للمجلس اليهودي للشئون العامة، بالإضافة إلي العشرات من رؤساء المنظمات المروجة للسلام في الشرق الوسط وحاخامات بارزين وأساتذة جامعات وكتاب. ومن داخل إسرائيل، أعلن عدد كبير مساندة المنظمة الجديدة منهم يوسي الفار مسئول الموساد السابق وشالومو بن عامي وزير الخارجية الأسبق وافرام بورج رئيس الكنيست السابق ديفيد كمحي المدير السابق للخارجية الإسرائيلية وداليا رابين النائب السابق لوزير الدفاع والعديد من الجنرالات المتقاعدين وأخرون.
أسلوب جديد للعمل يقوم أساس المنظمة الجديدة علي إنهاء التأثير الطاغي للجماعات المتشددة واليمينية التي لا تعطي اليهود الليبراليين الفرصة للتحدث فيما يخص عملية السلام في الشرق الأوسط والدور الأمريكي في المنطقة.ويقول جيرمي بن عامي ان التيار المحافظ بين اليهود الأمريكيين قد أختطف مصطلح "المؤيدون لإسرائيل" وهو ما لا يتفقون فيه مع الغالبية من اليهود الأمريكيين وغيرهم. وقد وصف مراقبون في واشنطن التوجه الجديد بأنه يمثل تحديا لمنظمة "إيباك" الواسعة النفوذ والتي تبني شعبيتها علي مناصرة السياسات الإسرائيلية دون مراجعة المسئولين الإسرائيليين فيما يتخذونه من خطوات، خاصة أن المنظمة الجديدة ستجذب تمويلا وتبرعات من الجناح الليبرالي من المجتمع اليهودي الأمريكي المؤيد للسلام وفرض حل أقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية جنبا إلي جنب. ويأمل المؤسسون رفع موازنة المنظمة الجديدة من 1.5 مليون دولار إلي عشرات الملايين في القريب العاجل من أجل الوقوف في وجه "إباك" التي يصل إجمالي ودائعها المالية إلي 100 مليون دولار، وعدد أعضائها إلي ال 100 ألف شخص، ولها مكاتب في 18 ولاية. ومن العوامل التي يمكن ان ترفع حجم التبرعات للمنظمة الجديدة هو زيادة التبرعات عبر الأنترنت علي غرار حملة المرشح الديمقراطي باراك أوباما اليوم، والتي صارت مصدر الهام كبير للقوي الليبرالية والتقدمية التي تريد كسر احتكار القوي التقليدية للعمل السياسي. ووفقا لخبراء في السياسات الأمريكية-الإسرائلية فإن منظمة "جي ستريت" ربما لن تكون قادرة علي مناطحة منظمة "إيباك" في تأثيرها الطاغي لكنها تخلق حالة جديدة يمكن أن تجسد الخلافات الفكرية والعقائدية بين فريقين من اليهود الأمريكيين بصورة لم تحدث من قبل. كما أن منظمة المعتدلين في اللوبي الموالي لإسرائيل يمكن أن تمثل بداية جديدة للتواصل مع الأطراف العربية في الولايات المتحدة وخارجها من خلال السعي بناء أجندة مشتركة لعملية السلام في الشرق الأوسط في السنوات القليلة القادمة. وتؤيد مجموعة "جي ستريت" الإنسحاب الأمريكي من العراق والجوار مع سوريا وتجنب أية مواجهة عسكرية مع إيران وهو الموقف الذي يخالف تأييد "إيباك" لليمين الإسرائيلي. وتفاوتت ردود أفعال اليهود في الولايات المتحدة وخارجها بشأن المنظمة الجديدة حيث أعتبرها البعض خطوة ضرورية في توقيت مهم لتغيير دفة الحوار في واشنطن، فيما قال أخرون أن هؤلاء مجرد جزء من اللوبي العربي ومجموعة من اليساريين الليبراليين ممن لا يقدرون حجم الخطر الذي تتعرض له إسرائيل! ويقول دانيال ليفي "كل واحد في واشنطن يؤكد اليوم أنه صديق لإسرائيل. لكن الصداقة التي تقول للمحتل أن يتمادي ويتمسك بكل سنتيمتر من الأرض المحتلة ليست صداقة. ولأنها تتحول إلي صداقة مخادعة عندما ننفق سنوات أخري في حماية الإحتلال وتغذية الرغبة في تدمير الذات". أن الأرضية المشتركة حول القضايا الرئيسية بين مجموعة جديدة مثل "جي ستريت" والسياسيين العرب تؤكد ضرورة بناء جسر مع طرف جديد ومختلف في واشنطن وليس وضع الجميع في سلة واحدة.

<$BlogDateHeaderDate$>
يتوعد غزة بحسم قريب

اولمرت تحت اعواد المشنقة السياسية والرئيس ابو مازن يعتبر ما يحدث شأنا إسرائيليا داخليا


في خطوة وصفها المراقبون بالهروب الى الامام ومحاولة للظهور كمن يسيطر على امور الدولة ويدير شؤونها توعد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الملاحق بالتحقيقات في قضايا الفساد المالي قطاع غزة بحسم قريب .جاء ذلك خلال لقاء اولمرت اليوم برؤساء سبع مجالس محلية لقرى وبلدات تقع في محيط قطاع غزة وبالقرب منه .وقال اولمرت خلال الاجتماع المذكور بان امر قطاع غزة سيتم حسمه قريبا جدا وانه لم يعد يقبل وضعا يخشى فيه اطفال البلدات القريبة من غزة الخروج من منازلهم .واضاف اولمرت امام الحضور بانه يريد اتفاقا للتهدئة في غزة لكنه اعرب عن مخاوفه مما وصفه باستغلال حماس لهذه التهدئة من اجل تعزيز قوتها العسكرية .وتأتي تصريحات اولمرت في ظل التحقيقات الجارية ضده والشهادة التي ادلى بها الملياردير تلينسكي والذي اكد استلام اولمرت مبالغ كبيرة من الاموال بما يخالف القانون اضافة الى مطالبة باراك له بالاستقالة من منصبه او على الاقل تجميد صلاحياته في ادارة الدولة .و قال الرئيس محمود عباس، اليوم، إننا نعتبر ما يجري الآن في إسرائيل بأنه شأن داخلي إسرائيلي، مضيفا: إننا نتعامل مع أي حكومة إسرائيلية تلتزم بعملية السلام.وكان كشف اليوم في اسرائيل النقاب عن تفاصيل الاعترافات التي ادلى بها الملياردير اليهودي طلنسكي حول الاموال التي قدمها لرئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت .وياتي كشف التفاصيل معطوف عليها تصريحات وزير الجيش الاسرائيلي ايهود باراك والتي طالب فيها اولمرت للاعلان عن عجزه في ادارة الحكومة او الخروج في اجازة لتطرح تساؤلات حول المصير الذي ينتظر اولمرت وما اذا سيتمكن من الاستمرار في اداء مهامه كرئيس للوزراء.وفيما يلي ابرز تفاصيل الشهادة التي ادلى بها طلنسكي .فقد تناول الملياردير الامريكي تلينسكي وعلى مدى ثماني ساعات متواصلة قضاها يوم امس " الثلاثاء " على منصة الشهود امام قاض اسرائيلي استمع للشهادة التي ازمت وضع رئيس الوزراء اولمرت السياسي والقانوني وجعلت حكومته بحكم المنتهية تفاصيل المبالغ المالية التي منحها لاولمرت .واماط تلينسكي في شهادته النقاب عن مبالغ ضخمة تلقاها اولمرت منه على شكل خدمات فندقية ومساعدات مالية مباشرة بعضها صرف في حملته الانتخابية والبعض الاخر على رفاهيتيه الشخصية .وغاص تلينسكي الذي بكى مرتين اثناء الادلاء بشهادته حزنا على صديقه المقرب اولمرت واضطراره للشهادة ضده في تفاصيل المبالغ المالية وطريقة صرفها مصنفا اياها وفقا لثلاثة بنود الاول: بند المصروفات والثاني: بند القروض والمنح فيما اختص البند الثالث: بالاموال التي تلقاها اولمرت نقدا ومن خلال المظاريف المغلقة .وفي تفاصيل بند المصروفات قال تلينسكي بانه دفع مبلغ 4700 دولار عن اولمرت بدل ثلاثة ايام قضاها في فندق ريتس بواشنطن العاصمة و 3000 دولار طلب منه اولمرت دفعها له كمساعدة في تغطية نفقاته اثناء حضوره اجتماعا دوليا في كولورادو الامريكية ، 5000 دفعها الملياردير اليهودي ثمن وجبة عشاء اقيمت بمشاركته في مركز لينكلون في منهاتن ، 3000 سلمها الى " شولا " وهي موظفة في مكتب اولمرت لتغطية مصاريف اولمرت الذي حضر امسية لجمع التبرعات لصالح كنيس "سالونيم " بمدينة نيويورك اضافة الى منح اولمرت حق استخدام بطاقة الفيزا كارت العائدة له في عشر مناسبات مختلفة لدفع نفقات الفنادق التي اقام بها اولمرت و الحجز له للسفر جوا على الدرجة الاولى .وفيما يتعلق بالمنح والقروض التي وهبها لاولمرت قال تلينسكي بانه قدم لاولمرت اثناء تواجد الاخير في فندق ريجنسي نيويورك مبلغ 15000 دولار لمساعدته في حملته الانتخابية ضمن الانتخابات الداخلية التي اجراها حزب الليكود عام 2002 ، 25000 قرضا طلبه اولمرت لتغطية نفقات رحلة استجمام في ايطاليا ، 380 الف دولار على شكل تغطية لديون تراكمت على مؤسسة " القدس الموحدة " التي رشحت اولمرت لرئاسة بلدية القدس وقادت حملته الانتخابية .وبخصوص الاموال التي استلمها اولمرت نقدا داخل المغلفات والمظاريف قال تلينكسي بانه قدم مبلغ 8000 دولار لاولمرت الذي شغل حينها منصب وزير التجارة والصناعه ، 72000 دولار طلبها اولمرت عام 2003 لخوض الانتخابات الداخلية في حزب الليكود مدعيا بانه موجود اسفل القائمة اضافة الى مبلغ 150 الف دولار هي مجموع المنح والهبات التي قدمها تلينسكي نقدا خلال الفترة الواقع ما بين عامي 1992- 2005 .وفي معرض تبريره للاموال التي قدمها لاولمرت قال تلينكسي بان اولمرت صديقه المقرب وان كلمته تساوي عنده ذهبا لذلك لم يبخل عليه بما كان يطلب علما بان كلمة اولمرت التي تغزل فيها الميلياردير قدمت له الكثير من الامتيازات والمساعدات في مجال الاستثمار وادت في بعض الاحيان الى انهيار شركات منافسه وفقا لما جاء في الشهادة المذكورة .
بعد ستين عاما على النكبة

عشرات الشبان اليهود المسلحين بالسكاكين والعصي يعذبون ويضربون شابين عربيين وسط القدس

نشرت قنوات التلفزة الاسرائيلية مساء " الثلاثاء " فيلم فيديو قصير صورته احدى كاميرات الحراسة واظهر تفاصيل عملية تنكيل قادها مجموعه من الشبان اليهود ضد فتية من مخيم شعفاط شمال القدس .واظهر الفيلم الذي وثق عملية التنكيل التي جرت اثناء احياء اليهود لذكرى المحرقة النازية مجموعه من اليهود تتكون من 20 شخصا مسلحين بالعصي والسكاكين ينتظرون في منطقة "بسغات زئيف" مرور اي عربي لينهالوا عليه ضربا وتنكيلا الى ان ظهر شابان من مخيم شعفاط تتراوح اعمارهم ما بين السادسة والثامنة عشرة .وجاء في لائحة الاتهام التي قدمت اليوم ضد 11 متورطا بعملية التنكيل جرى اعتقالهم ان مجموعة الشبان اليهود اتفقوا مع بعضهم من خلال الايميل ورسائل قصيرة كتبوا فيها بان العرب الذين يدخلون الاحياء اليهودية يزعجون سكانها ويتعرضون للنساء ويثيرون الشغب فيها واتفقوا بان يلتقوا في تمام الساعه العاشرة مساء يوم المحرقة النازية بالقرب من احد المراكز التجارية في بسغات زئيف حيث يقيمون .ووصل الشبان الى المكان المحدد مسلحين بالعصي والسكاكين وكل ما وقع في ايديهم من ادوات وبعد انتظار ما يقارب النصف ساعه ظهر امامهم شابين عربيين من مخيم شعفاط فتوجه نحوهم الشبان اليهود متهمينهم بالتورط في شجار سابق ضد اليهود وشرعوا بمهاجمتهم بالعصي والهراوات والركل والدوس عليهم بالاقدام فيما اخذ احد الضحايا بالصراخ راجيا ان يتركوه في حال سبيله ورغم فقدان احد الشبان الفلسطينين لوعيه واصلت المجموعة المتطرفه حفلة التنكيل والضرب واستل اثنان منهما سكاكينهم وانهالا على احدهما طعنا وهو ملقى على ارض الشارع .
<$BlogDateHeaderDate$>
رفع عدد ضحايا الحصار إلى (167)- الحصار حرم عائلة العماوي من الفرحة بابنها الشاب "محمد"

أعلنت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، عن وفاة الحالة المرضية (167) جراء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، وهو الشاب محمد العماوي من سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وقال رامي عبده، الناطق باسم اللجنة الشعبية، اليوم الثلاثاء إن الشاب العماوي (22 عاماً) أنفق عليه والده قرابة 80 ألف دولار بعد أن باع ممتلكاته من أجل علاجه، لكنه توفي بسبب عدم تمكنه من مواصلة العلاج جراء الحصار.
وحسب والد الشاب العماوي فإن "ابنه أجرى عملية في مستشفى اسرائيلي قبل عدة أشهر بعد إصابته بمرض اللوكيميا "سرطان الدم"، وكان من المفترض أن يقوم بالمراجعة الدورية لإجراء الفحوصات لكنه لم يتمكن بسبب إغلاق المعابر".
وكان من المقرر أن يتوجه الشاب العماوي أول من أمس إلى إسرائيل لكن بسبب الإغلاق تأخر ليوم واحد، مما أدى إلى نزيف شديد بالدم وفقد الرؤية وتوفي في مستشفى الشفاء".
ومن المقرر تشييع جثمان العماوي ظهر اليوم، من مسجد الست رقيه في حي الشجاعية. ودعت اللجنة الشعبية وسائل الإعلام لتغطية الجنازة.
وكانت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار أعلنت في وقت سابق اليوم وفاة الرضيع ورد هاشم صبيحة البالغ من العمر عشرة ايام, بسبب الحصار الاسرائيلي على القطاع.

وفاة الرضيع الثالث خلال 24 ساعة جراء الحصار على القطاع

اعلن رامي عبده الناطق باسم اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار وفاة الرضيع ورد هاشم صبيحة البالغ من العمر عشرة ايام, بسبب الحصار الاسرائيلي على القطاع.
ونقل الناطق باسم اللجنة عن المصادر الطبية ان الرضيع كان يعاني من تكيس في الكلى وكان بحاجة لبعض جرعات من الادوية لم تتوفر في مشافي القطاع، حيث توفي الطفل في حضانة مستشفى الشفاء بمدينة غزة، وبوفاة الرضيع صبيحة يرتفع عدد ضحايا الحصار الى 166 ضحية.
وكان عبده، اعلن قبل ذلك بساعات وفاة الرضيعتين فايزة وسجود الفرا البالغتين من العمر اسبوعاً واحداً في مستشفى ناصر بمدينة خانيونس، ونقل عبده عن المصادر الطبية أن الرضيعتين كانتا تحتاجان اخذ جرعة دوائية من مادة السيرفكتانت، إلا أن عدم توفر العلاج في كل مشافي القطاع حال دون تلقيهما للجرعات.
<$BlogDateHeaderDate$>
يومان فصلا بين وفاتهما: حصار غزة يجمع بين الزوجين "حبوش" في القبر!

