الصفحة الرئيسية
مرحبا بكم





ظهور لوبي يهودي معتدل ينافس آيباك

يتوعد غزة بحسم قريب

بعد ستين عاما على النكبة

رفع عدد ضحايا الحصار إلى (167)- الحصار حرم عائلة ا...

وفاة الرضيع الثالث خلال 24 ساعة جراء الحصار على ال...

يومان فصلا بين وفاتهما: حصار غزة يجمع بين الزوجين ...

المفاهيم الاساسية للمسيحية الصهيونية ..

في تقدير صمود الفلسطينيين

الأساطير الخمس حول "الموالين لإسرائيل"

تلخيص كتاب فلسطين.. سلام.. لا عنصريةبقلم:الرئيس ال...




وكالة معا
وكالة فلسطين برس
وكالة فلسطين الان
المجموعة الفلسطينية للاعلام
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان
شبكة فلسطين اليوم
Blogger
Google


حفار القبور
موسوعة كتب التخدير
مدونة علا من غزة
مدونات عربية
شمعة من أجل غزة
نسرين قلب الاسد
مؤسسة دكاكين
Google



جريدة القدس

جريدة الحياة الجديدة

جريدة الاهرام

صحيفة فلسطين

جريدة الايام


 


 




<$BlogDateHeaderDate$>
"العالم بدون إسلام".. نظرة تحليلية في رؤية أمريكية <

طرحت مرحلة ما بعد الحرب الباردة أبعادًا ثقافية وحضارية لم تكن مطروحة من قبل؛ سواءً على البعد النظري الأكاديمي أو البعد السياسي. وباتت هناك أولوية للاهتمام بالأبعاد الثقافية والحضارية في العلاقة بين الإسلام والغرب؛ على عكس أولويات الاهتمام فيما قبل ذلك؛ حيث كانت الأولويات العسكرية (في الخمسينيات والستينيات) ثم الأولويات الاقتصادية (في السبعينيات والثمانينيات) هي المهيمنة والمسيطرة على الساحة الدولية؛ الأمر الذي أدى إلى استدعاء صراع الحضارات والثقافات، ليصير هو المهيمن في القرن الواحد والعشرين، بدلا من صراع سياسات القوى في القرن العشرين، كما تؤكد الدكتورة "نادية مصطفى" أستاذة العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وإحدى المتخصصات في هذا الموضوع.
إن الأدبيات الغربية التي تحدثت عن عودة الاهتمام بالثقافة والدين في علم العلاقات الدولية، وعن تجدد بروز أهمية الدين على الساحة الدولية، ليست بقليلة، ابتداءً من "سيمون موردن" إلى "يوسف لابيد" إلى "فريد هاليداي" إلى "باري روبين" إلى "جوناثان فوكس" إلى "جورج فيجيل"، وآخرون غيرهم كثيرون، لن يتسع المقام إلى ذكرهم جميعا.
