الصفحة الرئيسية
مرحبا بكم





مستشفيات القطاع فى خطر.....

«أبو جهاد» ليس اسماً... إنه كلمة السر.

بدائل لأوباما تجاه الاستيطان الإسرائيلي

فتاة جريحة تطالب المحكمة الدولية بالتحقيق في حرب إ...

تحقيقات الجيش الاسرائيلي لم تصل لادانة الجنود بحاد...

حاكايا من الحصار

الجامعة العربية وقممها في إحصائيات وأرقام

احصائيات وارقام من عالمنا العربى...

بعد 8 سنوات على الإنتفاضة: ( 65 ) ألف مواطن و( 750...

دراسة أمريكية تدعو حماس للمرونة السياسية




وكالة معا
وكالة فلسطين برس
وكالة فلسطين الان
المجموعة الفلسطينية للاعلام
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان
شبكة فلسطين اليوم
Blogger
Google


حفار القبور
موسوعة كتب التخدير
مدونة علا من غزة
مدونات عربية
شمعة من أجل غزة
نسرين قلب الاسد
مؤسسة دكاكين
Google



جريدة القدس

جريدة الحياة الجديدة

جريدة الاهرام

صحيفة فلسطين

جريدة الايام


 


 




<$BlogDateHeaderDate$>
رأفت الهجّان الجاسوس الاسطورة الذي اصبح أكبر مخادع لإسرائيل (1-3)

القاهرة - الصباح - خصصت صحيفة "الجريدة" الكويتية ملفها اليوم الى الجاسوس المصري الاسطورة رفعت الجمال المعرف باسمه الحركي رأفت الهجان الذي عرف شهرة كبيرة منذ ان كشفت مجلة «المصور» المصرية في 3 يناير (كانون الثاني) 1986، عن شخصيته التي اكتنفها الغموض حتى يوم نشر الحلقة الأولى من رواية تحمل اسم رأفت الهجان للأديب الراحل صالح مرسي والتي تحوَّلت عام 1987 إلى مسلسل تلفزيوني ببطولة النجم محمود عبدالعزيز، وأثارت القصة جدلاً طويلاً في جميع الدول العربية وفي منطقة الشرق الأوسط، خصوصا إسرائيل نفسها. ولأن الأمر تحوَّل من مجرَّد رواية في أدب الجاسوسية إلى هزيمة لجهاز مخابرات إسرائيل، وتسبب بإحباطات للمتعاملين معه، وتداعت الأحداث بعد ذلك، فراحت عشرات الصحف تنشر معلومات جديدة في كل يوم عن حقيقة هذا الجاسوس المدهش. الذي زرعته المخابرات المصرية في قلب إسرائيل، لينشئ ويدير إحدى أقوى شبكات الجاسوسية التي قدمت لمصر وبعض الدول العربية خدمات لا تقدر بثمن، ويتمكن من التغلغل في أوصال المجتمع الإسرائيلي وبين أجهزة الدولة في خطة خداع عبقرية، عبر ثمانية عشر عاماً كاملة، من دون أن يفضح أمره، على عكس ما ادعى الإسرائيليون لاحقاً.
بدايةً، كان الرد الرسمي من جانب المخابرات الإسرائيلية أن تلك المعلومات التي أعلنت عنها المخابرات المصرية ما هي إلا نسج خيال، وأن على المصريين أن يفخروا بنجاحهم في خلق تلك الرواية، لكن وتحت ضغوط الصحافة الإسرائيلية صرّح رئيس الموساد الأسبق عيزرا هارئيل بأن السلطات كانت تشعر باختراق قوي في قمة جهاز الأمن الإسرائيلي، "لكننا لم نشك مطلقا في جاك بيتون (الاسم الإسرائيلي للهجان)" وراحت الصحافة الإسرائيلية ومنذ عام 1988 تحاول التوصل إلى حقيقة الهجان أو بيتون أو الجمال، فقامت صحيفة "جيروزليم بوست" الإسرائيلية بنشر خبر تؤكد فيه أن جاك بيتون أو رفعت الجمال يهودي مصري من مواليد المنصورة عام 1919 وصل إلى إسرائيل عام 1955 وغادرها للمرة الأخيرة عام 1973، واستطاع ان ينشئ علاقات صداقة مع عدد من القيادات في إسرائيل منها غولدا مائير رئيسة الوزراء، وموشي ديان وزير الدفاع.