يومان فقط فصلا بين وفاة الزوجين "حبوش" ليرتفع عدد ضحايا الحصار على قطاع غزة إلى (162) شهيداً، حيث لحقت الزوجة بزوجها بعد يومين فقط من وفاته.
وأعلنت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، عن وفاة الحالة المرضية (162) جراء الحصار، المسنة لولو حسن حبوش (59 عاماً) جراء معاناتها مع مرض الفشل الكلوي لعدة أشهر، بعد يومين فقط من وفاة زوجها نبهان محمد حبوش (62 عاماً) والمريض بالسرطان في النخاع.
وقال رامى عبده الناطق باسم اللجنة الشعبية إن نبهان حبوش حصل على تحويلة للعلاج في الخارج، وحاول ثلاث مرات الخروج عبر معبر (بيت حانون/ ايرز) شمال قطاع غزة لكنه الاحتلال كان يعيده ويرفض سفره.
وقبل أسابيع حاول نبهان الخروج عبر معبر رفح الحدودي جنوب قطاع غزة، خلال فتحه لثلاثة أيام بشكل جزئي لخروج بعض الحالات المرضية والجرحى، لكنه لم يتمكن من ذلك، ليتوفى بعد يوم واحد من محاولته الأخيرة.
وبعد يومين من وفاة الزوج نبهان، لحقت به زوجته، بعد أن فشلت هي الأخرى في السفر للخارج لزراعة شريان صناعي حتى تتمكن من إجراء غسيل كلى.
ورغم أن الزوجة "لولو حبوش" حجزت في أحد المستشفيات المصرية وحاولت الخروج مع زوجها عبر المعبر للعلاج، إلا أنها فشلت هي الأخرى، لتنضم إلى قافلة ضحايا الحصار.
ويقول أحد أقارب نبهان للجنة الشعبية لمواجهة الحصار: "إن الزوج نبهان والذي يقطن غرب مدينة غزة، صرف قرابة 15 ألف دولار (مستحقات التقاعد)، في مساعيه للسفر خارج غزة بهدف العلاج".
وتؤكد اللجنة الشعبية "أن خطر الموت يتهدد قائمة كبيرة من المرضى من أصحاب الأمراض الخطيرة والمزمنة، جراء عدم تلقيهم العلاج بسبب عدم توفر الأدوية، ومنعهم من مغادرة القطاع لتلقي العلاج، نتيجة الحصار الإسرائيلي وإغلاق كافة معابر القطاع منذ عدة أشهر".

<$BlogDateHeaderDate$>
المفاهيم الاساسية للمسيحية الصهيونية ..

الموضوع : الولايات المتحدة الامريكية
تقرير واشنطن
حمل غالبية المهاجرين الأوروبيين إلى الأراضي الأمريكية العقيدة البروتستانتية الأصولية التي كانوا يحاولون تطبيقها في مجتمعاتهم ولم ينجحوا. ومنذ بداية تأسيس الدولة الأمريكية في القرن الـ17 لعبت الرؤى الأصولية المسيحية البروتستانتية دورا كبيرا في تشكيل هوية الدولة. المسيحية الصهيونية تأثرت العقيدة البروتستانتية كثيرا باليهودية، ونتج عن هذا التأثر تعايش يشبه التحالف المقدس بين البروتستانتية واليهودية بصورة عامة، وخلقت علاقة أكثر خصوصية بين الصهيونية اليهودية والبروتستانتية الأصولية.وتتميز البروتستانتية في الولايات المتحدة بصفتين يمكن من خلالهما فهم محاور حركة المسيحية الصهيونية:• هيمنة الاتجاه الأصولي على البروتستانتية.• سيطرة التهود على الأصوليين البروتستانتيين.وآمنت المسيحية الصهيونية Christian Zionism "قبل تأسيس دولة إسرائيل" بضرورة عودة الشعب اليهودي إلى أرضه الموعودة في فلسطين، وإقامة كيان يهودي فيها يمهد للعودة الثانية للمسيح وتأسيسه لمملكة الألف عام. وتمثل فكرة عودة اليهود إلى فلسطين حجر الأساس في فكر المسيحية الصهيونية، لذا كانت فكرة إنشاء "وطن قومي لليهود في فلسطين" التي آمن بها المسيحيون البروتستانت قبل إيمان اليهود أنفسهم بها هي أهم ما يجمع بين الطرفين. ومصطلح المسيحية الصهيونية لم يتم الإشارة إليه كثيرا قبل حقبة التسعينيات من القرن الماضي، وتصنف هذه المدرسة ضمن جماعات حركة البروتستانت الإنجيليين Protestant Evangelical ، ولهذه الحركة ما يقرب من 130 مليون عضو في كل قارات العالم.ويمكن تعريف المسيحية الصهيونية بأنها "المسيحية التي تدعم الصهيونية"، وأصبح يطلق على من ينتمون إلى هذه الحركة اسم "مسيحيين متصهينين". وتتلخص فكرة هذه الحركة في ضرورة المساعدة لتحقيق نبوءة الله من خلال تقديم الدعم لإسرائيل. وتريد المسيحية الصهيونية إعادة بناء الهيكل اليهودي في الموقع الذي يقوم عليه المسجد الأقصى اليوم. وفي نظرهم يتم ذلك عن طريق تحقيق هيمنة إسرائيلية كاملة على كل "فلسطين"، كون فلسطين هي (الأرض الموعودة). وتعتقد المسيحية الصهيونية أن من شأن القيام بذلك تعميم البركة الإلهية على العالم كله. نشأة الحركة نشأت المسيحية الصهيونية -كما نعرفها اليوم- في إنجلترا في القرن الـ17، حيث تم ربطها بالسياسة لا سيما بتصور قيام دولة يهودية حسب زعمها لنبوءة الكتاب المقدس، ومع بدء الهجرات الواسعة إلى الولايات المتحدة أخذت الحركة أبعادا سياسية واضحة وثابتة، كما أخذت بعدا دوليا يتمثل في تقديم الدعم الكامل للشعب اليهودي في فلسطين. وتتصل جذور هذه الحركة بتيار ديني يعود إلى القرن الأول للمسيحية ويسمى بتيار الألفية (Millenarianism)، والألفية هي معتقد ديني نشأ في أوساط المسيحيين من أصل يهودي، وهو يعود إلى استمرارهم في الاعتقاد بأن المسيح سيعود إلى هذا العالم محاطا بالقديسين ليملك في الأرض ألف سنة ولذلك سموا بالألفية. هناك تفسير اعتمد تاريخيا في العقيدة المسيحية ينص على أن الأمة اليهودية انتهت بمجيء المسيح، وأن خروج اليهود من فلسطين كان عقابا لهم على صلب السيد المسيح، وأن فلسطين هي إرث المسيح للمسيحيين، إلا أن ظهور حركة الإصلاح الديني في أوروبا في القرن الـ16 تبنت مقولة أن "اليهود هم شعب الله المختار"، وأنهم الأمة المفضلة عند الرب، وأن هناك وعدا إلهيا يربط اليهود بفلسطين، لذا ارتبط الإيمان المسيحي البروتستانتي بعد حركة الإصلاح بالإيمان بعودة المسيح الثانية بشرط قيام الكيان الصهيوني على كل أرض فلسطين.وحدث انقسام بين منظري المسيحية الصهيونية في القرن الـ19، وظهرت مدرستان، البريطانية الداعمة لنظرية تحول اليهود للمسيحية قبل عودتهم لفلسطين كمسيحيين، والأمريكية التي آمنت بأن اليهود سيعودون إلى فلسطين كيهود قبل تحولهم للمسيحية. ورأس فكر المدرسة الأمريكية القس الأيرلندي جون نيلسون داربي الذي يعتبر بمثابة الأب الروحي لحركة المسيحية الصهيونية الأمريكية. وخلال 60 عاما بشر داربي لنظريته بكتابة العديد من المؤلفات التي فصلت رؤيته لنظرية عودة المسيح الثانية، ونظرية الألفية. وقام داربي بست زيارات تبشيرية للولايات المتحدة، ومن ثم أصبح داعية مشهورا ومدرسا له أتباع كثيرون. وحمل لواء الحركة من داربي عدة قساوسة من أشهرهم داويت مودي الذي عرف بترويجه لنظرية "شعب الله المختار"، وويليام يوجين بلاكستون الذي ألف كتاب "المسيح آت" عام 1887 وأكد فيه على نظرية حق اليهودي طبقا لقراءته للتوراة في فلسطين. إلا أن أكثر المنظرين تطرفا كان القس سايروس سكوفيلد الذي ألف كتابا عنوانه "إنجيل سكوفيلد المرجعي" عام 1917، وهو الكتاب الذي أصبح بمثابة المرجع الأول لحركة المسيحية الصهيونية.ومن أشهر السياسيين الذين أسهموا في نمو حركة المسيحية الصهيونية عضو البرلمان البريطاني اللورد شافتسبري، وكان شافتسبري مسيحيا محافظا وعلى علاقة جيدة بصانعي السياسة البريطانيين في منتصف القرن الـ19. وفي العام 1839 ذكر شافتسبري في مقال نشر في دورية شهيرة Quarterly Review أنه "يجب أن نشجع عودة اليهود إلى فلسطين بأعداد كبيرة، حتى يستطيعوا مرة أخرى القيام بالرعي في سامراء والجليل"، وكان ذلك قبل 57 عاما من ظهور الحركة الصهيونية العالمية، وكان اللورد شافتسبري هو أول من وصف اليهود وفلسطين قائلا "شعب بلا وطن.. لوطن بلا شعب". يعد تيودور هرتزل مؤسس الصهيونية الحديثة هو أول من استخدم مصطلح "الصهيونية المسيحية"، وعرف المسيحي المتصهين بأنه "المسيحي الذي يدعم الصهيونية"، بعد ذلك تطور المصطلح ليأخذ بعدا دينيا، وأصبح المسيحي المتصهين هو "الإنسان الذي يساعد الله لتحقيق نبوءته من خلال دعم الوجود العضوي لإسرائيل، بدلا من مساعدته على تحقيق برنامجه الإنجيلي من خلال جسد المسيح". تيودور هرتزل نفسه آمن وطرح فكرة الدولة اليهودية ولم تكن دوافعه دينية بالأساس، فهو قومي علماني، وأعلن استعداده لقبول استيطان اليهود في أوغندا أو العراق أو كندا أو حتى الأرجنتين، أما المسيحيون المتصهينون فقد آمنوا بأن فلسطين هي وطن اليهود، واعتبروا ذلك شرطا لعودة المسيح، لذا انتقدوا الموقف المتساهل من قبل تيودور هرتزل.أدبيات حركة المسيحية الصهيونيةتلتقي الحركتان الصهيونية اليهودية والصهيونية المسيحية حول "مشروع إعادة بناء الهيكل اليهودي في الموقع الذي يقوم عليه المسجد الأقصى اليوم". لذا فالهدف الذي تعمل الحركتان على تحقيقه يتمحور حول فرض سيادة يهودية كاملة على كل فلسطين بدعوة أنها "أرض اليهود الموعودة" ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى تعميم البركة الإلهية على كل العالم. وترجمت معتقدات هذه الحركة بداية في العام 1917 مع صدور وعد بلفور "الذي أيد فكرة وطن قومي لليهود في فلسطين" وافق أغلب البروتستانت الأمريكيين على هذه الفكرة واعتبروا تنفيذها واجبا دينيا راسخا.وتأثرت المسيحية الصهيونية بثلاثة توجهات يجمع بينها خلفية التفسير الديني المعتمد على النصوص التوراتية، ورغم تباين هذه التوجهات وتناقضها بعضها مع بعض أحيانا، فإن التفسير الحرفي للتوراة والإيمان بضرورة مساعدة إسرائيل جمع بينهم. والحركات الثلاث هي:1. حركة تهتم بقضية نهاية العالم ومؤشراته.2. حركة تهتم بقضية التقرب من اليهود من أجل المسيح.3. حركة تركز على الدفاع عن إسرائيل وعلى مباركتها ودعمها بكل ما هو ممكن ومتاح.وأهم ما يجمع بين المسيحية الصهيونية واليهودية اليوم يمكن تلخيصه في ثلاث نقاط أساسية: 1. التراث المسيحي اليهودي المشترك.2. الأخلاق اليهودية المسيحية.3. الالتزام الأدبي والأخلاقي بدعم إسرائيل.تترجم حركة المسيحية الصهيونية أفكارها إلى سياسات داعمة لإسرائيل، وتطلب ذلك خلق منظمات ومؤسسات تعمل بجد نحو تحقيق هذا الهدف. لذا قامت حركة المسيحية الصهيونية بإنشاء العديد من المؤسسات مثل "اللجنة المسيحية الإسرائيلية للعلاقات العامة" ومؤسسة الائتلاف الوحدوي الوطني من أجل إسرائيل"، ومن أهداف هذه المؤسسات دعم إسرائيل لدى المؤسسات الأمريكية المختلفة، السياسي منها وغير السياسي. وهناك ما يقرب من 40 مليونا من أتباع الصهيونية المسيحية داخل الولايات المتحدة وحدها، ويزداد أتباع تلك الحركة خاصة بعدما أصبح لها حضور بارز في كل قطاعات المجتمع الأمريكي. ويشهد الإعلام الأمريكي حضورا متزايدا لهم حيث إن هناك ما يقرب من 100 محطة تلفزيونية، إضافة إلى أكثر من 1000 محطة إذاعية ويعمل في مجال التبشير ما يقرب من 80 ألف قسيس.وامتد نفوذ الحركة إلى ساسة الولايات المتحدة بصورة كبيرة وصلت إلى درجة إيمان بعض من شغل البيت الأبيض بمقولات الحركة والاعتراف بهذا علنيا. الرئيسان السابقان جيمي كارتر "ديمقراطي" ورونالد ريغان "جمهوري" كانا من أكثر الرؤساء الأمريكيين إيمانا والتزاما بمبادئ المسيحية الصهيونية
في تقدير صمود الفلسطينيين