وعلى الرغم من الجدل حول طبيعة الوزن الثقافي في تفسير العلاقات الدولية، فإن هذا الجدل وما ينتج عنه من نماذج تطبيقية يعكس مدى الزخم الذي تلقاه الثقافة والدين في أدبيات العلاقات الدولية.
ونقلا إلى مستوى العلاقة بين أكبر قوة في العالم (الولايات المتحدة) وبين أكثر المناطق حساسيةً ثقافيا وحضاريا (العالم العربي والإسلامي)، فقد كتبت أقلام غربية كثيرة -مثل "صاموئيل هنتنجتون" و"فرانسيس فوكوياما" و"برنارد لويس" و"دانييل بايبس"- عن تحول البعد الثقافي من مجرد بعد ثانوي إلى مُحرك أولي وأصيل للإستراتيجية الأمريكية تجاه المنطقة العربية والإسلامية، وكذلك تحوله إلى مبرر وموضوع للإستراتيجية الأمريكية.
وعلى الوجه المناقض وُجد توجه أكاديمي غربي ثانٍ -مثل "جون إسبوزيتو" و"فواز جرجس"- يُهون من ذلك البعد الثقافي، مُفترضا أنه لم يكن أبدا -ولن يكون- من ضمن أولويات الإستراتيجية الأمريكية تجاه المنطقة العربية الإسلامية، ومُفترضا كذلك أن الصراع بين الولايات المتحدة والإسلام ليس صراعا حضاريا، وإنما هو صراع مصالح بحت؛ وأن الحسابات الأمنية والإستراتيجية هي التي كانت -وما زالت- تحتل قلب الاهتمامات الأمريكية، وليس الحسابات الثقافية والحضارية.
وقد بدا لي عبر قراءتي لمقال "العالم دون إسلام" -والذي كتبه "جراهام فوللر"، الأستاذ المساعد في كلية التاريخ بجامعة "سايمون فريز" في "فانكوفر"، في عدد يناير/ فبراير 2008 بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية- اندراج "فوللر" تحت لواء التوجه الثاني الذي يتجاهل البعد الثقافي، آخذا مكانه مع زميليه "إسبوزيتو" و"جرجس"؛ فقد انصب محور مقاله الأساسي حول النقطة الآتية: إن العالم المُفترض "الخالي من الإسلام" لم يكن ليختلف كثيرا عن ذلك العالم الذي نعيشه اليوم، بمعنى آخر: لو لم يكن الإسلام موجودا لما حدث فارق كبير، فالعالم سواءً بالإسلام أو بدونه هو في النهاية عالمٌ واحد.
هذا ما ذهب إليه "فوللر" باختصارٍ شديد، وهو الأمر الذي يفرض علينا طرح التساؤل الآتي:
هل لم يكن الإسلام فعلا عنصرا فارقا مع العالم؟
وهل كان عدمه مساويا لوجوده؟

