تلال مكومة من النفايات تمتد على مدى البصر في شوارع قطاع غزة, فلا حاويات تتسع لكمية النفايات المبعثرة حولها, وانقطاع إمداد غزة بالوقود بات ينذر بكوارث لا حصر لها ولا نهاية اغلبها صحية وجميعها فتاكة غير قابلة للتعايش معها, حيث تعطلت الحاويات المتنقلة لجمع ما في مكبات النفايات وباتت العربات التي تجرها الدواب هي الطريقة المثلى والوحيدة للتخلص منها, وعلى كثرتها فلم تعد هي الأخرى كافية.عاطف الدبس أحد عمال النظافة وصف الوضع بقوله "تحدق بنا كارثة صحية وإنسانية وقد بات الأمر واضحا فبلا وقود لا تعمل عربات نقل النفايات ولا سبيل للتخلص من أكوام القمامة إلا عربات تجرها الدواب, لا ادري ماذا يريدون الإسرائيليين منا أكثر من ذلك ! بلا الوقود تعطلت مناحي حياتنا والأيدي العاملة لا تكفي لإصلاح الضرر وإزالة المعوقات في عملنا".وأضاف :" أطفال المدارس الذين يمرون بالقرب من أماكن تراكم النفايات باتوا معرضين لخطر الأوبئة والأمراض وليس هم فحسب بل والأطفال بشكل عام لن يسلموا من تأثير الأوبئة الخطير على صحتهم , تحيط بنا المدارس والمستشفيات وكلها معرضة لان تنتقل إليها الروائح المزعجة الكريهة والجراثيم المعدية , هذا ينذر بمصيبة ! "من جانبه أكد المهندس عبد الرحيم أبو القمبز مدير إدارة الصحة والبيئة في بلدية غزة أن البلديات شرعت بتنظيم خطط بديلة للاستعاضة عن النقص الحاد في عربات نقل النفايات التي توقفت عن عملها بسبب منع إدخال الوقود للقطاع وقال :" إننا نسعى بشتى الوسائل لتعويض النقص في سيارات نقل النفايات بالاستعاضة عنهم بعربات تجرها الدواب وقد وفرنا حوالي 100 عربة لهذا الغرض , فالأمر بات خطيرا للغاية وانتشار أكوام القمامة على زاويات الشوارع وفي أزقة الطرق مظهرا غير حضاري وغير صحي بأي شكل من الأشكال " وناشد أبو القمبز الأمم المتحدة ومؤسسات الحفاظ على البيئة وحقوق الإنسان بالتدخل عاجلا لحل أزمة تراكم النفايات وما تسببه من أمراض وانتشار للأوبئة والجراثيم التي بدورها تهدد صحة أطفال قطاع غزة وسكانه.
|