بقلم : بنجامين وايت. كريستيان ساينس مونيتور

بينما تحتفل اسرائيل بالذكرى الستين لتأسيسها, يغتنم الفلسطينيون هذه المناسبة ليتذكروا البعثرة الكارثية التي ارتكبت بحق مجتمعهم في عام .1948 على ان الامر ليس, ببساطة, مجرّد استرجاع الماضي, فهم يواصلون الكفاح من أجل تقرير المصير, والاعتراف بحقوقهم بمقتضى القانون الدولي.
ومع هذا, فإنها غلطة كبيرة ان ينظر الى السنوات الستين الماضية, على انها قصة كارثة غير عصيبة بالنسبة للشعب الفلسطيني, اذ تحققت نجاحات وانجازات مهمة تستحق الذكر ايضا. ولهذا اهميته الكبرى اذا ما اخذنا بعين الاعتبار مدى التدمير الذي لحق بالمجتمع الفلسطيني في عام 1948; فقد دمّرت اسرائيل حوالي 400 قرية فلسطينية, وغدا 85 من فلسطينيي ما اصبح يعرف بإسرائيل مطرودين من بلادهم.
وبالرغم من كل شيء, لم يبق الفلسطينيون احياء يرزقون وحسب, بل نالوا الاعتراف الدولي بدولتهم ايضا, بفضل اصرارهم العنيد. فقد واصلوا الكفاح, ومن دون حلفاء في غالب الاحيان, ليحققوا مكاسب سياسية جوهرية, ورفض الفلسطينيون داخل اسرائيل, وفي المناطق المحتلة, ومناطق الشتات, مطالب اسرائيل بأن "اخرجوا", كما قاموا هيمنتها.
يتجسد هذا الاصرار الفلسطيني في عائلة نصّار المسيحية التي تعرفت اليها منذ سنين. فلهذه الاسرة قطعة ارض جميلة تطلّ على قرية نحالين غرب مدينة بيت لحم. وشهد افرادها بأم أعينهم انتشار المستوطنات اليهودية غير الشرعية على التلال المحيطة بهم. وقد نجوا, حتى الآن, من محاولات جيش الاحتلال الاسرائيلي مصادرة املاكهم.
وسواء أأغلق آل نصّار الطريق على تجاوزات وانتهاكات المستوطنين, اما برفع قضيتهم امام المحاكم, او بالاتصال مع المؤيدين والمؤازرين في العالم, فإنهم حشدوا مصادر الدعم العائلي من جهة, ودعم المجتمع من جهة ثانية. وما يدعو الى الاثارة الحيّة ونفخ الروح, اكثر من غيره, انهم هيأوا ارضهم لاستضافة مخيمات للأطفال, وتبادل الوفود الثقافية, والضيوف الاجانب, مدركين واجبهم بضرورة الكفاح من أجل البقاء في ارضهم. وهذا بحّد ذاته انتصار يرجع صدى الرفض الفلسطيني التاريخي للقبول بقدرهم وحسب, خاصة منذ الستينيات, والتصميم الموازي لذلك على تنظيم المقاومة الجماهيرية. ولعلّ أبرز الانجازات تمثل في اندلاع الانتفاضة الاولى في الثمانينيات, التي بيّنت لإسرائيل ان احتلالها لم يكن من دون ثمن, كما عرضت للعالم الواقع القمعي والاضطهادي للسياسة الاسرائيلية.
ومن الانجازات البارزة, التي تحققت خلال العقود القليلة الماضية, انتعاش المجتمع المدني الفلسطيني. فبتشديد الجاليات تكون قد وفرت قوة حيوية للمجتمع الفلسطيني المحاصر. ويعود الفضل, جزئيا, في هذا المقام, الى هذه الثقافة عميقة الجذور المتعلقة بالمواطنة النشطة الفعالة, التي مكّنت الفلسطينيين من اجراء انتخابات كانت محلّ حسد في العالم العربي, نظرا لشفافيتها وطابعها المهني. وببناء الباحثين والاكاديميين الفلسطينيين على تقليدهم الحيوي في ممارسة الحياة الثقافية والفكرية, ارتقوا الى مراتب عليا في العالم خلال العقود الاخيرة, ليس فقط في ميدان الدفاع عن كفاح شعبهم ونصرته, بل ايضا كرموز مشهورة في مجالات تخصّصهم.
وفي الوقت ذاته, واستناداً الى ثقافتهم الغنية وتراثهم الديني, اضافة الى تجربتهم الخاصة في المنفى والنضال, اسهم الكتاب والشعراء والفنانون ومنتجو ومخرجو الافلام الفلسطينيون كثيرا, ليس فقط في مساعده شعبهم, بل ايضا في العالم كله.
ومن منظور تاريخي, فإن احدى عقبات تحقيق السلام, تمثلت في حقيقة ان اسرائيل أحسّت بأنها قادرة على المضي قدما في سياسة الطرد للفلسطينيين واحتلال اراضيهم من دون اكتراث عالمي كبير بذلك. ولهذا علاقة وثيقة بحقيقة ان الطبعة الصهيونية الممنهجة لما حدث في عام ,1948 قد سارت من دون معارضة في دول الغرب - وداخل اسرائيل ايضا - على مدى سنوات طوال.
ومع هذا, فقد تمكن الفلسطينيون, من خلال عوامل محدّدة, مثل "المؤرخين الاسرائيليين المحدثين", والجهود الدؤوبة للقائمين على الحملات, والتكنولوجيا الحديثة لوسائل الاعلام, التي تمكّن من النشر الواسع "للمعلومات على الارض", من احداث شروخ في واجهة الدعاية الاسرائيلية. وفي غضون ذلك, ازداد التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية ازديادا كبيرا, بحيث غدت هذه القضية مسموعة تماما وتفرض نفسها الآن, بالرغم من جميع محاولات طمسها.
ومهما يكن من امر, فما تزال هناك عقبات هائلة ومرعبة. فاسرائيل تنعم بالدعم المستمر ممّا يسمّى المجتمع الدولي, بالرغم من بعض الصفعات الطارئة, فالكثير من النقاش الذي يدور في الغرب ما تزال الفرضيات الصهيونية هي التي تصوغه وتشكّله, كما انه يجري من وجهة نظر اسرائيلية حصرا. والفلسطينيون في هذا النقاش يعاملون كأبناء بلد عليهم "الحصول" على حق تقرير المصير, والكرامة, والأمن, والحرية.
كما ان بعض الفلسطينيين خلقوا, من غير قصد ودراية, عراقيل امام تحقيق مزيد من التقدم, فالطاقة الايجابية للانتفاضة الاولى جرت تقنيتها في المؤسسات البيروقراطية للسلطة الفلسطينية, بينما الانقسامات المريرة غالباً ما وقعت بين حماس وفتح مثلاً. والوحدة السياسية الفلسطينية, والمقاومة الاستراتيجية المبدئية ظلّت من دون تدعيم في غالب الأحيان. والرواسب القديمة, والفساد, وتدخل اطراف ثالثة تبقى عقبات كبرى.
على أن بإمكان الفلسطينيين أن يحققوا مكاسب كذلك من الاتفاق الجماعي على وقف الهجمات على المدنيين الاسرائيليين, اضافة الى ان السياسة الاخلاقية مفيدة لهم ايضا, بل انها حتى تشكل جزءا من عملية تحوّل أعرض نحو استراتيجيات مقاومة أقلّ "نخبوية", تستند الى مشاركة جماهيرية شعبية, شريطة ألاّ تُخلط مع المطالبة المزيفة بالسلبية ودعوة الفلسطينيين الى التسليم والاذعان للهجمات الاسرائيلية.
ستون عاماً فترة زمنية طويلة; وبالتالي فإن الاعتراف بالصمود الفلسطيني هو أفضل اشكالها. ويتمثل هذا الصّمود بكفاح آل نصّار, وأطفالهم, وادواتهم الزراعية, وغرس أشجار الزيتون في ظلال المستوطنات الاسرائيلية, بتصميم وعزّة نفس, عبر حواجز الطرق ونقاط التفتيش. فبالرغم من جميع الفروق, وعلى الضدّ منها, بقي ملايين الفلسطينيين يفلحون الأرض, وينشؤون الأعمال والشركات, والتزاوج وانجاب الاطفال, وندب الموتى. وفي مواجهة الجهود الصارمة الرامية الى تهميش, حتى محو وطنهم ومجتمعهم, واصلوا الحياة بكل معانيها, وهذا هو أفضل تأسيس ممكن لتحقيق انتصارات أعظم, خلال الأعوام الستين التالية
الأساطير الخمس حول "الموالين لإسرائيل"

بقلم : جيرمي بن عامي.واشنطون بوست
منذ ستة عقود تقريباً، قاتل والدي إلى جانب "مناحم بيجين" من أجل إنشاء دولة إسرائيل، ولو كان أحد قد قال له آنذاك إنه سيأتي يوم يتسابق فيه الساسة، في أقوى دولة على ظهر الأرض، على إظهار الولاء لإسرائيل، لكان قد ضحك من قوله. وعلى الرغم من كوني ممن يشعرون بالامتنان للولايات المتحدة على ما أبدته من صداقة لإسرائيل خلال العقود الستة الماضية، فإنني لا أملك أنا والدولة التي ساعد أبي على إقامتها منذ 60 عاماً، سوى التساؤل عن الجهة التي تتولى تعريف ما معنى أن يكون الشخص موالياً لإسرائيل في الولايات المتحدة هذه الأيام.
البعض يفترض أن الولاء لإسرائيل يعني تأييد كل ما تقوم به دون تفكير، ومعارضة كل ما يقوم به أعداؤها بلا هوادة، مع تبني وجهات نظر "المحافظين الجدد"، والعناصر "اليمينية" المتطرفة في الجاليات اليهودية، والمسيحية الصهيونية في الولايات المتحدة. وفي مفهوم هذا البعض، فإن أي أحد يتجرأ على انتقاد إسرائيل، أو يناقش أي تصرف تقوم به، يُصنف فوراً كـ" معادٍ للسامية". أما التشجيع غير المشروط للسياسات الإسرائيلية القصيرة النظر مثل توسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، فهو لا يُعتبر دليلاً على الصداقة الحقيقية للدولة العبرية.
طالما ظل الفلسطينيون يائسين، فإن إسرائيل ستبقى دائماً في حرب. وطالما ظلت البراعة الفلسطينية هي تطوير صواريخ "القسام"، فلا يمكن إنقاذ المدن الإسرائيلية حتى ولو بسور الصين العظيم.
إسرائيل لا تريد أصدقاء حقيقيين، وإنما تريد من يعززون من قوتها، ويمكنونها من التحكم والسيطرة. وإقامة علاقة صداقة صحية مع إسرائيل، يتطلب تحطيم بعض الأساطير المتعلقة بـ" ما الذي يعنيه أن تكون صديقاً لإسرائيل".
الأسطورة الأولى: الأميركيون اليهود يفاضلون بين المرشحين في الانتخابات بناء على موقفهم من إسرائيل. هذه الأسطورة أصبحت قولاً مأثورا في السياسة الأميركية، مما يدفع السياسيين الأميركيين لبذل قصارى جهودهم لاكتساب صفة" الموالاة لإسرائيل" في المقام الأول. وفي الحقيقة أن تلك المقولة ليست سوى خرافة تعمل على ترويجها أقلية صغيرة من اليهود الأميركيين المحافظين من النوع الذي يصوت لصالح المرشح من أجل موضوع أو قضية واحدة يتبناها ذلك المرشح، وليس بناء على مجمل ما يتبناه من قضايا في مجالي السياسة الخارجية والداخلية كما تفعل غالبية الأميركيين.
الأسطورة الثانية: كي تكون قوياً في تأييدك لإسرائيل يجب عليك في ذات الوقت أن تكون قاسياً على الفلسطينيين. إنها مقولة تُضر بإسرائيل أكثر مما تفيدها. ويكفي هنا أن نقرأ ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي "إيهود أولمرت" وهو إن بقاء إسرائيل يعتمد على توفير مستقبل أكثر أملاً للفلسطينيين يقوم على السيادة السياسية والنمو الاقتصادي.
فطالما ظل الفلسطينيون يائسين، من الحصول على حياة لائقة وكريمة، فإن إسرائيل ستظل دائما في حالة حرب. وطالما ظلت القناة الوحيدة المتاحة لإثبات البراعة الفلسطينية هي تطوير صواريخ "القسام"، فإن لا شيء يمكن أن ينقذ المدن الإسرائيلية حتى ولو سور الصين العظيم. وبالتالي يمكن القول إن مساعدة الفلسطينيين تعتبر من أكثر الخطوات الموالية لإسرائيل الذي يمكن لأي سياسي أميركي أن يقوم بها.
الأسطورة الثالثة: الموقر "جون هاجي" ورفاقه من الصهاينة المسيحيين يخدمون اليهود. هذا لا يحدث . ثم أن هناك سؤالا هل إسرائيل واليهود في أميركا قد وصلوا إلى هذه الدرجة، التي تجعلهم يتقربون من هذه الطائفة من البشر التي تتبنى أحلاما خلاصية، كفيلة بأن تؤدي بنا جميعاً إلى حتفنا، أو تدفعنا دفعا إلى التحول للمسيحية؟ فـ"هاجي" وهو مؤسس منظمة" المسيحيين المتحدين من أجل إسرائيل" ومعه طائفته، يعتقدون أن إسرائيل يجب ألا تتخلى عن أي قطعة أرض مقابل السلام، لأن الرب قد وعد اليهود في التوراة بالأرض المقدسة بكاملها. والسلام ليس هو ما يدور في أذهان تلك الطائفة وإنما التوسع الدائم. وهذا هو ما يغضب العرب ويجعلهم يسعون إلى الانتقام، وهو ما يمهد الطريق لمعركة "أرمجيدون"، والظهور الثاني للمسيح. وطالما أن الأمر كذلك فإننا يمكن أن نخلص إلى أن "هاجي" وطائفته ليسوا أصدقاء حقيقيين لإسرائيل.
الأسطورة الرابعة، الحديث عن السلام مع أعدائك يظهر ضعفك.
لا يحتاج المرء إلى الحصول على درجة في العلاقات الدولية كي يدرك أن دخول الدول في مفاوضات سلام مع الدول الأخرى التي تحبها هو شيء لا معنى له. فالدول تدخل عادة في مفاوضات من أجل تحقيق السلام مع أعداء لها وليس مع أصدقاء. والإسرائيليون يعرفون ذلك كما أثبت استطلاع الرأي الذي أجرته أخيرا صحيفة "هآرتس" والذي أظهر أن ثلثي الإسرائيليين المستطلعة آراؤهم يحبذون دخول دولتهم في مفاوضات من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار مع حماس، التي تعتبر عدوهم اللدود. أما نحن في واشنطن فنأبى الدخول في مفاوضات مع "حماس" أو سوريا أو حتى إيران لأننا لا نحبهم.
الأسطورة الخامسة، أن جورج بوش هو خير صديق حظيت به إسرائيل في تاريخها. هذا ليس صحيحاً، حيث عمل بوش كحامل راية في الصراع العربي- الإسرائيلي في حين كان يجب عليه أن يضطلع بدور حَكم الساحة- إذا ما استعرنا مصطلحات كرة القدم- وهو الخيار الذي أثر على أمن إسرائيل.
إسرائيل تحتاج إلى الولايات المتحدة للمحافظة على تفوقها العسكري على أعدائها مجتمعين، كما تحتاجها في ذات الوقت من أجل احتواء الأزمات بينها وبين العرب ومن أجل التوصل من أجل السلام معهم. لذلك فإن الولايات المتحدة لو تخلت عن الدور الذي تقوم به حاليا وهو دور وسيط السلام، واكتفت بدور المشجع لإسرائيل والداعم لها على طول الخط كما فعلت طوال عهد بوش، فإنها تساهم بذلك في تضاؤل فرص إسرائيل في تحقيق أمنها على المدى الطويل من خلال الدبلوماسية.

تلخيص كتاب فلسطين.. سلام.. لا عنصرية
بقلم:الرئيس الأمريكي السابق

بقلم:الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر

- كان هم "بيغن" إخراج مصر من المعادلة العسكرية في الشرق الأوسط - التعنت الإسرائيلي وراء فشل كل مشاريع "السلام" - السلام قابل للتحقيق ولكن لا سلام بلا عدالة - منذ العام 1967 شعر كارتر أن الإسرائيليين عازمونعلى الاستيطان في الأراضي المحتلة
أثار كتاب الرئيس الأمريكي "جيمي كارتر" ولا يزال ضجة غير مسبوقة في أوساط الرأي العام الأمريكي·· الرسمي منه والشعبي· كتاب "كارتر" بعنوان "فلسطين·· سلام لا عنصرية" يهدد بإشعال جذوة توجه خطير وجاد لما يتعلق بتناول قضية الصراع العربي- الإسرائيلي·
ينطلق "كارتر" في كتابه من صعوبة إن لم يكن استحالة المضي في أي مقترح للسلام في ظل المعطيات والظروف الراهنة، لكنه في الوقت نفسه لا يرى في الأمر يأساً مطلقا، فمشروع السلام العربي- الإسرائيلي مشروع قابل للتنفيذ ولكن ليس دون شروط صارمة يحددها "كارتر" في بداية كتابه، ويرى أن الولايات المتحدة عليها أن تدعم جديا أي مباحثات سلام ويفضل أن يشارك فيها ممثلون من الأمم المتحدة، وروسيا والاتحاد الأوروبي·
مقدمة السلام كما يراها "كارتر" مبنية على ثلاثة أضلع رئيسية: أولها: أن يقبل الفلسطينيون ودول الجوار بحق إسرائيل في التمتع بحدود مرسومة وآمنة، وثانيها عدم التغاضي عن قتل المدنيين سواء في إسرائيل أو فلسطين أو لبنان أو غيرها، أما الثالث: فهو في حق الفلسطينيين بأن يتمعتوا بالسلام والكرامة فوق أراضيهم التي حددها القانون الدولي·
بالنسبة "لكارتر" فإن السلام قابل للتحقيق لكن وصفة السلام لابد أن تشمل العدالة، كذلك يعتبر "جيمي كارتر" الرئيس الأمريكي السابق، من الملتزمين دينيا وعقائديا، فقد درس الإنجيل منذ الطفولة، وعلّمه لعشرين عاما لذلك فقد ابتهج لدعوة "اسحق رابين" الذي كان آنذاك أحد أبطال حرب 1967 وذلك لزيارة إسرائيل قبل أربعة أشهر من قيام حرب أكتوبر 1973!! وقتها كان "كارتر" حاكماً لولاية جورجيا، وهو في كتابه يقدم سرداً مفصلا لتلك الزيارة لا يخلو من التهكم والسخرية، فالمواقع المقدسة والتي زارها "كارتر" آنذاك تحولت كلها الى ثكنات عسكرية تؤمها الجيوش، وتصدح في أرجائها التعليمات العسكرية بدلاً من التراتيل الدينية، فمن نهر الأردن المقدس، الى الطرقات التي عبرها المسيح الى أرض الجولان، كلها كانت مدججة بالسلاح· يومها لم يكن عدد المستوطنين اليهود يتجاوز 1.500 شخص لكن الانطباع الأول الذي أحسه "كارتر" في تلك الزيارة أن الإسرائيليين عازمون على الاستيطان في أراضي 1967·· وليس لمقايضتها في مقابل السلام وكما كان الادعاء آنذاك·
بالنسبة لكارتر فإن اتفاقية كامب ديفيد وجهوده المبذولة قبل وأثناء وبعد الاتفاقية، تعكس يقينه بضرورة بعث السلام في هذه المنطقة الساخنة، وهو هنا في كتابه يقدم تفاصيل دقيقة عن الاتفاقية التي بدأت خيوطها في مارس 1977، وبعد أسابيع قليلة من تسلمه رئاسة الولايات المتحدة· وكارتر لا يخفي أثناء سرده لتلك التفاصيل معاناته مع حدة وعناد الوفد الإسرائيلي، ولا يستثني من ذلك الوفد إلا "ايزرا وايزمان" الذي كان وقتها وزير دفاع، فهو الوحيد الذي لمس "كارتر" في كلماته صدقا لما يتعلق بالوصول الى اتفاق سلام· أما "مناحيم بيغن" فقد كان من الواضح أن ما كان يهمه من اتفاقية كامب- ديفيد هو الشق المتعلق بمصر فقط·· لأن اتفاقية ثنائية مع مصر، تعني بالنسبة لإسرائيل إخراج مصر من المعادلة العسكرية في الشرق الأوسط، أما ما يتعلق بالوعود التي نصت عليها الاتفاقية بشأن الضفة الغربية وحقوق الفلسطينيين·· فقد كانت قابلة للاختراق بحسب العرف الإسرائيلي·