شهادة حق
قبل الدخول في هذه النقطة لا بد أولا من الإدلاء بشهادة "فوللر" في حق الإسلام؛ حيث أشاد بأن الإسلام كان "عنصر توحيدٍ من الدرجة الأولى على نطاق الإقليم"، وأنه "أوجد -باعتباره دينا عالميا- حضارة عظيمة وممتدة على نطاق العالم"، وأنه "أثر على الجغرافيا السياسية، فإذا لم يكن هناك الإسلام فربما كانت الدول الإسلامية في جنوب وجنوب شرقي آسيا اليوم -وخاصة باكستان وبنجلاديش وإندونيسيا- متجذرة في نطاق العالم الهندوسي".
وكذلك أشاد بالحضارة الإسلامية التي قدمت "نموذجا راقيا يمكن أن يحتكم إليه جميع المسلمين في مسألة مقاومة انتهاكات الغرب، حتى لو فشل ذلك الاحتكام في صد التيارات الاستعمارية الغربية فقد خلق ذاكرةً تاريخيةً للمصير المشترك لا تُمحى".
ويرفض "فوللر" تبرير ربط أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 بالدين، والتغافل عن مظالم "الغازي الأجنبي"، كما يرفض إلصاق الإرهاب بالمسلمين وحدهم، مستشهدا بـ"الاغتيالات الكبيرة" التي حدثت في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين بواسطة "الفوضويين الأوروبيين والأمريكيين"، ومستشهدا بالتاريخ الحديث للنشاط الإرهابي؛ حيث أوردت مجلة "يوروبول" 424 هجمة إرهابية في الاتحاد الأوروبي عام 2006م؛ لم ينفذ منها المسلمون إلا هجمةً واحدة، ومستشهدا بالحروب العالمية التي فرضها الأوروبيون مرتين على بقية العالم؛ حربان عالميتان مدمرتان "بلا مثيل لهما في التاريخ الإسلامي".
ويتعجب "فوللر" من الذين ينتقدون الإرهاب "العربي" في الغرب؛ طارحا السؤال الآتي: لماذا لا يستخدم العرب الإرهاب ردا على الإرهاب الذي يُمارس ضدهم من قبل إسرائيل والولايات المتحدة؟ "فمثلما تقوم الجماعات الراديكالية ببث مظالمها في عصر العولمة، لماذا لا نتوقع منهم نقل كفاحهم إلى قلب الغرب؟".
ويفترض "فوللر" أن أحداث سبتمبر كانت ستقع حتما، إن عاجلا أو آجلا؛ فالغرب لم يترك للعرب حلا إلا المواجهة بالإرهاب؛ ليدافع عن نفسه ضد الظلم الواقع عليه ليلا ونهارا، ومن ذلك قوله: "نحن نعيش في عصر صار فيه الإرهاب سلاح الضعفاء المختار".
إلا أن ذلك كله يفرض علينا تساؤلا وجيها، وهو: هل كان فعلا المسلمون المنفذين الحقيقيين لأحداث سبتمبر؟ وهل كانوا هم فعلا المنفذين لأحداث الإرهاب التي حدثت في داخل أوروبا بعد أحداث سبتمبر؟
إن "فوللر" يتحدث وكأن المسلمين فعلا هم الضالعون في تلك الأحداث؛ وهو ما كذبته ونفته بحوث وكتب وتقارير غربية غير إعلامية، ومن ثم يمكن القول إنه على الرغم من إشادة "فوللر" بالإسلام في كثير من الأمور -وهو أمرٌ يُشهد به لباحث غربي- فإنه وقع في نفس المطب الذي يقع فيه المثقفون الغربيون عامةً؛ وهو المطب الذي نصبه الإعلام الأمريكي والأوروبي والعربي أيضا لإلصاق تهم الجرائم الإرهابية بالمسلمين والإسلاميين، دون وجود أدلة دامغة وحقيقية.
هل كان احتلال موارد فقط؟
انطلق "فوللر" من حُجته قائلا: "إن الصورة المُفترضة عن العالم بدون إسلام هي عبارة عن (شرق أوسط)1 تهيمن عليه الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية التي تساورها تاريخيا ونفسيا الشكوك وربما العداء للغرب".
فمسيحيو الشرق (الأرثوذكس) كانوا سيثورون على الهجمات المسيحية الغربية التي استهدفت السيطرة على ثروات وموارد الشرق، كانوا سيقاومونهم مثلهم مثل المسلمين، كما يؤكد "فوللر"؛ معللا ذلك بتوجس الأرثوذكس الشرقيين تاريخيا من الغرب؛ ولعل التاريخ الأسود الذي شهدته العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية الغربية في روما والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية في القسطنطينية خيرُ دليلٍ على ذلك.
إن "فوللر" يتحدث وكأن الهجمات الغربية على الشرق لم تكن إلا بهدف وضع اليد على الموارد والثروات؛ منكرا الهدف الآخر المتمثل في محاربة الإسلام كنظام وفكر وأسلوب حياة.
نعم، لقد سعى الغرب المحتل نحو الهيمنة على ثروات الشرق، ولكنه سعى أيضا نحو محاربة الهوية الإسلامية، ومحو الشخصية الإسلامية سواءً للفرد أو الجماعة، وإخراج الفرد المُسلم من إصر الجماعة الإسلامية تحت شعار الحرية الفردية المُطلقة.

