كان من الممكن ان يكون كأى طفل عادى ,و كان من الممكن ان ايامه كاى طفل اخر فى العالم ... مدرسة , لعب الخ من تلك الامور التى يمارسها الصبية اللذين هم فى مثل عمرة .لكن ارادة الله تعالى , و تهور سائق ارعن حولت حياة هذا الطفل ذو الاحد عشر ربيعا الى ما يشبة السجن انه ناصر سمير البحيصى ....
تحول ناصر الى سجين داخل جسدة فقد اصيب من جراء هذا الحادث المرورى الاليم بشلل رباعى حوله الى مقعد رغم انفة, فقد حياته كطفل برىء فى لحظات ,حتى انة لا يستطيع التنفس الا بمساعده جهاز التنفس الصناعى وهو معتمد علية اعتمادا كاملا .
عندما رأيتة ل اول مرة كانت على شاشه التلفاز اثناء اشتداد رحى الحصار على غزة , و نتيجه لانقطاع التيار الكهربائى المستمر ظهر ناصر وعائلتة على التلفاز مناشدين العالم ان ينقذوا ابنهم من الموت فلقد كان ناصر مهددا بالموت فى اى لحظة ان غفل عنه اهلة عند انقطاع الكهرباء, لذلك اصبح هذا الطفل ضيفا دائما فى العناية المركزة لا يستطيع ان يفارق عتابتها ولو لدقيقة.اما الان فلقد رايتة وجها لوجه ...يرقد على سرير العناية المركزة الدئم له فى مستشفى شهداء الاقصى بمدينة دير البلح فى قطاع غزة. لقد دهشت لمدى صبر هذا الفتى على محنتة.
و تحملة لما هو علية و تقبلة له بايمان و احتساب عند الله.
لم اكن اعتقد يوما ان شخصا يستطيع ان يتقبل ان يعيش وضعا كوضع ناصر من شلل و عدم قدرة على الحركة , خاصة ان كان طفلا كناصركات يعتاد على القفز من مكان الى اخر و غيرها من حركات الاطفال التى نعرفها جميعا .
رؤيتة على هذا الوضع جعلتنى ادرك كم هو كبير هذا الناصر ,و كم انا صغير, فأحدنا ها لا يكاد لايطيق حياة الحصار و قلة ما فى اليد اما ناصر ... فقد تعلم كيف يتعايش مع واقعه المر , بل و اكثر من ذلك تعلم ان يقهر هذاالواقع , ان يصبر و يحتسب و ليس ذلك فحسب بل و يحاول ان يتحدى واقعه و يبث الامل فى نفوس من حولة بضحكاتة و قفشاتة و حبة للعلم ... نعم العلم فهوا الان فى الصف الاول الاعدادى (المرحلة المتوسطه) كما انه قد حصل على شهادة تقدير لتفوقه فى الصف الخامس .كما انه مداوم على الصلاوت الخمس بل و يحث طاقم العناية متى سوف يصلون حتى يصلى معهم جماعه.
روحة المعنوية لم ارى مثلها من قبل , من يراه لا يستطيع الا ان يتعلق به و يحترمة , فالكادر الطبى فى مستشفى شهداء الاقصى بالعناية المركزة يعاملونة كانهم اسرتة وكانة من افراد عائلتهم . يعرفهم جميعا و يعرفونة يحبهم جميعا فهم يامننون له اقصى درجات الرعاية دون ان يشعروة يوما بالثقل او بانة عبء عليهم , فالاطباء والممرضين يقضون لياليهم و سهراتهم الى جوارة يسامرونة و يتجاذبون معه اطراف الحديث , يمازحونة ويمازحهم حتى انة يتكلم معهم فى السياسة طبعا حديث الساعه فى غزة فتح و حماس .... انهم و بحق يولونة رعاية فائقه فهم له الاطباء والمعالجون النفسيون و الممرضين ... يحاولون ان لا يشعرونة بانة محروم من شىء.
انة طفل قدر الله له ان يعيش كطير محبوس داخل قفص ضيق لا يملك الا ان يغرد داخل هذا القفص الذى حبس فيه رغما عنه.
هذا ناصر احد ابطال الحصار الحقيقين و هذة قصته فما هو رايكم ....
كم اتمنى ان ارى ناصر يمشى على قدمية كاى طفل اخر و ان يلعب كاى طفل اخر ....
لعل صرخه من فم ناصر تصل الى اولى امرنا فتحث خطاهم ليتوحدوا ليتفقوا ليتجاوزوا ما هم علية الان .
الاسم : ناصر سمير البحيصى
العمر : 11 عاما
العنوان : مستشفى شهداء الاقصى , قسم العناية المركزة , سرير رقم 4
العنوان ليس صعبا ... سوف تجدوة دائما هناك , فهوا لن يذهب الى اى مكان
كان الله فى عونة , كان الله فى عوننا , عاشت فلسطين حرة عربية , ولكم الف تحية.