من هم الفلسطينيون؟
يقدم "كارتر" للقارئ تعريفا دقيقا وتاريخيا للاعبين الأساسيين في دائرة الصراع العربي- الإسرائيلي·· خاصة وأنه يرى بأن تعريف الفلسطينيين والإسرائيليين هو تعريف غير دقيق فبالنسبة للفلسطينيين هنالك أكثر من تعريف·· أحد هذه التعريفات ينص على أنهم الشعب الذي قطن أرض كنعان، ثم أصبح جزءاً من الامبراطورية العثمانية، وذلك قبل أن يخضع لإشراف بريطانيا العظمى من 1922·· والى أن صدر قرار الأمم المتحدة في العام 1947 بتقسيم أرض فلسطين، وليتمتع اليهود، فيما بعد بما يقارب %55 من الأرض!!
الإحصاءات البريطانية للعام 1922 تقول إنه كان يتواجد في فلسطين 84.000 يهودي في مقابل 670.000 عربي·· وأن العدد تغير بعد أن قسمت الأمم المتحدة المنطقة ليصبح 600.000 يهودي في مقابل 1.3 مليون عربي·
وفي المقابل يستعرض "كارتر" تعريف الإسرائيليين والذي تطور عن الحركة الصهيونية العالمية في القرن التاسع عشر·· قبل أن يستقر الإسرائيليون في فلسطين في مايو 1948!!
الصراع، بالطبع لم يكن أبداً قصراً على الفلسطينيين والإسرائيليين·· لذا فإن "كارتر" يستعرض جيران القضية·· وعلى رأسهم "سورية"·· وهو هنا لا يخفي إعجاباً بشخص الرئيس السوري حافظ الأسد بل يصر على أن يقدم للقارئ الأمريكي ما يجهله عن سورية وعن الرئيس حافظ الأسد وذلك من خلال سرد مفصل للقائه بالرئيس لأول مرة، ولم يخل ذلك السرد المفصل من إشارات واضحة للالتزام العربي تجاه قرارات الأمم المتحدة في مقابل استهتار ومخالفة صارخة لها من جانب إسرائيل· ثم يختم "كارتر" روايته عن الرئيس "حافظ الأسد" بإشارة الى أنه أي كارتر لم يتوقف في مساعيه لإحلال السلام بين العرب وإسرائيل·· حتى بعد خروجه من البيت الأبيض- وأنه في العام 2005 رفع الى البيت الأبيض برنامج زيارة ينوي القيام بها الى سورية·· ليفاجأ برفض الإدارة الأمريكية لتلك الزيارة بناء على موقف سورية تجاه الوضع في العراق· ولم تنجح محاولات كارتر بحسب قوله في إقناع الإدارة الأمريكية بأن بإمكانه التفاوض مع بشار الأسد الذي عرفه منذ أن كان طالباً في الجامعة·· أو أنه من الحماقة قطع جسور التواصل والحوار مع أولئك الذين نختلف معهم في الرأي، لكن استياء كارتر ودهشته من هكذا موقف بلغ أوجه حين عرف فيما بعد أن الحكومة الأمريكية رفضت منح الرئيس السوري "بشار الأسد" فيزا لدخول أراضيها ولحضور اجتماع الأمانة العامة في الأمم المتحدة·

من أربك الوضع العربي؟
يتحول "كارتر" فيما بعد من سورية الى الأردن مستعرضاً الدور الأردني في الصراع، وتكبد الأردن خسارة جسيمة بعد حرب 1967 إثر احتلال إسرائيل للضفة الغربية والقدس الشرقية مما أفقد الأردن ما يقارب نصف سكانه وموارد سياحية ثرية وأيضا عن جهود الملك حسين في السيطرة على الفلسطينيين في المخيمات إبان الستينات الى أن يصل بالأحداث الى المرحلة الفاصلة في العام 1970 والتي شهدت المواجهات الدامية بين قوات الملك حسين·· والكتائب الفدائية·
بالنسبة "لكارتر" فإن مصر كانت هي الحلقة التي اربكت القلادة العربية التي كانت تطوق الصراع العربي- الإسرائيلي·· وهو هنا يسترجع قولاً للرئيس المصري أنور السادات في تعليقه على العزلة العربية المفروضة على مصر بعد كامب ديفيد، بأن أغلب الدول العربية تطمح في أن تحذو حذوه·
أما الجارة لبنان·· فإن "كارتر" يرى أن الأحداث الأخيرة بين لبنان وإسرائيل قد ضاعفت من تغلغل هذه الدولة الصغيرة في دائرة الصراع·
الوضع في المملكة السعودية وكما يراه "كارتر" مختلف·· فهي أولاً ليست جارة مباشرة لإسرائيل إلا أنها وبسبب ثرائها تعتبر لاعباً أساسياً في القرار العربي!! بالنسبة لكثير من الغربيين·· فإن السعودية تبدو معزولة جغرافيا واجتماعياً·
يحكمها بضعة مئات من الأمراء الأثرياء!! لكنها بالنسبة لأمريكا، تعتبر عضوا في غاية الأهمية لما يتعلق باحتواء أي تصعيد خطير في المنطقة، وهو أمر يدفع الولايات المتحدة لأن تتغاضى عن انتهاكات حقوق الإنسان المتكررة في المملكة العربية السعودية!!

وجهان لإسرائيل
يعود "كارتر" كما ذكر في كتابه لزيارة الأرض المقدسة·· فلسطين بعد عشرة أعوام من زيارته الأولى، ويسترجع هنا الظروف التي أحاطت بمساعي خليفته "رونالد ريغان" لإحياء مشروع السلام العربي- الإسرائيلي وفقا لاتفاقية "كامب ديفيد"·· مؤكداً إن التعنت الإسرائيلي لم يزل كما هو، إضافة الى حادثتين مهمتين، انعكستا وبشكل مباشر على السلام في المنطقة، الأولى كانت في العام 1986، حين كشف النقاب عن فضيحة الأسلحة الى إيران، أو ما أصبح يسمى "بإيران كونترا" التي ساهم فيها إسرائيليون الى جانب الولايات المتحدة أما الحادثة الثانية، فقد كانت في العام 1987، إثر تصاعد الحدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وانطلاقة الانتفاضة الأولى!! في زيارته لعام 1983 يزداد بقين كارتر بأن هنالك وجهين لإسرائيل، الوجه الأول الذي يعود الى الثقافة اليهودية القديمة، المتسمة بالأخلاقيات الدينية·· والتي كان "كارتر" قد تعلمها وتلقاها في المدارس الدينية، والوجه الآخر·· هو لإسرائيل ترفض الالتزام بأبسط الحقوق البشرية!! وهذه هي إسرائيل التي اكتشفها "كارتر" في زيارته تلك·· ومن خلال لقائه بفلسطينيين من جميع المشارب أكدوا على حقيقة التعسف الإسرائيلي بحقهم·· المدني والعملي بل وحتى القضائي!!·
بالنسبة "لكارتر" فإن اتفاقيات وجهود السلام إبان حقبة جورج بوش "الأب" وكلينتون·· سواء أوسلو·· أو مدريد·· كانت جميعها·· تتجمد عند التعنت الإسرائيلي·· في مقابل مرونة الأطراف الأخرى في الأردن وسورية ومنظمة التحرير الفلسطينية!!
يخصص "كارتر" فصلا كاملاً لجهود "كلينتون" في إحياء مشروع السلام وفقا لاتفاقية "أوسلو" في ظل ظروف يرى "كارتر" إنها مناسبة·· فالانتخابات الفلسطينية سارت بشكل سلس·· والتصريحات الفلسطينية كلها متفاوتة، لكن الإسرائيليين بقوا على تعنتهم·· حتى مع قدوم حزب العمال بقيادة "إيهود باراك" في العام 1999، كان هنالك إجماع واتفاق إسرائيلي على عدم التمسك بقرارات الأمم المتحدة وبالتحديد، قرارا 242 و 338، ثم ليفجر أرييل شارون الوضع المتفجر أصلاً بذهابه مدججاً بمئات الجنود الى موقع قبة الصخرة المقدسة لدى المسلمين·· معلناً من هناك أن هذا الموقع الإسلامي المقدس سيبقى تحت السيطرة الإسرائيلية الى الأبد!! ولتشتعل بذلك جذوة الانتفاضة الثانية!!

يستعرض "كارتر" وبالتفصيل اجتماع القمة العربية في بيروت في ظل تصاعد الانتفاضة الثانية، وهو الاجتماع الذي أعطى فيه العرب وعلى لسان ولي العهد السعودي "الأمير عبدالله" الأمان لإسرائيل·· مع وعود عربية ببناء علاقات مباشرة مع إسرائيل!! وهي الوعود التي أجابت عليها إسرائيل بحملة عسكرية عنيفة قصفت ودمرت ثم طوقت مقر الرئيس الفلسطيني المنتخب "ياسر عرفات" ليأتيها فيما بعد الدعم الأمريكي في يونيو 2002 من خلال إعلان الرئيس بوش "الابن" أن مشروع السلام أصبح يتطلب رئيسا جديداً ولتستمر فيما بعد المماطلات الإسرائيلية التي وصلت أقصاها مع شروط الإسرائيليين التعجيزية لتطبيق "خارطة الطريق" التي كان الفلسطينيون قد وافقوا عليها·· وهو ما يراه "كارتر" استمراراً في النهج الإسرائيلي الرامي لتقويض كل مشروع للسلام!!

كارتر يتحسر
يستعرض "كارتر" في كتابه المهام التي قامت بها مؤسسة كارتر للإشراف على الانتخابات الفلسطينية منذ 1996·· ويتناول العديد من الروايات والأحداث التي تشير الى البطش الإسرائيلي للفلسطينيين والذي وصل الى حد محاولة حجب حقهم الانتخابي وكما حدث مع الناخبين من القدس الشرقية!! ثم يتوقف طويلا عند انتخابات يناير 2006 التي أشرف عليها مركز كارتر بالتعاون مع بعض المراقبين الدوليين·· والتي أفرزت نتجائها عن اكتساح حماس لـ 85% من مقاعد مجلس النواب الفلسطيني·
مع آخر فصل من كتابه يتناول "كارتر" جدار الفصل العنصري الذي أقامته إسرائيل بالكثير من الحسرة والأسف فالإسرائيليون يتصورون أن طوقا من الحديد سيؤمن لهم حماية من الفلسطينيين·· الذين أصبحوا معزولين بلا منافذ جوية أو بحرية مستقلة!! ويرى "كارتر" جاءت من أن جدار الفصل الإسرائيلي يعكس حقيقة المفهوم الإسرائيلي للتعايش السلمي مع الفلسطينيين!! هذا الجدار الذي "يعتقد" الرئيس الأمريكي جورج بوش بعدم فاعليته، بينما أدانت قيامه محكمة العدل الدولية واعتبرته غير شرعي ولا قانوني·
لكن الحسرة التي عبر عنها "كارتر" جاءت من أن هذا الجدار العنصري قد اقتحم قدسية مقدسات كبيت لحم وجبل الزيتون المكان المفضل للمسيح ورفاقه· يختم "جيمي كارتر" كتابه بتلخيص كل مشاريع السلام العربي- الإسرائيلي التي لم يتحقق منها شيء بسبب غياب النوايا الصادقة، وهو يرى هنا أن هنالك معوقين رئيسيين للسلام الدائم في الشرق الأوسط، العائق الأول أن هنالك من الإسرائيليين من يرى أن من حقه احتلال ومصادرة حقوق الفلسطينيين!! أما المعوق الثاني·· فهو في ردود فعل بعض الفلسطينيين الذين يرون في الانتحاريين شهداء لقتلهم إسرائيليين!!
والمخرج من تلك المعضلة كما يراه "كارتر" هو في إحياء مسيرة السلام من خلال مفاوضات مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين·· مع تكثيف الجهود لتطبيق خارطة الطريق!! ولكن في ظل شروط أهمها على الإطلاق أدرك العرب أن إسرائيل أصبحت أمراً واقعاً·· بالإضافة الى إقرار الإسرائيليين بالحقوق الفلسطينية خاصة في ظل العنف الإسرائيلي الذي اغتصب أبسط الحقوق البشرية للفلسطينيين!!
بالإضافة الى ضرورة الحياد الأمريكي بهذا الشأن·· والامتناع عن تجاوز التصرفات الإسرائيلية غير المشروعة خاصة في ظل التعسف الأمريكي في استخدام الفيتو لحجب قرارات تدين إسرائيل·· وحيث استخدمت الولايات المتحدة الفيتو لهذا الغرض لأكثر من أربعين مرة!!
بعد ر حلة طويلة كهذه·· لا يبدو أن الرئيس الأمريكي السابق "جيمي كارتر" محبطاً أو يائساً من تحقيق السلام في الشرق الأوسط·· طالما بقي هنالك مؤيدون للسلام في كلا الطرفين!! وهو هنا يذكرنا بكلمته التي ألقاها في الكنيست الإسرائيلي في العام 1979 حين قال "إن الشعوب تدعم التسوية، لكن القادة السياسيين هم الذين يعيقون السلام!!"·
عندما يقول التاريخ كلمته سيشهد أن الرئيس الأميريكي السابق جيمي كارتر هو الذي أثبت أن العمل السياسي ليس مهنة بل رسالة لا تنتهي إلا بالموت. فما قام به الرئيس الأمريكي الأسبق من جهود على الصعيد الإنساني والسياسي بعد خروجه من البيت الأبيض أعظم من جهود عشرات الرؤساء مجتمعين· وها هو الآن في الثمانين من عمره وبعد 30 عاما على رحلته الأولى للشرق الأوسط لازال يحمل ملف قضية الشرق الأوسط مفعما بأمل التوصل إلى سلام عادل وشامل للصراع في المنطقة· وبكتابه الجديد << فلسطين: السلام لا .. الفصل العنصري>> استطاع كارتر أن يعيد الروح إلى الحق الفلسطيني ويفضح عدوانية الممارسات الإسرائيلية. ولكن ·· ما الذي سيجنيه جيمي كارتر من وراء الاصطدام باللوبي الصهيوني؟ ومن إثارة جدل واسع حول عنصرية إسرائيل؟· هل هو عمل شجاع لسياسي مخضرم حي الضمير ؟
أم أن ما يفعله هو لقطة من الدراما الحية المليئة بالتشويق والإثارة التي ميزت هذا الصراع الأزلي·؟
أيا كانت الإجابة فلا شك أن كتاب جيمي كارتر نجح في كسر التابوهات السياسية في أمريكا ، وفتح بابا واسعا للجدل حول سياسات إسرائيل التي نادرا ما تكون موضعا للجدل· أما في منطقتنا العربية فلقد تلقف النقاد كتاب كارتر الجديد مهللين بالنصر ووصفه بعضهم بالكتاب الجريء رغم أنه في بعض الأحيان لا يطابق الرؤى الفلسطينية و العربية للصراع العربي الإسرائيلي · فمن يقرأ الكتاب يكتشف أنه لم يقدم الشيء الجديد لقضية الشرق الأوسط، بل هو أقرب إلى سرد تفصيلي للحقائق التاريخية والانطباعات الشخصية والتجارب الإنسانية التي عايشها الرجل طول سنوات احتكاكه بأقطاب الصراع العربي الإسرائيلي· وإن كانت هناك جرأة فهي في عنوان الكتاب الذي هو بمثابة صرخة حق، وفي كون مؤلفه ليس محللا استراتيجيا ولا ناقدا سياسيا ولا صديقا للعرب بل رئيسا أسبق لأمريكا حليفة إسرائيل، وتربطه صداقة شخصية قديمة وحميمة بزعمائها· وتتلخص الأهمية الحقيقية للكتاب كونه قدم للقارئ الأمريكي تقريرا أمينا شاملا يشرح بصدق معاناة الشعب الفلسطيني ويلقي الضوء على السياسات المهينة التي تتبعها سلطات الاحتلال لقمعه· والحقيقة ·· أن البعد الأخلاقي لكارتر والذي ميز حضوره السياسي على الساحة الدولية لعقود من الزمان أفسد جهود كل من تآمروا لمنع الكتاب بل جعله على قائمة الكتب الأكثر مبيعا في الولايات المتحدة الأمريكية·
صدر كتاب <<فلسطين: السلام لا ·· الفصل العنصري>> في 14 نوفمبر الماضي عن دار نشر <<سيمون وشستر>>. وجاء في 264 صفحة مقسمة على 16 فصلا، تخللها تسع خرائط مهمة وملاحق لقرارات الأمم المتحدة ومقترحات عربية للسلام· وبالرغم من مرور قرابة الشهرين على صدور الكتاب إلا أن حملة الإساءة التي يتعرض لها الرئيس الأمريكي الأسبق من قبل اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة لا تزداد إلا ضراوة· حتى أن اللجنة التنفيذية الأمريكية اليهودية، قالت من الآن فصاعدا لن يقدر كارتر على أن يكون وسيطا نزيها· وتسبب الكتاب في حملة هجوم واسعة شنتها صحف أمريكية موالية لإسرائيل في واشنطن شككت في نزاهة مهندس اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، وأولت انتقاداته لقادة إسرائيل بعدم الموضوعية والتحيز للعرب!
بدءا من عنوان الكتاب ومرورا بمحتواه المنتقد لإسرائيل وانتهاء بشخصية جيمي كارتر لم يسلم شيء من النقد والتجريح والسخرية، حتى أن صحيفة <<الواشنطن بوست>> التي تتزعم الحملة وصفت مقارنته كارتر جدار الفصل العنصري في إسرائيل بنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، بالمقارنة الغبية وبأن الكتاب مطرقة على رأس إسرائيل. ووصفته جريدة <<لوس انجلوس تايمز>> بأنه هجوم مباشر على إسرائيل، وستكون له عواقب وخيمة. قال <<جاري ديرفنر>> وهو صحافي في جريدة <<جيروسالم بوست>>: لا اقدر على أن أقول أن كارتر يعادي اليهود· اعترف انه صديق لإسرائيل. لكن المشكلة هي انه يريدان أن يكون صديقا للعرب أيضا· ولن تقبل إسرائيل من احد أن يكون صديقا لها وصديقا للعرب في نفس الوقت· صديق إسرائيل الحقيقي هو الذي يعادي العرب!.
كل هذه الجلبة·· وقليل هم الذين يعلمون أن كارتر اضطر إلى تخفيف بعض العبارات، وأجبر على حذف أخرى قبل طبع الكتاب تحت وطأة النقد اللاذع لوسائل الإعلام بعد أن تسربت لهم مسودة الكتاب. ثم أجبر كارتر مرة أخرى على تأجيل موعد النشر بناء على طلب من قيادات الحزب الديمقراطي ـ الذي ينتمي إليه كارتر- لضمان أصوات اليهود في انتخابات الكونجرس. وبعد ساعات من النشر سارعت <<نانسي بيلوسي>> الرئيس الجديد لمجلس النواب الأمريكي بإعلان براءتها من محتوى الكتاب، وأصدر <<هوارد دين>> رئيس الحزب الديمقراطي بيانا يؤكد دعمه لإسرائيل وينفي علاقة الحزب بكتاب كارتر. وحتى <<كينيث شتين>> المدير السابق لمركز كارتر تبرأ من كارتر وقال أن الكتاب مليء بالأخطاء. وكذلك فعل <<دنيس روس>> الموفد الخاص السابق إلى الشرق الأوسط في عهد كلينتون الذي اتهم كارتر بنشر خرائط ليست ملكه. وتنوي جماعات التصدي لحقوق اليهود رفع دعوى قضائية على كارتر تطالبه بالتعويض على إساءة السمعة.. ولا تزال الحملة مستمرة·