في شباط (فبراير) 1987، روى الكاتب الراحل صالح مرسي كيف ظهرت إلى العلن قصته عن عميل المخابرات رأفت الهجان، فهو كان آنذاك قرر أن يتوقف عن كتابة هذا النوع من الأدب، لولا لقاء بالمصادفة جمعه بأحد ضباط المخابرات المصرية، الذي أخذ يلح عليه وبشدة أن يقرأ ملخصاً لعملية من عمليات المخابرات، وذات ليلة حمل "الدوسييه" الذي يحوي تفاصيلها إلى غرفة نومه وشرع في قراءته، فتمالكه إعجاب وتقدير كبيران لشخصية رأفت الهجان وقرر أن يلتقي مع محسن ممتاز أحد الضباط الذين جندوا الهجان، للحصول على تفاصيل إضافية تساعده في الكتابة عنه. التقى مرسي أيضا عبد العزيز الطودي، الذي ظهر في المسلسل باسم عزيز الجبالي وقام بدوره الفنان محمد وفيق، فروى تفاصيل حكاية رفعت الجمال بكل تفاصيلها التي امتدت لأكثر من 18 عاما.

سيرة مختصرة

ولد رفعت علي سليمان الجمال في مدينة دمياط في 1 يوليو (تموز) سنة 1927، كان والده يعمل في تجارة الفحم ووالدته ربة منزل تنحدر من أسرة مرموقة وتجيد اللغتين الإنكليزية والفرنسية، له أخوان شقيقان هما لبيب ونزيهة، إضافة إلى أخ غير شقيق هو سامي. بعد ذلك بسنوات وتحديدا في سنة 1936، توفي علي الجمال والد رفعت، وأصبح سامي المسؤول الوحيد عن المنزل، وكانت مكانته الرفيعة وعمله كمدرس لغة إنكليزية لأخوة الملكة فريدة يؤهلانه ليكون هو المسؤول عن المنزل وعن إخوته بعد وفاة والده. بعد ذلك انتقلت الأسرة بالكامل إلى القاهرة، ليبدأ فصل جديد من حياة هذا الرجل الذي عاش حياة حافلة بالإثارة من دون أن يعرف عنه أحد شيئا إلا بعد موته.

كان رفعت طالبا مستهتراً لا يهتم كثيراً بدراسته على رغم محاولات أخيه سامي أن يجعل منه رجلا منضبطا ومستقيما، كان يهوى اللهو والمسرح والسينما، بل استطاع أن يقنع الممثل الكبير بشارة واكيم بموهبته ومثل معه بالفعل في ثلاثة أفلام, لذا رأى إخوته ضرورة دخوله مدرسة التجارة المتوسطة على رغم اعتراض رفعت على إلحاقه بمثل تلك المدارس. في المدرسة، تعلم أن يتكلم الإنكليزية باللكنة البريطانية، والفرنسية بلكنة أهل باريس.