إن المنظومة الإسلامية التي تناهض العلمانية والمادية والفردية والرأسمالية لم تكن أبدا ولن تكون في مصلحة القوى الغربية المحتلة؛ سواءً كانت تلك القوى تُمثل الإمبراطورية الرومانية أو القوى الصليبية أو الإمبراطورية البريطانية أو الإمبراطورية الأمريكية الحالية، بل إن هدف الغرب المحتل في السيطرة على موارد العالم الإسلامي كان -وما زال- يصب في خدمة هدف محاربة المنظومة الإسلامية. باختصار، هما هدفان لا ينفكان عن بعضهما البعض.
ألم يمنع الإسلام ظلما؟
يرى "فوللر" أن وجود الإسلام مثل عدمه؛ فالظلم واحدٌ في الحالتين، ومقاومته واحدةٌ في الحالتين أيضا، وهي إن لم تكن مقاومةً إسلاميةً، فستكون أرثوذكسية أو ماركسية أو قومية، لكنه لم ير أن "العالم دون إسلام" كان سيكون أكثر ظلما وطُغيانا، لم ير أنه لولا الإسلام لظل الإنسان حبيسا للجبروت الذي كان يتزعمه أباطرة الروم وأكاسرة الفُرس وسادة قريش؛ ولا سيما في ظل عدم وجود شريعةٍ حاكمةٍ سواءً في الدين المسيحي أو في الدين اليهودي.
لم ير قوة الإسلام التحريرية التي حررت الإنسان جسدا وفكرا وعقلا وقلبا من استسلامه للآدميين إلى الاستسلام لرب الآدميين، لم ير تمكّن تلك القوة في وجدان المسلمين وعقولهم، وتحركهم نحو فتح بُلدان العالم لتحريرها مثلما تحرروا، لو لم يكن الإسلام موجودا لأباد الصليبيون والتتار العالم، وحولوه إلى خرابٍ ودمار، ولولا وقوف المسلمين المُتشبعين بالإسلام دينا ومنهاجا ورسالةً وحضارةً ضد الصليبيين والتتار لهلك العالم.
وإذا كان مسلمو اليوم لم يعودوا بمثل قوة الأمس، فإن ذلك قد يعود بالأساس إلى عدم تشبعهم بالإسلام دينا ومنهاجا ورسالةً وحضارةً، ومن ثم تفريطهم في مسئوليتهم العالمية، واستقالتهم من دورهم الحضاري في نُصرة المظلوم وضرب الظالم، وتحولهم من أمةٍ شاهدة إلى أمةٍ مشهود عليها.
وعلى الرغم من استقالة الأمة الإسلامية حضاريا، فما زال منها ما يُبقيها، ويشعل جذوتها؛ إنها المقاومة الإسلامية في العراق وفلسطين ولبنان، التي ما زالت تضرب الظلم الصهيوني والأمريكي بيدٍ من حديد، على الرغم من قلة إمكانياتها وكثافة الضغوطات عليها.
ولولا تلك المقاومة الإسلامية لصار العالم الإسلامي بأكمله تحت ألسنة النيران الأمريكية والإسرائيلية، ولم يكن في مقدور القومية العربية -كما يفترض "فوللر"- أن تفعل شيئا حيال الهجمات الصهيونية الأمريكية؛ فقد انهزمت القومية العربية منذ نكسة 1967؛ ولم يعد لها قائمة؛ وسكوت الأنظمة القومية العربية أكبر شاهد على ذلك.
ومن ثم أوجه كلامي إلى "فوللر" قائلةً: "إن القومية العربية لم تكن لتفعل شيئا ضد الاحتلال الصهيوني الأمريكي؛ ولولا وجود الإسلام متمثلا في (حماس) و(حزب الله) و(المقاومة العراقية) لأكمل (بوش) الابن مشروع الشرق الأوسط الكبير في البقية الباقية من المنطقة العربية".
لقد كتب "فوللر" قائلا: "لا يوجد هناك سبب للاعتقاد بأن رد فعل الشرق الأوسط للهجمة الاستعمارية الأوروبية سيكون مختلفا بشكل كبير من الطريقة التي تعامل بها فعليا في ظل الإسلام".
وأنا أردّ عليه قائلةً: إن ردة الفعل على الهجمة الاستعمارية كانت ستكون مختلفة في ظل الإسلام، فحركات المقاومة الإسلامية فعلت ما لم تفعله حركات القومية العربية؛ ولو كان اعتماد الشعوب العربية على حركات القومية العربية أو الحركات اليسارية فقط، ولو لم يكن هناك مقاومات إسلامية في غزة وجنوب لبنان والعراق، لكان الوضع أسوأ بكثير مما نحن عليه الآن، ولصار العرب والمسلمون نسيا منسيا.
باختصار.. إن حركات المقاومة الإسلامية شكلت عائقا إستراتيجيا أمام الأطماع الأمريكية والإسرائيلية، لم يكن لحركات المقاومة العربية أن تحققه.
--------------------------------------------------------------------------------

باحثة دكتوراة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة.
(1) مصطلح "الشرق الأوسط" وضعه الغرب بدلا من المنطقة العربية الإسلامية؛ لإدراج إسرائيل من ضمن المنطقة، ومحو صفة العربية والإسلامية عنها.