تساؤلات·· بلا إجابات
في مقدمة كتابه قال كارتر:<<لقد كانت أحد أهم أهداف حياتي منذ وصولي إلى البيت الأبيض وبعد مغادرتي إياه في عام 1980 أن أساعد على تأمين سلام دائم للإسرائيليين وللآخرين في الشرق الأوسط. وكثيرون هم الذين يشاركونني هذا الحلم وتتضافر جهودهم معي من أجل تحقيق السلام. ومن المفيد دائما أن نفهم الخلفية التي أوصلتنا إلى الوضع الحالي ونعرف العقبات التي تقف أمامنا وندرك أنه لا بد من أن نصنع شيئا الآن كي يتحقق السلام غدا في المنطقة. << ثم استعرض كارتر أهم الأحداث التاريخية في المنطقة والتي قادت إلى إشكالية صراع تاريخي ذو صبغة دينية بدأ من هجرة خليل الله إبراهيم من أور كنعان عام 1900 قبل الميلاد وانتهاء بتولي <<أيهود أولمرت>> رئاسة الوزراء في إسرائيل في آذار (مارس) 2006 ميلادية مرورا بعشرات الأحداث والشخصيات التي لعبت دورا في الصراع>>.
طرح كارتر علامات استفهام كثيرة تبدو لا نهائية وبلا إجابات عن إمكانية تحقيق السلام بين العرب والإسرائيليين· فقال: ما هي شروط هذا السلام؟ وما الاحتمالات التي يقدمها المستقبل؟· وما الأرضية المشتركة التي يمكن لأطراف النزاع البناء عليها؟. وهل بات مطلوبا الدخول في أزمات جديدة محتقنة حتى تتدخل الأطراف الدولية؟ وهل يمكن لإسرائيل في ظل قوتها العسكرية الراهنة والدعم الأمريكي الكامل أن تهزم المقاومة العربية؟· لم يجب كارتر على أي من هذه التساؤلات.. إلا أنه نبه الدول الكبرى إلى أن شعوب المنطقة لديها أحزانها وغضبها وطموحاتها، لكن إسرائيل تبقى هي الهم الرئيسي والقبلة التي يتوحد عندها الغضب العربي. وأنه لا يمكن تجاهل احتقان الشارع العربي من تحالف أمريكا مع إسرائيل·
لذلك آن الأوان أن تكون الولايات المتحدة شريكا عادلا في تحقيق السلام للطرفين وليست حكما ضد طرف واحد· فالعالم لازال ينتظر الدعم الحقيقي للسلام من الولايات المتحدة على أن تكون أمريكا طرفا يمكن الوثوق فيه· وطالب كارتر من الولايات المتحدة أن تنأى بنفسها عن التساهل إزاء سياسات المصادرة واستعمار الأراضي الفلسطينية لأن ذلك هو سبب تصاعد الإرهاب العالمي الموجه للولايات المتحدة· وحدد كارتر الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني طبقا للقانون الدولي· منها حق تقرير المصير وحق التعبير وحق الفرد في معاملة متساوية وعدم الاعتقال دون سند والتحرر من سيطرة القوة العسكرية وحق الأسر الفلسطينية في لم الشمل وحق المواطنين المسالمين العزل في العيش بسلام.
قال كارتر:<<أن المنطقة العربية تعيش ظروفا صعبة للغاية والمناخ السياسي متأزم لدرجة لم يشهدها تاريخ العالم من قبل. ومن هنا تكمن صعوبة التفاوض من أجل السلام. ولكي تستأنف المفاوضات لا بد أن تكون هناك ثلاثة أسس واضحة من وجهة نظره. أولها حق إسرائيل في الوجود والعيش بسلام ضمن حدود معترف بها من قبل الفلسطينيين ودول الجوار. وثانيها أن تتفق الأطراف على أن قتل المواطنين العزل في إسرائيل وفلسطين ولبنان سواء عن طريق القنابل أو الهجمات الصاروخية أو الاغتيالات أو أية أعمال عنف أخرى هي أمور لا يمكن التسامح بشأنها. أما ثالثها فأن يعيش الفلسطينيون في سلام وكرامة على أراضيهم وفقا لما نص عليه القانون الدولي وأن تكون التعديلات المقترحة في التسوية السلمية بناء على التفاوض الإيجابي مع إسرائيل. وأضاف كارتر:<<لا بد للعرب أن يعترفوا بحقيقة أن إسرائيل أصبحت دولة لها وجود، كما على الإسرائيليين أن يقبلوا بوجود دولة فلسطينية. وأن معادلة السلام العادل على هذه البقعة الصغيرة والمميزة من العالم لابد أن تتحقق ضمن القوانين الدولية وتدعمها سياسة الولايات المتحدة وتباركها إرادة غالبية الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني>>.
اعترافات كارتر··
كتاب كارتر <<فلسطين ·· السلام لا الفصل العنصري>> مليء بالاعترافات التي وردت على لسان كارتر بعضها يكشف مشاعره تجاه القضية أو تجاه شخصيات رئيسية. فعندما كان كارتر حاكما لولاية جورجيا التقى برابين والذي وجه إليه دعوة عام 1973 لزيارة إسرائيل. وكان كارتر حريصا على زيارة الأرض المقدسة خاصة فهو مسيحي متدين تلقى دروسا دينية في الكنيسة طوال عمره ثم أصبح معلما للإنجيل على مدى عشرين عاما.


(ايبـاك) رأس حربة اللوبي الصهيوني

لقد أصبح (اللوبي الصهيوني) وعلى رأسه(ايباك)، شريان الحياة بالنسبة لإسرائيل. وليس غريباً أن يقول أيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي: «نحمد الله أن لدينا ايباك أعظم مؤيد وصديق عندنا في العالم بأسره».ولعله من المفيد بداية الإشارة إلى الجدل القائم حول حقيقة (اللوبي الصهيوني)، وهل يسيطر فعلاً على السياسة الأمريكية، أم أن النخب السياسية والاقتصادية الأمريكية هي من يوجه بوصلة عمل هذا اللوبي.وبهذا الصدد فإن وجهة نظر المفكر الأمريكي اليهودي (نعوم تشومسكي) هي أن (اللوبي الصهيوني) لا يبلور السياسة الأمريكية، بل يجسد مصلحة أصحاب رأس المال والنفوذ في الولايات المتحدة، الذين يقفون وراء السياسة الامبريالية الأمريكية ويستغلون إسرائيل لتحقيق أهدافهم.أما المفكر الإسرائيلي (يوري أفنيري) فيعلق على من يقول بسيطرة (اللوبي الصهيوني) على السياسة الأمريكية لمصلحة إسرائيل، وبين من يقول بأن اللوبي وإسرائيل في خدمة أصحاب رأس المال والنفوذ الأمريكيين، ويتساءل: «هل الكلب يلوح بالذيل، أم الذيل يلوح بالكلب؟» وانتهى إلى القول بأن «التكافل الأمريكي – الإسرائيلي هو ظاهرة مميزة ومعقدة جداً، حيث لا يمكننا وصفها بأنها غير مجرد مؤامرة. إن الكلب يلوح بالذيل، وإن الذيل يلوح بالكلب، أي أن كلاً منهما يلوح بالآخر!».ما هي لجنة (ايباك)لقد استفادت الجالية اليهودية في الولايات المتحدة بتشكيل مجموعة ضغط تحقق أهداف وغايات الحركة الصهيونية، بالاستناد إلى القانون الأميركي الصادر عام 1946، الذي أعطى الحق للجماعات المختلفة في تشكيل مجموعة ضغط تضمن مصالحها. واعتماداً على القانون المذكور استطاعت الحركة الصهيونية تشكيل لجنة الشؤون العامة الأمريكية- الإسرائيلية (ايباك) aibac عام 1951، وسجلت لدى الدوائر الأمريكية باعتبارها (لوبي صهيوني). ويعتبر (سي كنن) الذي سجل اسمه في سجلات وزارة العدل الأمريكية مؤسسها، وفي الوقت ذاته يعتبر وكيلاً لدولة أجنبية. وتتألف لجنة (ايباك) من رئيس ومدير تنفيذي. ويقوم مجلس الاتحاد الفيدرالي اليهودي ، ومنظمة (بناي بريث) اليهودية، في دعم لجنة (ايباك)، لخدمة إسرائيل، وذلك من خلال دعم (اللوبي الصهيوني) وزحف نفوذه في الكونغرس والبيت الأبيض، ومراكز القرار الأخرى في الولايات المتحدة. وتبلغ ميزانية (ايباك) السنوية 50 مليون دولار. وتعقد مؤتمراً سنوياً يتسابق في حضوره كبار السياسيين الأمريكيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي على حد سواء. ويبلغ عدد أعضاء (ايباك) حوالي مائة ألف عضو منتشرين في الولايات الأمريكية كافة . وتركز (ايباك) نشاطها على أعضاء الكونغرس، وتجري أكثر من 2000 مقابلة سنوية معهم، لحثهم على اتخاذ قرارات لصالح إسرائيل . فقد أنتجت تلك المقابلات عام 2005 أكثر من 100 قانون مؤيد لإسرائيل. وتحرص (ايباك) على أن يحضر ممثل عنها كل اجتماع مفتوح في الكونغرس، ليوزع البطاقات، ويتصل بكل موظف صغيراً كان أم كبيراً. أما الاجتماعات المغلقة فيحضرها دائماً عضو من الجماعات المؤيدة لإسرائيل في الكونغرس ويطالع سجله بانتظام، وكل ملاحظة تدعو إلى القلق تستتبع بزيارات من (ايباك). ولدى لوبي (ايباك) قدرة تنظيمية وبحثية وتمويلية تتمتع بقوة هائلة داخل الكونغرس، منعت في السابق من إصدار قرارات تضر بإسرائيل، حيث نجح أعضاء (ايباك) في ربط أنفسهم بأجندة المحافظين الجدد بعد الحادي عشر من أيلول عام 2001، كما لـ(ايباك) قوة تنظيمية كبيرة في مراكز الأبحاث والقرار، عدا عن دعمها المالي الكبير لمرشحين تراهم الأفضل في تأييد إسرائيل داخل المؤسسات الأمريكية المختلفة. وأنشأت (ايباك) مركز أبحاث (معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى) عام 1985، بهدف إعداد ونشر أبحاث عن منطقة الشرق الأوسط وفق وجهة النظر الإسرائيلية ويتم رفعها لأصحاب القرار. وتصدر (ايباك) مجلة بعنوان (تقرير الشرق الأدنى) كل أسبوعين، وهي مختصة بقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الأمريكية- الإسرائيلية.إستراتيجية (ايباك) في دعم وحماية إسرائيللقد وضعت لجنة (ايباك) إستراتيجية تنطلق منها في دعم وحماية إسرائيل، وعدم الاكتراث حتى بالمصالح الأمريكية، فالولاء لإسرائيل يتقدم كثيراً على الولاء للولايات المتحدة.يقول طوبي شوفيتز المتحدث باسم لجنة (ايباك): «نحن منظمة أمريكية أو لوبي إذا شئت يعمل لمساعدة إسرائيل ومناصرتها وتأييدها». وأبرز أهدافنا كما يقول شوفيتز:

1- تعليم المواطن الأمريكي العادي كيف يهتم بإسرائيل، ويؤمن بقضيتها، إذ أن مساندة إسرائيل مسألة متوارثة في الولايات المتحدة وعلى مستوى شعبي.

2- منذ ولاية هاري ترومان نحن منظمة لا نتمتع بتسهيلات ضرائبية ولا نحقق منافع شخصية.

3- هدفنا تنمية الصداقة بين إسرائيل وأمريكا.

4- نحن ناشطون داخل الكونغرس وداخل المؤسسات ومراكز العلم والاقتصاد.

5- مؤيدونا متواجدون داخل الحزبين الكبيرين الديمقراطي والجمهوري.

6- منا من يؤيد حكومات الليكود في إسرائيل، وبعضنا يؤيد حكومات العمل.

7- إننا متفقون على مناصرة إسرائيل.

8- نحن لا نقترب أو نبتعد عن إسرائيل لأن حكومة هذا الحزب في السلطة أو خارجها.

وطورت (ايباك) أهدافها في الولايات المتحدة إلى:

1- تنسيق الأهداف والاستراتيجيات والتكتيك بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

2- تخزين معدات عسكرية وذخيرة ووقود أمريكي في إسرائيل لاستخدامه خلال أزمات المنطقة.