في بدايات عام 1943، تزوَّجت شقيقته نزيهة من الملازم أول أحمد شفيق، وانتقلت الأم إلى مدينة دكرنس القريبة من المنصورة، واستعد سامي للزواج من ابنة محرم فهيم، نقيب المحامين في القاهرة آنذاك، وأصبح من الضروري أن ينتقل رفعت مع شقيقه لبيب، الذي أصبح محاسباً في بنك باركليز، إلى شقة أخرى، استأجرها لهما سامي، بالقرب من ميدان لاظوغلي. التقى رفعت بالممثل بشارة واكيم عام 1945، ومنحه دوراً صغيراً في أحد أفلامه، لتتغيَّر بعدها حياته تماماً، فمع الزهو الذي شعر به، مع عرض الفيلم، على الرغم من صغر دوره، بدأ زملاء الدراسة يعاملونه كنجم سينمائي، وأحاطوه باهتمامهم وأسئلتهم وغيرتهم أيضاً، مما ضاعف من إحساسه بالثقة، وساعده في إنهاء دراسته، في صيف 1946، ليعمل مرة أخرى في أفلام الفنان بشارة واكيم، ويلتقي بأول حب في حياته "بيتي". على الرغم من أن مذكرات رفعت تحمل اسم بيتي، التي وصفها بأنها راقصة شابة، مراهقة وطائشة، وتكبره بعام واحد، إلا أن البعض يقول إن المقصود هنا هو الراقصة "كيتي" اليهودية الشابة، التي تورَّطت فيما بعد، مع شبكة جاسوسية أخرى، وفرَّت تحت جنح الظلام من مصر كلها، وانقطعت أخبارها بعدها، ولم تكن علاقة رفعت بالراقصة الشابة عاطفية فحسب، لكنه انتقل للعيش معها في شقتها، مما أثار غضب لبيب، وتسبَّب له في مشكلات عائلية عدة، جعلته يتخلى في النهاية عن بيتي، وعن العمل في السينما، ليتقدَّم بطلب وظيفة لدى شركة بترول أجنبية، على ساحل البحر الأحمر، ويفوز بها بجدارة, بسبب إجادته للفرنسية والإنكليزية بطلاقة. نجح رفعت في عمله إلى حد كبير، وبالذات لأنه يعمل في رأس غارب، على مسافة مائتي كيلو متر تقريبا بعيداً عن القاهرة، التي فر من مشاكله الكثيرة فيها، وحينما قررت إدارة الشركة نقله الى مقر الشركة الرئيس في القاهرة رفض، وترك الوظيفة والشركة.

في تلك الأثناء، انتهز فرصة لقائه برجل أعمال سكندري، ربطته به علاقة وثيقة أثناء عمله، وطلب منه العمل لديه، وانتقل بعدها بالفعل إلى الإسكندرية، وارتبط رفعت برجل الأعمال السكندري هذا ارتباطاً وثيقاً، وشعر في منزله بدفء الأسرة، الذي افتقده طويلاً، بل وخفق قلبه هناك بحب هدى ابنة رجل الأعمال، الذي لم يعترض على نمو تلك العلاقة، بعد أن اعتبر أن رفعت بمثابة ابنه، الذي لم ينجبه أبداً، وكان من الممكن أن ينمو هذا الحب ويزدهر، وينتهي بزواج واستقرار، وأسرة بسيطة وسعيدة، لكن القدر كان يدخر مفاجأة كبيرة لبطلنا، هي بالضبط ما رأيناه وتابعناه جميعاً، على شاشة التليفزيون، في المسلسل الشهير، إذ تحولت عملية نقله الى فرع الشركة في القاهرة إلى عملية احتيال من مدير الفرع الخبيث، وانتهت باتهام رفعت بالاختلاس والسرقة، وعلى الرغم من أن رجل الأعمال السكندري كان يدرك أن رفعت سقط في فخ محكم، إلا أنه اضطر لفصله من وظيفته، تجنباً لإجراء أية تحقيقات رسمية، في الوقت نفسه الذي أوصى فيه بتعيينه كمساعد ضابط حسابات، على متن سفينة الشحن حورس.

غادر رفعت مصر للمرة الأولى في حياته عام 1946 على متن تلك السفينة حورس، التي طاف معها كثيرا بين عدد من الموانئ الأوروبية، فمر على نابولي، جنوى، مارسيليا، برشلونة، جبل طارق، طنجة، وفي النهاية رست السفينة في ميناء ليفربول الإنكليزي لعمل بعض الإصلاحات، وكان مقررا أن تتجه بعد ذلك إلى بومباي الهندية.

