الآلاف بغزة والخليل ونابلس يشاركون في مسيرات لمطالبة حركتي فتح وحماس بالعودة للحوار والمصالحة الوطنية
استعادت الجماهير الفلسطينية، للمرة الأولى منذ منتصف حزيران الماضي، المبادرة في مسيرة جماهيرية شارك فيها عشرات الآلاف للدعوة للمصالحة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام، نظمها المركز الفلسطيني لحل النزاعات ضمن فعاليات الحملة الشعبية للمصالحة الفلسطينية.وتقدم المسيرة التي جابت شوارع مدينة غزة، شابين مقعدين بسبب الاقتتال، بالاضافة الى حشود كبيرة تدعو الى الوحدة الوطنية ووقف الاقتتال الداخلي.مريم كانت تهتف بالمسيرة وهي في العشرينيات من عمرها لم تر اخاها منذ ما يقارب العام نتيجة خروجه من القطاع وعدم تمكنه من العودة بسبب ما جرى فتقول:" أتمنى ان نعود شعب واحد وأسرة واحدة لأتمكن من رؤية أخي الذي خطف الابتسامة من بيتنا يوم مغادرته " .سيدة كان لصوتها المجروح وتعابير وجهها الحزين ما يكفي حتى تروي معاناتها، أم سعيد شاركت بالمسيرة لتطالب بقوة في حل الخلافات الداخلية والعودة إلى الوحدة قائلةً :" لا نريد أحزاب تقطع أوصالنا نريد وحدة وطنية تنعش لنا الحياة من جديد", محملة المسئولين عن الخلافات ما قد يجلبه الخلاف من دمار للشعب كله مضيفةً :" خطيتنا برقبتهم اش ما يصير فينا هم السبب ومحاسبتهم عند رب العالمين "."الشعب الفلسطيني يمكن أن يغير, فهو انتظر ان يكون التغيير منهم وآن الأوان أن يقول كلمته " هذه الكلمات هي التي دفعت ببشار إلى القدوم إلى المسيرة للهتاف باعلى صوته للوحدة الوطنية التي تجمع بالمجتمع الفلسطيني بكافة أطيافه في مظلة واحدة، مطالبا المسؤولين بالنظر إلى الشعب وإلى مطالبه حتى نتمكن من العيش بسلام ".بدوره اكد منسق الحملة الشعبية ، عبد المنعم الطهراوي ان للمسيرة ثلاثة اهداف اولها توصيل رسالة للجميع بان الشعب الفلسطيني قادر على ان يقول كلمته ويغير من الواقع المرير الذي يعيشه جراء الانقسام اذا أراد, وثانيها إلى المسؤولين عن حالة النقسام السائدة بان فلسطين وشعبها اختارا المصالحة وعلى الجميع أن يدرك ذلك بالعمل في تحقيق الوحدة، وآخرها يكمن في توجيه رسالة إلى القمة العربية والتي من منوي عقدها في دمشق لوضع القضية الفلسطينية وواقعها ضمن برنامجها للمناقشة والخروج بحل سريع للأزمة التي يمر بها في أسرع وقت .واشار الطهراوي إلى استمرار الفعاليات المطالبة في الوحدة قائلاً :" في الوقت الذي نخرج فيه هنا في غزة هناك مسيرات مماثلة تخرج في الخليل ونابلس للمطالبة بالمصالحة الوطنية", معرباً عن ثقته الكاملة في الجماهير الفلسطينية وبقدرتها على إحداث تأثير وتغيير من الوضع القائم .ونوه الطهراوي إلى أن الحملة قد قامت بإرسال الوثيقة للأطراف المعنية لدراستها والرد عليها خلال مدة أقصاها ثلاث أسابيع .وفي الخليل إنطلق المئات من مواطني المحافظة، اليوم في مسيرة تضامنية مع اعلان المصالحة اليمنية، تحت شعار "فلسطين تختار المصالحة الوطنية ".وشارك في المسيرة التي إنطلقت من أمام جامعة القدس المفتوحة في منطقة عين سارة باتجاه دوار المنارة، قيادات بارزة من كافة الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية في المحافظة، رفعوا خلالها الاعلام الفلسطينية ، ورددوا الهتافات المؤيدة للوحدة الوطنية، داعين حركتي فتح وحماس للتوصل بأسرع وقت لاتفاق يعيد اللحمة لشطري الوطن .وكان المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات دعا مواطني المحافظة للمشاركة في المسيرة التي تنادي بالمصالحة الوطنية الشاملة.كما جابت مسيرة ثالثة شوارع مدينة نابلس طالبت خلالها الجماهير الفلسطينية بضرورة اعادة اللحمة الى شطري الوطن، كما طالبت قيادتي فتح وحماس بالعودة الى الحوار، وانجاح اعلان صنعاء.بدوره اكد خطاب المركز الفلسطيني لحل المنازعات اليوم في المدن فلسطينية الثلاثة، نابلس و الخليل وغزة على المطالب المشروعة لحركتي فتح وحماس بالمصالحة الوطنية.ودعا الى إعداد وثيقة مرجعية تصلح كأساس لحوار استراتيجي بناء بين الحركتين لوضع أسس واضحة تؤسس للشراكة السياسية الحقيقية في المجتمع الفلسطيني. وجمع تواقيع آلاف الفلسطينيين لدعم البرنامج وقد جمعنا أكثر من ربع مليون توقيع حتى الآن وسنستمر في جمع التواقيع لنصل بها إلى نصف مليون.كما طالب بإعداد مقترح لحل انتقالي للخروج من الوضع الراهن لحين الانتهاء من الحوار الاستراتيجي و عقد الانتخابات. وتشكيل اللجنة الشعبية للمصالحة الوطنية و تطوير لائحتها الداخلية. وتسليم حركتي فتح و حماس نسخة من البرنامج ومقترح للحل الانتقالي وقد تم ذلك في يوم الاثنين الموافق 24/3/2008. والدعوة إلى مسيرة السلام و الأمل رقم (1) يوم الأربعاء الموافق 26/3/2008. وإعطاء الطرفين فرصة 3 أسابيع – 4 أسابيع لدراسة البرنامج المقترح و بجدية و الرد للجنة.واكد المركز واللجنة الشعبية على انهما سيقومان بمتابعة الجهد مع الطرفين للوصول إلى اتفاق أولي حول أجندة مقترحة للحوار. والدعوة إلى مسيرة السلام و الأمل رقم (2) في الشهرين القادمين. ومتابعة الجهود مع الطرفين لبدء الحوار. والدعوة إلى فعاليات شعبية متعددة قد تشمل المسيرات و المهرجانات و المؤتمرات و ورش العمل و الفعاليات السلمية الهادفة إلى تشجيع الطرفين على الجدية في الحوار و الضغط السلمي عليها.