3- استخدام ميناء حيفا لتقديم التسهيلات للأسطول السادس الأمريكي.

4- استخدام القواعد الجوية الإسرائيلية والمطارات والإمكانيات الأرضية.

5- بناء محطات إستراتيجية جوية في إسرائيل للاستخدام الأمريكي.

6- تمرير السلاح الأمريكي والمعدات عبر إسرائيل.

7- توفير الحماية الإسرائيلية للخطوط البحرية الأمريكية والمصرية.

8- تعاون أمريكي- إسرائيلي عسكري لإعادة توازن القوى في لبنان.

9- مناورات عسكرية أمريكية- إسرائيلية مشتركة.

ورغم تلقي (ايباك) صفعة قوية عام 2004 بعد إدانة (لورانس فرنكلين) محلل الشؤون الإيرانية في وزارة الدفاع الأمريكية بتهمة التجسس لمصلحة إسرائيل، عن طريق (ايباك)، التي استبقت الإدانة وقامت بطرد موظفين يعملان لديها، لهما علاقة بعملية التجسس، إلا أن مكانتها مازالت على حالها من القوة والتأثير داخل مركز صنع القرار الأمريكي.ويشير (حسن صابر) في صحيفة (الوطن) السعودية نقلاً عن الباحثة الأمريكية (كارول سيلفرمان) تأكيدها في دراسة أعدتها جامعة فرجينيا الأمريكية، إلى أن (ايباك) تتمتع بقدرة فائقة في التأثير على لجان الكونغرس، وأنها نجحت في أن ينظر الأمريكيون إلى سياستهم تجاه الشرق الأوسط على أنها ذات أبعاد داخلية. ويحرص مندوبوها على حضور جلسات الكونغرس عندما تدور المناقشات حول إسرائيل وقضايا الشرق الأوسط.وبفضل (ايباك) وبقية أركان اللوبي اليهودي الأمريكي استطاعت إسرائيل أن تحصل على مساعدات أمريكية إضافية تصل إلى أكثر من مائة مليار دولار. أما أهم أنشطتها المتعلقة بإسرائيل، حسب الدراسة الأمريكية، فتتضمن متابعة اهتمامات الإدارة الأمريكية بالملف النووي الإيراني ومحاولة التأثير فيه، بحيث تتمكن من تحريض واشنطن على ضرب إيران، كما تولي (ايباك) اهتماماً بضرورة استكمال تنفيذ القرار 1559 الخاص بلبنان وتفكيك قوات حزب الله. والأكثر من ذلك يتردد في واشنطن أنه كان لها دورها في أن تغفل إدارة الرئيس بوش عن حدود 67 وقضية اللاجئين الفلسطينيين، لتحقق إسرائيل ما تصبو إليه من توسيع في الاستيطان ورسم حدودها بالطريقة التي ترضيها.جورج سوروس في مواجهة (ايباك)مما لا شك فيه أن نتائج انتخابات الكونغرس التي جرت أواخر العام الماضي، والهزيمة التي حصدها حزب الرئيس بوش الجمهوري أمام الحزب الديمقراطي، قد صدع من مكانة المحافظين الجدد المتحالفين مع (ايباك). الأمر الذي شجع الملياردير اليهودي (جورج سوروس) على محاولة تشكيل (لوبي يهودي) جديد في الولايات المتحدة أواخر تشرين الأول من العام الماضي، ليكون نداً لـ(ايباك). وجاء الإعلان عن هذا اللوبي الجديد والذي لم يعلن عن اسمه في واشنطن. وتكشف طبيعة الشخصيات التي التقت مع سوروس وجماعته، أنها شديدة المعارضة للروابط الوثيقة بين (ايباك) والمحافظين الجدد. كما عقد سوروس اجتماعاً ثانياً في نيويورك أواخر العام الماضي، وقد بدت في هذا الاجتماع ملامح التوجهات العامة لهذا اللوبي الجديد، والتي برزت في الدعم اللا محدود لمراكز الأبحاث ذات الصلة بالحزب الديمقراطي، والدوائر الاجتماعية والثقافية المعارضة لسياسة بوش في الداخل والخارج . ومن الشخصيات التي حضرت الاجتماعين (بيتر لويس) رجل الأعمال اليهودي والمساند للحزب الديمقراطي، والأخوان (إدجار وتشارلز برغمان)، والأول خبير في شؤون الشرق الأوسط وسبق أن ترأس (المؤتمر اليهودي العالمي) والأخوان متبرعان سخيان لإسرائيل، و(بيرادي لي) رئيسة فرع حركة (السلام الآن) الإسرائيلية في الولايات المتحدة، و(دانييل ليفي) مستشار الوزير الإسرائيلي (يوسي بيلين).ويرى المراقبون أن تشكيل لوبي يهودي جديد في الولايات المتحدة يقف في وجه (ايباك) ليس بالأمر السهل فـ(ايباك) ذات تاريخ طويل وقوة متنفذة داخل المجتمع الأمريكي ومؤسساته. كما لا يمكن الحديث عن اختلاف جوهري بين جماعة سوروس و (ايباك) ،فكلاهما يسعيان لمصلحة إسرائيل وإن اختلفا في التوجهات، وكان سوروس قد كتب مقالاً في صحيفة (جون افريك) حمل عنوان (لنتحرر من نفوذ ايباك) وأكد سوروس في مقاله أنه متمسك جداً بمسألة بقاء واستمرار إسرائيل،وأنه لايريد أن «يمنح ولو ذرة طحين إلى أعداء إسرائيل» وحول قوة نفوذ (ايباك) قال سوروس: «كل شخص يجرؤ على التنديد بنفوذ (ايباك) يعرض نفسه للويل والثبور وعظائم الأمور».وهكذا وبعد كل ما تقدم يتضح أن لجنة أو منظمة (ايباك) تساهم بشكل أساسي في تغذية العدوان الإسرائيلي المستمر على الأمة العربية. كما أنها تلعب دوراً كبيراً في تعزيز دعائم العلاقة الأمريكية – الإسرائيلية وعلى كافة الأصعدة.

المصدر اوراق 99

<$BlogDateHeaderDate$>
وفاة الضحية '157' من المرضى بسبب الحصار الإسرائيلي

أعلنت مصادر طبية، قبل قليل، استشهاد مواطنة مريضة بسبب منعها من قِبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي من مغادرة قطاع غزة لتلقي العلاج اللازم في الخارج.
وذكرت تلك المصادر، أن المواطنة نوال أبو هلال(50عاماً) من سكان محافظة رفح جنوب القطاع انضمّت إلى قافلة الشهداء من المرضى الممنوعين من السفر بعد معاناة من مرض السرطان.
وباستشهادها يرتفع عدد الشهداء من المرضى جراء الحصار الإسرائيلي الجائر المفروض على قطاع غزة منذ عدة أشهر إلى مئة وسبعة وخمسين مواطناً.
ويتهدد خطر الموت قائمة كبيرة من المرضى من أصحاب الأمراض الخطيرة والمزمنة، جراء عدم تلقيهم العلاج بسبب عدم توفر الأدوية، ومنعهم من مغادرة القطاع لتلقي العلاج، نتيجة الحصار الإسرائيلي المشدد، وإغلاق كافة معابر القطاع منذ عدة أشهر

قائمة شرف باسماء الشهداء اللذين توفوا نتيجة لاغلاق معابر غزة

وكان156 مواطنا بينهم عدد من الأطفال قضوا جراء منعهم من السفر لتلقي العلاج في الخارج بسبب إغلاق المعابر الناتج عن الحصار الإسرائيلي الخانق المضروب على قطاع غزة عُرف منهم: إبراهيم أبو نحل (سنة وأربعة شهور)، نعمة علُّوش (27 عاما)، نمر شحيبر (79 عاما)، وحيد صالح (46 عاما)، طلعت أبو حطب (49 عاما)، عبد القادر أبو عامر (46 عاما)، بسام حرارة (36 عاما)، نظمي عاشور (50 عاما)، محمود أبو طه (23 عاما)، عايدة عبد العال (31 عاما)، نائل الكردي (22 عاما)، سنا محمد الحاج (ستة شهور)، أمير اليازجي (تسعة أعوام)، يسرى العمارين (53 عاما)، ليلى عليوة (51 عاما)، جميل حمد 46 عاما)، منى نوفل (37 عاما)، جميل عيسى (36 عاما)، فاطمة البطّة (45 عاما)، إبراهيم حمادة (55 عاما)، فاطمة عيَّاش (55 عاما)، محمد صنع الله (56 عاما)، فاطمة هنيّة (53 عاما)، جابر الطلاّع (33 عاما)، رويدة شكشك (54 عاما)، إسماعيل الغرابلي (37 عاما)، زهير بدر (49 عاما)، عائشة أبو غنيمة (51 عاما)، روان دياب (13 شهرا)، أحمد حسين أبو حرب (55 عاما)، فاطمة عبد العال (59 عاما)، ناصر عوض مهرة (60 عاما)، محمود محمد علي أبو حسنة (55 عاما)، بديعة الصعيدي (54 عاما)، الرضيعة حلا زنّون (ثلاثة شهور)، راضي محمود أبو ريدة (54 عاما)، صبحي أبو رزق (52 عاما)، آمال يونس صبيح أبو بنات (35 عاما)، روان نصّار(15عاما)، دعاء عادل عمران (18 عاما)، علاء أنور حرز الله (26 عاما)، زهيرة خليل رضوان (49 عاما)، ندى إياد الآغا (13 عاما)، أحمد كامل الداية (59 عاما)، دلال أحمد عودة مسلَّم (57 عاما)، يوسف إياد أبو مريم (خمس سنوات)، عائشة أبو وردة (53 عاما)، عواطف رمضان إبراهيم (52 عاما)، نادية أبو زهري (65 عاما)، رزان محمد عطا الله (6 سنوات)، مصطفى محمد صليح (55 عاما)، فوزي إسماعيل العقّاد (69 عاما)، دعاء هاني حبيب (خمسة أشهر)، صفيّة شاهين (60 عاما)، محمد محمود خضر (61 عاما)، مريم زهدي جودة (32 عاما)، محمد مرزوق أبو طه (45 عاما)، عائشة إسماعيل الجمل (73 عاما)، محمد هاشم خليل الفرَّا (65 عاما)، ميرفت نعيم حجازي (25عاما)، يوسف حسين زعرب (50 عاما)، محمد عطيّة جودة (57 عاما)، رندة إبراهيم أبو عودة (19 عاما)، حسن خليل سِلمي (60 عاما)، محفوظة راغب شرّاب(51عاما)، يحيى مصطفى الجمل ( 53عاما)، خليل حرب أبو هلال (60عاما)، إبراهيم أبو جزر (سنتان)، شيرين عبد الله إسماعيل أبو شوارب (10 سنوات)، محمود ناهض حسين (14 عاما)، حمدة محمد النجّار(50عاما)، عطاف العامودي(52عاما)، فاطمة أبو طه (55عاما)، ناجي حمدان قشطة (36 عاما)، حماد ماهر أبو حامدة (شهر ونصف)، محمد عوني جاد الحق (29عاما)، مصلح محمد قلجة(75عاما)، فاتن مجدي الحفناوي(10 سنوات)، رتيبة الخطيب(40عاما)، حنان عيسى علي(34عاما)، آمنة حسين المدهون(60عاما)، نور الدين محمد ماضي (14 عاما)، جودة محمد عبيد (56 عاما)، عرفات إبراهيم أبو عودة (23 عاما)، نادية يوسف العمري (28 عاما)، أحمد محمد الشريف(80عاما)،منيرعلي مخيرز (49عاما)، مُهاب محمد أبو جيّاب (45 عاما)، يوسف عثمان فروانة (63 عاما)، فتحية أبو وردة (40 عاما)، خديجة محمد العقاد، ريم فؤاد البطش (32 عاما)، عبد العظيم عودة خضر (60 عاما)، سعيد العايدي (عامان)، محمد أحمد الهندي ( 52عاما) أحمد محمد لبّد (47عاما)، شهاب محمد خليف (عشرون يوما)، رياض صبحي عاشور(55عاما)، ومحمد أمين أبو وطفة(12عاما)، محمد صالح مطير (53عاما) ورأفت محمود الغلبان ( 43عاما)، فاطمة سالم المقادمة، إيمان أمين صافي (أربع سنوات)، سلسبيل إبراهيم طباسي(9أشهر)، ابتسام توفيق أبو موسى (28عاما) أحمد محمد النوري( 60عاما)، ميسرة أبو حطب (65 عاما)، محمد بارود(68عاما)، شفيق محمد أبو الكاس(45عاما)، محمد برهوم(5سنوات) لطيفة عطية محمد أبو شاويش(50عاما)، زينب محمد بشير (55عاما) المسن يوسف محمد المدهون، جازية زكي أبو هلال (65عاما)، الرضيع يوسف وسيم مشتهى، سيف الدين محمود الشوبكي (49 عاما)، محمد عيسى الحمارنة(70عاما)، أشرف جميل الحلبي(32عاما)، محمد إيهاب هنية (14شهرا)، عطاف أحمد سعيد زقوت (52 عاما)، محمد عطوة حمدونة ( 65 عاما)، نبيلة حسن زقوت (33عاما)، إسحق ديب عويضة (32عاما)، خديجة أحمد أبو حمد (65عاما) نصر أحمد محمد (59عاما)، محمود حمادين (17عاما)، شادية عوض(32عاما)، الرضيع بشير عمر حمو (ستة أشهر)، سها ياسين الجماصي (22 عاما)، محمد زياد العجلة (شهران)، نور الهدى خميس الكيلاني (سبعة أشهر)، فلة سليمان أبو دقة (60عاما)، رفيق سالم مصبح(54عاما)، أنعام فراج أبو مر، سعاد قشطة(42عاما)، نسيم البيوك(أربعة شهور)، سامي عمر الغصين (23 عاما)، صبحية محمد رشوان (58 عاما)، أسمهان رفيق الجعل (13 عاما) زكية محمد سعدة (59عاما)، نظمية محارب عابد(55عاما)، سميرة محمد دياب سبع العيش (49 عاما)، خليل صالح أبو هربيد (52عاما)، أحمد موسى أبو النجا (62 عاما)، محمد حمدان أبو هويشل، ياسر عرفات نصيو(30عاما)، محمد عبد الرؤوف مصباح عبد الشافي (51 عاماً) سامية أحمد الصفطاوي (55 عاما)، نفوذ محمد حمادة(52عاماً)، حسني صبحي صلاح (45عاماً)، سلوى ناهض أبو طواحينة (ثمانية شهور).
<$BlogDateHeaderDate$>
على محطة قطار سقط عن الخريطة

الشاعر الكبير محمود درويش

في العام 2006 قال رئيس وزراء الاحتلال ارئيل شارون " انا اشعر بالغيرة والحسد لان الشاعر محمود درويش فلسطيني واشعر بالحسد حين اقرأ اشعاره وارى كم يتمسك بأرضه وثقافته " .وفي الذكرى الستين للنكبة هذه احدث قصيدة للشاعر درويش كما نشرتها صحيفة الايام الفلسطينية - الشاعر يقرأ المسيرة بواقعية عالية ولكنها مرة مرارة الدواء ، وبعيدا عن الشعارات الضخمة يؤكد في نهايتها قائلا ( يقول لي القضاة المنهكون من الحقيقة: كُلُّ ما في الأمر أَن حوادث الطرقات أَمْرٌ شائع. سقط القطار عن الخريطة واحترقتَ بجمرة الماضي، وهذا لم يكن غَزْواً!ولكني أَقول: وكُلّ ما في الأمر أَني لا أُصدِّق غير حدسي لم أَزل حيّاً ) .

نص القصيدة :

عُشْبٌ، هواء يابسٌ، شَوْكٌ، وصَبَّارٌ على سِكَك الحديد. هناك شَكْلُ الشيء في عَبَثيَّة اللاّ شكل يمضغ ظلَّهُ...عَدَمٌ هناك مُوَثَّقٌ... ومُطَوَّقٌ بنقيضهِ ويمامتان تُحَلِّقانِ على سَقيفة غرفة مهجورة عند المحطّةِ والمحطّةُ مثل وَشْم ذاب في جسد المكانِ هناك أَيضاً سَرْوتان نحيلتان كإبرتين طويلتينِ تُطَرِّزان سحابةً صفراءَ ليمونيَّةًوهناك سائحةٌ تُصَوِّر مَشْهَديْنِ: الأوَّلّ - الشمس التي افترشتْ سرير البحرِ والثاني - خُلُوَّ المقعد الخشبيّ من كيس المسافرِ

يَضْجَرُ الذَهَبُ السماويّ المُنَافقُ من صلابَتِهِ ]

وقفتُ على المحطَّة... لا لأنتظر القطارَ ولا عواطفيَ الخبيئةَ في جماليّات شيءٍ ما بعيدٍ، بل لأعرف كيف جُنَّ البحرُ وانكسر المكان كجرّةٍ خزفيّة، ومتى وُلدت وأَين عشت، وكيف هاجرتِ الطيورُ إلى الجنوب أو الشمال. ألا تزال بَقِيَّتي تكفي لينتصر الخياليُّ الخفيفُ على فَسَاد الواقعيّ؟ ألا تزال غزالتي حبلى؟

كبرنا. كم كبرنا، والطريق إلى السماء طويلةٌ ]

كان القطار يسير كالأفعى الوديعة من بلاد الشام حتى مصر. كان صفيرُهُ يُخْفي ثُغاءَ الماعزِ المبحوحَ عن نَهَمِ الذئاب، كأنه وقتٌ خرافيّ لتدريب الذئاب على صداقتنا. وكان دخانه يعلو على نار الثرى المتفتّحات الطالعات من الطبيعة كالشجيرات/

الحياة بداهةٌ. وبيوتنا كقلوبنا مفتوحةُ الأبواب ]

كُنَّا طيِّبين وسُذَّجاً. قلنا: البلادُ بلادُنا قَلْبُ الخريطة لن تصاب بأيِّ داء خارجيّ، والسماءُ كريمةٌ معنا. ولا نتكلَّم الفصحى معاً إلاَّ لماماً: في مواعيد الصلاة، وفي ليالي القَدْر. حاضِرُنا يُسامِرُنا: "معاً نحيا". وماضينا يُسَلّينا "إذا احْتَجْتُمْ إليَّ رجعتُ". كنا طيّبين وحالمين فلم نر الغَدَ يسرقُ الماضي - طريدَتَهُ، ويرحلُ

كان حاضرنا يُربًّي القمح واليقطين قبل هنيهة، ويرقِّصُ الوادي]

وقفتُ على المحطَّة في الغروب: أَلا تزال هنالك امرأتان في امرأة تُلمِّع فَخْذَها بالبرق؟ أسطورِيَّتان - عَدُوَّتان - صديقتان، وتوأمان على سطوح الريح. واحدةٌ تُغَازِلُني. وثانيةٌ تُقَاتلُني؟ وهل كَسَرَ الدمُ المسفوكُ سيفاً واحداً لأقول: إنَّ إلهتي الأُولى معي؟

صَدَّقْتُ أُغنيتي القديمةَ كي أُكذِّب واقعي ]

كان القطار سفينةً بريَّةً ترسو... وتحملنا إلى مُدُن الخيال الواقعيّةِ كلما احتجنا إلى اللعب البريء مع المصائر. للنوافذ في القطار مَكَانةُ السحريِّ في العاديِّ: يركضُ كل شيء. تركضُ الأشجارُ والأفكارُ والأمواجُ والأبراجُ تركض خلفنا. وروائحُ الليمون تركض. والهواءُ وسائر الأشياء تركضُ، والحنين إلى بعيد غامضٍ، والقلب يركضُ

كُلُّ شيء كان مختلفاً ومؤتلفاً ]

وقفتُ على المحطّة. كنتُ مهجوراً كغرفة حارس الأوقات في تلك المحطّة. كنتُ منهوباً يُطِلُّ على خزائنه ويسأل نفسه: هل كان ذاك الحقلُ/ ذاك الكِنْزُ لي؟ هل كان هذا اللازورديُّ المبلَّلُ بالرطوبة والندى الَليْليِّ لي؟ هل كُنْتُ في يوم من الأيام تلميذَ الفراشة في الهشاشة والجسارة تارةً، وزميلَها في الاستعارة تارةً؟ هل كُنْتُ في يوم من الأيام لي؟ هل تمرض الذكرى معي

وتصاب بالحُمَّى؟أَرى أَثَري على حجر، فأحسب أَنه قَمَري وأُنشد واقفاً: ]

طَلَليَّةٌ أُخرى وأُهلك ذكرياتي في الوقوف على المحطّة. لا أُحبُّ الآن هذا العشب، هذا اليابسَ المنسيَّ، هذا اليائسَ العَبَثيَّ، يكتب سيرة النسيان في هذا المكان الزئبقيّ. ولا أُحبُّ الأقحوان على قبور الأنبياءِ. ولا أُحبّ خلاص ذاتي بالمجاز، ولو أرادَتْني الكمنجةُ أن أكون صدىً لذاتي. لا أُحبّ سوى الرجوع إلى حياتي، كي تكون نهايتي سرديَّةً لبدايتي

كدويّ أجراسٍ، هنا انكسر الزمان ]

وقفتُ في الستين من جرحي. وقفت على المحطّة، لا لأنتظر القطار ولا هُتَاف العائدين من الجنوب إلى السنابل، بل لأحفظ ساحل الزيتون والليمون في تاريخ خارطتي. "أهذا... كل هذا للغياب" وما تبقَّى من فُتات الغيب لي؟ هل مرَّ بي شبحي ولوَّح من بعيد واختفى، وسألتُهُ: هل كُلَّما ابتسم الغريبُ لنا وَحيَّانا ذبحنا للغريب غزالةً؟

وقع الصدى منِّي ككوز صنوبرٍ ]

لا لشيء يرشدني إلى نفسي سوى حدسي. تبيض يمامتان شريدتان رسائلَ المنفى على كتفيّ، ثم تحلِّقان على ارتفاع شاحب. وتمرُّ سائحة وتسألني: أَيمكن أَن أُصوِّركَ احتراماً للحقيقة؟ قُلْتُ: ما المعنى؟ فقالت لي: أَيمكن أن أُصَوِّركَ امتداداً للطبيعةِ؟ قُلْتُ: يمكن... كل شيء ممكنٌ، فعمي مساءً، واتركيني الآن كي أخلو إلى الموت... ونفسي!

للحقيقة، هـهنا، وَجْهٌ وحيدٌ واحدٌ ولذا... سأُنشد: ]

أنتَ أنتَ ولو خسرتَ. أنا وأنت اثنان في الماضي: وفي الغد واحد. مرَّ القطار ولم نَكن يَقِظَيْن، فانهضْ كاملاً متفائلاً، لا تنتظر أحداً سواك هنا. هنا سقط القطارُ عن الخريطة عند منتصف الطريق الساحليّ. وشبَّت النيران في قلب الخريطة، ثم أَطفأها الشتاءُ وقد تأخّر. كم كبرنا كم كبرنا قبل عودتنا إلى أسمائنا الأولى!

أَقول لمن يراني عبر منظارٍ على بُرْجٍ الحراسةِ: لا أراكَ، ولا أراكَ]

أرى مكاني كُلَّه حولي. أَراني في المكان بكُلِّ أَعضائي وأسمائي. أرى شَجَرَ النخيل يُنَقِّح الفصحى من الأخطاء في لغتي. أرى عادات زهر اللوز في تدريب أُغنيتي على فَرَحٍ فجائيّ. أَرى أَثري وأَتبعه. أَرى ظلِّي وأَرفعه من الوادي بملقط شَعْر كَنْعَانيّةٍ ثَكْلى. أَرى ما لا يُرَى من جاذبيَّة ما يَسيل من الجمال الكامل المتكامل الكُلِّيِّ في أَبد التلال. ولا أَرى قنّاصتي.

ضيفاً على نفسي أَحلُّ ]

هُناكَ موتى يوقدون النار حول قبورهم. وهناك أَحياء يُعدُّونَ العشاء لضيفهم. وهناك ما يكفي من الكلمات كي يعلو المجازُ على الوقائع. كُلَّما اغتمَّ المكانُ أَضاءَهُ قمر نُحَاسيّ ووسَّعه. أَنا ضَيْفٌ على نفسي. ستُحْرجُني ضيافتُها وتُبْهجُني، فأشرق بالكلام وتشرقُ الكلمات بالدمع العصيّ. ويشرب الموتى مع الأحياء نعناع الخلود، ولا يطيلون الحديث عن القيامةِ

لا قطار هناك. لا أَحد سينتظر القطار ]

بلادنا قَلْبُ الخريطة. قلبها المثقوبُ مثل القِرْش في سوق الحديد، وآخر الرُكَّاب من إحدى جهات الشام حتى مصر لم يرجع ليدفع أُجْرَةَ القنَّاص عن عَمَلٍ إضافيّ - كما يتوقع الغرباءُ. لم يرجع ولم يحمل شهادة موتِهِ وحياتِهِ مَعَهُ لكي يتبيَّن الفُقَهاءُ في علم القيامة أَين موقعه من الفردوس. كم كنا ملائكة وحمقى حين صَدَّقْنا البيارق والخيول، وحين آمنَّا بأن جناح نسر سوف يرفعنا إلى الأعلى!

سمائي فكرةٌ. والأرضُ منفايَ الـمُفَضَّلُ ]

كُلُّ ما في الأمر أَني لا أُصدِّق غير حدسي. للبراهين الحوار المستحيلُ. لقصَّة التكوين تأويلُ الفلاسفة الطويلُ. لفكرتي عن عالمي خَلَلٌ يُسَبِّبهُ الرحيلُ. لجرحيَ الأبديّ محكمة بلا قاض حياديّ. يقول لي القضاة المنهكون من الحقيقة: كُلُّ ما في الأمر أَن حوادث الطرقات أَمْرٌ شائع. سقط القطار عن الخريطة واحترقتَ بجمرة الماضي، وهذا لم يكن غَزْواً!

ولكني أَقول: وكُلّ ما في الأمر أَني لا أُصدِّق غير حدسي

لم أَزل حيّاً ]

بوش اثبت انه صهيوني اكثر من وزراء اسرائيل


وتحدث في الكنيست باللغة العبرية فصفقوا له 19 مرة ووقفوا له 4 مرات

القدس - تقرير معا - قال التلفزيون الاسرائيلي ان اي زعيم اجنبي في العالم لم يدعم ولم يقف مع اسرائيل مثلما فعل بوش اليوم الخميس خلال خطابه امام الكنيست .وبدأ بوش بالكلام فقال باللغة العبرية المحطمة ( يوم استقلال سعيد لاسرائيل ) فصفق الكنيست له ، ثم قال في حين اخر باللغة العبرية ( مسعدة لن تسقط ثانية ) في اشارة توراتية لبقاء اليهود رغم عملية الانتحار الجماعي التي قاموا بها في قلعة مسعدة على الضفة الغربية من البحر الميت حين حاصرهم الرومان .وبالفعل فقد ذهب بوش رغم الارتفاع الشديد في درجات الحرارة وزار قلعة مسعدة برفقة اولمرت بعد خطابه امام الكنيست وكان مجموع المرات التي صفق بها اعضاء الكنيست لبوش 19 مرة ووقفوا له 4 مرات وظلوا يصفقوا وهم مذهولون لما يقوله الرئيس الامريكي الذي بدا صهيونيا اكثر من الكنيست نفسه على حد وصف قادة في اسرائيل .قال عضو الكنيست عن حزب الليكود - وزير الخارجية الاسرائيلي السابق - سيلفان شالوم ان خطاب بوش امام الكنيست اثبت ان بوش صهيوني اكثر من عدد من وزراء الحكومة الاسرائيلية .هذا وقد أثار خطاب الرئيس الامريكي بوش الكثير من ردود الفعل المختلفة ، فقد هاجم الاعضاء العرب في الكنيست بوش وخطابه واعتبره محمد بركة بمثابة اعلان حرب على شعوب المنطقة فيما قال الدكتور احمد اليطبي ان بوش زعيم خطير .وعودة ال سلفان شالوم فقال : ان بوش من خلال موقفه من حماس اكثر صهيونية من وزراء عدة يجلسون في حكومة اسرائيل ، وقال شالوم ان قيام اعضاء كنيست عرب برفع يافطات ضد الحرب الامريكية في العراق يعتبر خطوة صبيانية ومستهجنة وغبية .اما زعيم حزب المفدال زفولون اورليف فقد تأثر كثيرا بخطاب بوش فقال ( ان بوش يتحدث مثل اعضاء المفدال وان حبه اللامتناهي لاسرائيل اثارت مشاعري ) وتمنى على بوش ان يعمل من اجل الافراج عن الجاسوس الاسرائيلي بولارد قبل نهاية ولايته .اما احمد الطيبي فقد دافع عن اليافطات التي رفعها اعضاء الكنيست العرب امام بوش وقال : بوش زعيم خطير ولا يستحق ان يصبح نبي اسرائيل الجديد . ومثله عضو الكنيست اليساري يوسي بيلين زعيم حركة ميرتس فقد هاجم الرئيس بوش وانه لا يفهم ان الصداقة الحقيقية لاسرائيل يجب ان تكون عن طريق التوصل للسلام مع جاراتها .اما زميل بيلين في حركة ميرتس عضو الكنيست ابشلوم فيلون فقال : ان بوش لم يكن متوازنا في رفضه الحوار مع حماس .ومع ذلك انتقد اعضاء الكنيست العرب واغيرهم من اليمين الاسرائيلي لما اثاروا من جلبة اثناء الخطاب .وبالفعل فقد هاجم عضو الكنيست عن حزب الاتحاد الوطني الصهيوني اوري ارئيل ، هاجم بوش وصرخ في وجهه وخرج من الكنيست وقال : ان من يدعو الى تقسيم وتوزيع ارض اسرائيل لا يستحق شرف القاء خطاب في الكنيست .ردود الفعل على خطاب بوش لم تقتصر على اسرائيل ، بل وصلت الى امريكا نفسها حيث اتهم المرشح الديمواقراطي اوباما ، اتهم بوش باستخدام الخطاب في الكنيست للتدخل في المنافسة بين اوباما والمنافس الجمهوري .ورد اوباما على بوش بالقول : ان سياسة بوس هي التي قوّت ايران وفشلت في الدفاع عن اسرائيل وامريكا .وقال باراك اوباما " لقد حاول بوش الايحاء بأنني اؤمن بمقاوضة الارهابيين وهذا محض كذب مختلق ضدي .
<$BlogDateHeaderDate$>
yاللوبي اليهودي..احتفاء مختلف بإسرائيل


اللوبي اليهودي..احتفاء مختلف بإسرائيل

تقرير واشنطن - محمود عبده علي
يُصدر جايمس بتراس James Petras كتابه المعنون بـ "قوة إسرائيل في الولايات المتحدة The Power Of Israel In The United States " بمقولة مفادها " ليس لهذه الحالة (اللوبي الإسرائيلي بواشنطن) نظير في التاريخ السياسي الأمريكي"، واستناداً على هذا الدور داخل الولايات المتحدة تنوعت الأساليب إلي تناول بها اللوبي الإسرائيلي الذكري الستين لقيام الدولة الإسرائيلية ما بين توجيه رسالة "تقدير" و"إجلال" إلي الشعب الإسرائيلي، مرورا باستعراض التهديدات التي ما زالت تواجهها إسرائيل وانتهاء باستعراض العلاقة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
رسالة إجلال وتقدير لإسرائيل وجهت اللجنة اليهودية الأمريكية The American Jewish Committee رسالة "إجلال" إلي إسرائيل في الذكري الستين علي إنشائها. وعبرت اللجنة عن تقديرها للقيم الرئيسية والانجازات التي حققتها إسرائيل طوال الستين عاماً الماضية، كما عبرت عن إعجابها بتمسك المواطنين الإسرائيليين بالديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون، حتى وهم يُواجهون التهديدات التي تهدد وجودهم، واستمرار سعيهم نحو السلام.
وعبرت اللجنة عن تقديرها أيضاً للوسائل العديدة التي عبرت من خلالها الإدارات الأمريكية المتعاقبة والأغلبية في الكونجرس من الحزبين، عن دعمها لإسرائيل، وعددت رسالة الإجلال التي بعثت بها اللجنة إلي إسرائيل الانجازات التي حققتها طوال ستين عاماً والتي تمثلت في:
بقاء الإسرائيليين مخلصين لقيمهم من حيث الحفاظ علي قيم الديمقراطية والحقوق المدنية والحريات الفردية، واحترامهم لحقوق الأقليات، وتمثيل الكنيست لكل قطاعات المجتمع، واستقلال القضاء.
التقدم الذي حققته إسرائيل في مجالات المعرفة المختلفة خاصة في العلوم مثل بحوث وتطبيقات الطب والطاقة والاقتصاد والزراعة، مشيرة إلى حصول ثمانية إسرائيليين علي جائزة نوبل.
استمرار إسرائيل في استقبال أفواج المهاجرين، الذين وصلت أعدادهم إلي الملايين، واستقبلت إسرائيل الآلاف اليهود من أثيوبيا ليس في السلاسل أو كعبيد ولكن بكرامة وحرية وكمواطنين جدد.
رغم التهديدات المحيطة بالإسرائيليين، إلا أنهم قد نجحوا في الحفاظ علي استمتاعهم بالحياة وطوروا ثقافة مزدهرة، فقد حظي العديد من الكتاب والفنانين والموسيقيين وصناع الأفلام الإسرائيليين بالتقدير والإجلال في شتي دول العالم.
تهديدات لم يسبق لها مثيل تشير المنظمة إلي أن إسرائيل تواجه اليوم تهديدات لم يسبق لها مثيل، فبمساعدة سوريا تدعم إيران أعداء إسرائيل وبشكل خاص حزب الله وحركة حماس، عن طريق التمويل والمساعدات العسكرية، فقد أطلقت حماس في الشهور الأربعة الأولي من هذا العام (2008) حوالي 1280 صاروخ وقذائف هاون، بمعدل 80 صاروخ يسقط أسبوعياً علي جنوب إسرائيل.
والي ذلك هناك الخطر النووي الإيراني خاصة في ظل تصريحات المسئولين الإيرانيين بتدمير إسرائيل، بالإضافة إلي أن العديد من الدول حسب ما تري المنظمة تنظر نظرة سيئة إما بدافع الجهل أو "الحقد" إلى الدولة الإسرائيلية.
وتُعلن المنظمة في الذكري الستين لقيام إسرائيل عن تكريس نفسها لدعم اليهود في إسرائيل، وفي الولايات المتحدة وباقي دول العالم، واستمرار أنشطتها لتسهيل التفاوض حول حل الدولتين، وتشجيع حكومات ومؤسسات الدول العربية والإسلامية علي الاستجابة للتعاون مع إسرائيل ونبذ قوي التطرف، وتعظيم الدعم الدولي لطلب إسرائيل تطبيع علاقاتها مع الدول العربية.
إسرائيل بعد الستين ... ويستمر النضال أما المنظمة الصهيونية الأمريكية Zionist Organization of America، فقد جاء تقرير ربيع 2008 الذي نشرته المنظمة حاملاً عنوان "إسرائيل في الستين.. ويستمر النضال" ISRAEL AT 60: the struggle contiues، والذي يعلن رئيس المنظمة مورتن كلاين Morton A. Klein في افتتاحية التقرير أنه من الواضح بعد ستين عاما علي قيام إسرائيل، فإنها مازالت تقاتل من أجل الدفاع عن نفسها أمام الأعداء، ويستشهد بالانتقادات التي وجهها كل من جون ميرشايمر وستيفن والت إلي اللوبي الإسرائيلي ونفوذه في السياسة الخارجية الأمريكية، في كتابيهما عن اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية، وكذلك كلمات جيمس زغبي James Zogby رئيس المعهد العربي الأمريكي The Arab-American Institute التي وصف فيها المنظمة بأنها تغير من عقول أعضاء الكونجرس ووسائل الإعلام، وإذا لم يتم إيقافها فسوف تفوز، ويعلن رئيس المنظمة أنها ستستمر في "القتال" جنبا إلي جنب مع إسرائيل.
وجاء احتفال اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للشؤون العامة (الايباك) American Israel Public Affairs Committee أقوي منظمات اللوبي الإسرائيلي تأثير في صناعة السياسة الخارجية الأمريكية، بالعيد الستيني لنشأة إسرائيل، مختلفاً بعض الشيء، فإلي جانب جهود الايباك في استصدار قرار من الكونجرس بخصوص هذا الاحتفال -وهو ما سيتم التطرق إليه في تقرير أخر في هذا العدد-، فقد استعرضت المنظمة الستين عاما التي مرت علي إسرائيل من خلال تقرير يتناول المساهمة والابتكار الإسرائيليين طوال ستين عاما المنصرمة، إلي جانب العلاقة القوية مع الولايات المتحدة. وعرضت المنظمة وثائق أو مختصرات للسمات التي تمتعت بها إسرائيل طوال الستين عاما الماضية، وكذلك الانجازات والمساهمات الإسرائيلية والعلاقة القوية مع الولايات المتحدة، والتي يمكن إجمالها في:
ديمقراطية نابضة بالحياة لقد كانت إسرائيل ملاذاً للديمقراطية، في الستين عاما الماضية، في منطقة محكومة بنظم سلطوية، فإسرائيل الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تتمتع بانتخابات حرة ونزيهة، وحرية الصحافة، وحرية العقيدة والاعتقاد، وحفظ حقوق الأقليات الأخرى التي يتمتع بها أي مجتمع حر. وبالنسبة للحريات المدنية تعتبر إسرائيل أكثر دول الشرق الأوسط تقدما وتسامحاً في مجالات مثل المحاكمة العادلة وحماية حقوق الأقليات، وفيما يتعلق بحقوق المرأة تضمن إسرائيل – علي عكس باقي دول منطقة الشرق الأوسط - المساواة التامة للمرأة.
فالمرأة تمثل الواجهة في كثير من المجالات في المجتمع الإسرائيلي، فإسرائيل لديها دائما علي الأقل امرأة واحدة في المحكمة العليا، وهي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تولت المرأة فيها منصب رئيسة وزراء (جولدا مائير)، وحاليا تتولي الوزارة الخارجية سيدة (تسيبي ليفني)، وكذلك المتحدثة باسم الكنيست امرأة.
سعي إسرائيل الدائم من أجل السلام عملت إسرائيل طوال تاريخها علي السعي نحو السلام، وعبرت دائما عن رغبتها في العيش بسلام مع الفلسطينيين والدول العربية، وحتى قبل إعلان قيام إسرائيل حرصت الحركة الصهيونية علي السلام مع جيرانها العرب. وتقدم ايباك مؤشرات لهذا "السعي الإسرائيلي الدائم نحو السلام"، فقد وقعت إسرائيل معاهدات سلام مع كل من مصر والأردن، وأعلنت مراراً عزمها علي تقديم "تنازلات مؤلمة" لإنهاء الصراع مع الفلسطينيين.
ففي عام 1918 عبر شيم وايزمان –أول رئيس لإسرائيل- عن نيته للعيش بسلام مع العرب في فلسطين خلال زيارته للقاهرة في مهمة لمقابلة القادة القوميين السوريين الذين تم اختيارهم بواسطة بريطانيا.
كما قبل يهود فلسطين ويهود العالم قرار التقسيم، في عام 1947، علي الرغم من أنه يعرض – من وجهة نظر ايباك - دولة مقتطعة الأجزاء وبدون القدس، ومع إعلان قيام الدولة في عام 1948 أعلن ديفيد بن جوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل عن أن إسرائيل "تمد يديها بالسلام لكل جيرانها"، بالإضافة إلي مواطنة كاملة وتمثيل مناسب، وبعد قيام إسرائيل بما تصفه ايباك "بالدفاع عن نفسها" بيوم واحد في عام 1967، عرضت إسرائيل إعادة الأراضي التي سيطرت عليها مقابل السلام ولكن مصر وسوريا رفضتا الأمر.
وفي أوسلو عام 1993 ضمنت إسرائيل للفلسطينيين استقلالا لم يسبق له مثيل، وبدء المفاوضات لإنهاء الصراع مقابل موافقة الفلسطينيين علي الاعتراف بإسرائيل وإنهاء الإرهاب، وفي كامب ديفيد 2000 قدمت إسرائيل عرضاً تاريخياً للفلسطينيين، ولكن عرفات رفضه، وعرضت إسرائيل أيضا علي سوريا الانسحاب من الجولان ولكن قوبل عرضها بالرفض السوري.
وأخذت إسرائيل خطوة تاريخية بالانسحاب الأحادي الجانب من غزة وأجزاء من الضفة الغربية، وقوبلت الخطوة الإسرائيلية بإطلاق أربعة الآلاف صاروخ من غزة، وكان أخر جهود إسرائيل للسلام خلال مؤتمر أنا بوليس، فقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت أنه لا يوجد طريق أخر غير طريق السلام ولا يوجد حل أخر غير حل دولتين لشعبين.
الولايات المتحدة وإسرائيل.. مجالات متعددة للتعاون تلفت ايباك الانتباه إلي التشابه بين كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، فقد نشأت إسرائيل بنفس الطريقة التي نشأت بها الولايات المتحدة من مهاجرين، وقد استوعبت الدولة الصغيرة الملايين من المهاجرين من أكثر من 100دولة، ومنهم يهود من الاتحاد السوفيتي وأثيوبيا، والذين اضطروا، حسب ايباك، للرحيل من الدول العربية.
ولمواجهة التهديدات التي تتعرض لها كلتا الدولتين، عملت الولايات المتحدة وإسرائيل علي تطوير تكنولوجيا وآليات مشتركة لحماية أرواح الأمريكيين والإسرائيليين، فقد جمعت علاقة إستراتيجية عميقة بين كل من الولايات المتحدة وإسرائيل إثناء الحرب الباردة تهدف إلي مواجهة الخطر الشيوعي، والآن بعد أحداث 11 سبتمبر عمل الحليفان علي مواجهة التهديدات التي يمثلها "المتطرفون" و"الإرهاب" في الشرق الأوسط.
وبخصوص العلاقات التجارية، فإن إسرائيل تعتبر من أوائل الشركاء التجاريين الرئيسيين بالنسبة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، فقد بلغت صادرات الولايات المتحدة لإسرائيل في عام 2007 حوالي 3 مليار دولار، وهو رقم يفوق حجم الصادرات الأمريكية لأي دولة أخري في المنطقة، كما تعتبر إسرائيل مصدر رئيسي للاستثمارات والتكنولوجيا الإبداعية للشركات الأمريكية.
واستعرضت ايباك أيضا العلاقات الإستراتيجية بين كل من الولايات المتحدة وإسرائيل من خلال دراسة بعنوان "الإرث الرئاسي: كيف أعاد الرئيسان ببل كلينتون وجورج بوش تشكيل العلاقة مع إسرائيل" Presidential Legacy: How Presidents BUSH and CLINTON Reshaped the U.S.-ISRAEL Relationship. فقد كانت الولايات المتحدة-طبقا للدراسة- أولي الدول التي تعترف بإسرائيل. وخلال الستين سنة التالية حرص الرؤساء الأمريكيون وصانعو القوانين من الحزبين علي تقوية العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ومن الرؤساء وحتى المواطنين العاديين، استوعب الأمريكيون أن العلاقات الصلبة بين الجانبين راسخة عن طريق القيم المشتركة من الديمقراطية والمبادئ الأخلاقية الأخرى للحضارة الغربية، والتاريخ المشترك من خلال النشأة بواسطة مهاجرين عانوا من الاضطهاد وبحثوا عن الأمل.
وخلال الحرب الباردة مثلت إسرائيل الحصن تجاه الاتحاد السوفيتي خاصة بعد هزيمة إسرائيل لحلفاء الاتحاد السوفيتي في حرب الأيام الستة في عام 1967. وقد مثل النصر الإسرائيلي - حسب التقرير- نجاحاً هاماً للغرب وعزز من العلاقات مع الولايات المتحدة والتي كانت تمد الدولة قبل ذلك بمساعدات وأجهزة عسكرية قليلة، وقد ساعد هذا التحول في المنطقة الولايات المتحدة علي دفع جهود السلام مثل معاهدة السلام المصرية ـ الإسرائيلية، وتحول الولايات المتحدة إلي مصدر الإمداد الرئيسي لإسرائيل بالمساعدات الاقتصادية والعسكرية.
واعتبرت الولايات المتحدة إسرائيل حليف رئيسي من خارج الناتو في الثمانينيات، وشهد التعاون الاستراتيجي بين البلدين نموا كبيرا، وتوسعت العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل كبير في فترتي الرئيس كلينتون في التسعينات، وترسخت بصورة اكبر مع إدارة الرئيس بوش.
وضع مبادئ جديدة مع انهيار الاتحاد السوفيتي وسقوط حائط برلين، أصبح الشرق الأوسط محط اهتمام الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، ومن اتفاقات أوسلو إلي الحرب علي الإرهاب التي قادها الرئيس بوش بعد أحداث 11 سبتمبر، وضع الرئيسان مبادئ جديدة حاكمة للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية ليس فقط في الوقت الحاضر ولكن في المستقبل أيضا. ركزت هذه المبادئ علي دعم أمن إسرائيل كدولة ديمقراطية يهودية، والعمل سوياً مع إسرائيل لمواجهة التحديات المشتركة، والتعامل مع الخلافات البسيطة بواسطة الحوار الشخصي بدلا من الضغط العام.
هذا الاقتراب الناجح يمثل-طبقا لايباك- مصدر إرشاد للعلاقات المستقبلية بين البلدين، والذي انعكس بصورة واضحة في سياسات الرئيسين بوش وكلينتون، فقد عمل الرئيسان علي تقوية العلاقات خاصة في بعدين رئيسيين، أولهما التعهد الأمريكي بالحفاظ علي أمن إسرائيل والثاني الرؤية المشتركة للمبادئ الضرورية لنجاح المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.
ضمان امن إسرائيل مع بداية الثمانينيات ظهرت تهديدات جديدة غير تلك التي شهدتها الحرب الباردة تمثلت بشكل رئيسي، كما تقول ايباك، في "الراديكالية الإسلامية" التي تقوم بعمليات إرهابية تجاه الولايات المتحدة ومصالحها وقيمها.
وقد عانت إسرائيل طبقاً لايباك من هجمات "الراديكاليين"، الذين عملوا على تقويض أي فرصة لنجاح عملية السلام، التي بدأت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وقادت إيران كما تري ايباك "الراديكالية الإسلامية" عن طريق تطويرها لبرنامجها النووي ودعمها لحماس وحزب الله والجماعات الجهادية الأخرى.
وبالتالي اتحد الأمريكيون والإسرائيليون لمواجهة عدو مشترك، وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر دعمت الولايات المتحدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها أمام مثل هذه الهجمات، وفتحت مجالاً جديداً للتعاون بشان الأمن الداخلي، وبوسع الولايات المتحدة الآن أن تستفيد من تجربة إسرائيل في حماية مواطنيها.
وامتد التعاون إلي مجال الدفاع الصاروخي، وقدمت الولايات المتحدة مؤخرا مساعدات عسكرية لإسرائيل ضمن اتفاقية لمدة 10سنوات، وهو الأمر الذي يظهر مدي الالتزام الأمريكي الواضح بأمن إسرائيل، وعملت الولايات المتحدة بجانب المساعدات العسكرية علي الدفاع عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في مجلس الأمن، وتعهد الرئيس بوش بالدفاع عن إسرائيل في حال تعرضها لهجوم إيراني.
رؤية مشتركة لعملية السلام كما طرح انهيار الاتحاد السوفيتي تهديدات جديدة ، فضلا عن طرحه فرصا للسلام بين العرب وإسرائيل، وقد حاول الرئيس كلينتون الوصول إلي هذا الهدف، وساعد إسرائيل علي الوصول إلي معاهدة سلام مع الأردن، وفعل ما في وسعه للوصول لنفس الأمر مع السلطة الفلسطينية. وقد عملت إدارة الرئيس بوش على دعم إسرائيل في عزمها للانسحاب من غزة، وتجدد المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وقد طور الرئيسان بوش وكلينتون نظرة مشتركة لعملية السلام بداية من أوسلو وحتى كامب ديفيد 2000، والتي انتهت بحل الدولتين الذي عرضه الرئيس بوش.
والي جانب ضمان امن إسرائيل والرؤية المشتركة حول عملية السلام، طورت الولايات المتحدة العديد من المبادئ الأخرى مع إسرائيل خلال ال15 سنة الأخيرة، والتي اشتملت علي التعهد الأمريكي لإسرائيل كدولة ديمقراطية يهودية تعيش خلف حدود آمنة ومعترف بها، والاعتراف بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلي الدولة الفلسطينية وليس إلي إسرائيل. واعترفت الولايات المتحدة بأن الكتل الاستيطانية اليهودية في الضفة الغربية (8% من مجموع الأراضي) ستكون جزءا من إسرائيل في اتفاق علي الحدود في التسوية النهائية، بل وأعلنت الولايات المتحدة أن القدس هي عاصمة إسرائيل.