حياة مضطربة

أثناء عمله على السفينة وتوقفها في مدينة ليفربول البريطانية، التقى رفعت بالفاتنة جودي موريس، التي ذكَّرته بحبيبته السابقة بيتي، مما دفعه إلى الارتباط بها، ودفعها إلى التعلُّق به، حتى أنها حرّضته على التظاهر بالإصابة بالتهاب الزائدة الدودية، كي لا يرحل مع السفينة حورس، عندما يحين موعد مغادرتها لميناء ليفربول. قضى رفعت بعض الوقت مع جودي بالفعل، بعد رحيل حورس، لكنه لم يلبث أن سئم الأمر كله كعادته، فاستعاد عمله على سفينة الشحن، عند عودتها إلى ليفربول، وعاد إلى مصر في مارس (آذار) 1950، إلا أنه لم يلبث أن عمل على متن سفينة شحن فرنسية، سافر معها إلى مرسيليا، ثم تركها إلى باريس، حيث أجاد اللغة الفرنسية إجادة تامة، واستثمرها في إقامة بعض العلاقات النسائية هناك، والتي كان يرغب في استمرارها إلى الأبد، لولا أنه واجه خطر الطرد من البلاد، لأنه لم يكن يحمل تأشيرة إقامة رسمية. مرة أخرى وبتأشيرة زيارة قصيرة، سافر رفعت إلى بريطانيا، بحجة استشارة الطبيب الذي أجرى له عملية الزائدة، واستقر بها ليعمل هناك في وكالة للسفريات. في تلك المرة أيضاً، ومع النجاح الذي حققه في عمله، كان من الممكن أن يستقر في لندن، ويحصل على إقامة رسمية فيها، بل ويصبح من كبار خبراء السياحة فيها، لولا أنه أثناء قيامه بعقد صفقة لحساب الشركة في نيويورك، تلقى عرضاً من صاحب شركة أميركية، بدا له مناسباً للغاية، فقبله على الفور، من دون تفكير، وقرر الإقامة في الولايات المتحدة الأميركية لبعض الوقت، من دون تأشيرة عمل رسمية، أو بطاقة ضمان اجتماعي خضراء. لعل ذلك أسوأ قرار اتخذه رفعت في حياته، أو أن القدر كان يدخر له بالفعل ذلك الدور، الذي صنع منه حالة فريدة في عالم الجاسوسية، ودفعه إليه دفعاً بلا هوادة، فمنذ اتخذ قراره هذا، اضطربت حياته تماماً. بدأت إدارة الهجرة تطارده، وصاحب العمل تخلى عنه، ووُضع اسمه في القائمة السوداء في أميركا، مما اضطره للهرب إلى كندا، ومنها إلى فرانكفورت في ألمانيا، التي حصل فيها على تأشيرة ترانزيت، باعتبارها مجرد محطة، للوصول إلى النمسا، لكن عبثه أيضاً صنع له مشكلة ضخمة في فرانكفورت، حيث قضى ليلة مع فاتنة شقراء، استيقظ ليجد نفسه بعدها من دون نقود، وجواز سفر أيضاً.

في تلك الفترة كان الكثيرون من النازيين السابقين يسعون الى الفرار من ألمانيا ويشترون لذلك جوازات سفر أجنبية، فاتهم القنصل المصري هناك رفعت بأنه باع جواز سفره، ورفض أن يمنحه وثيقة سفر بدلاً منه، ثم لم تلبث الشرطة الألمانية أن ألقت القبض عليه، وسُجن لبعض الوقت، قبل أن يرحل قسراً، على متن أول طائرة، عائداً إلى مصر.

مع عودة رفعت إلى مصر، من دون وظيفة، أو جواز سفر، وقد سبقه تقرير عما حدث له في فرانكفورت وشكوك حول ما فعله بجواز سفره، بدت الصورة أمامه قاتمة، مما دفعه إلى حالة مؤسفة من اليأس والإحباط، لم تنته إلا مع ظهور فرصة جديدة للعمل في شركة قناة السويس, تتناسب مع إتقانه للغات، لكن الفرصة الجديدة كانت تحتاج إلى وثائق وأوراق وهوية. في تلك الظروف، لجأ رفعت إلى العالم السفلي الذي يعيش أصحابه ضد القانون، وتعرَّف الى مزوِّر بارع، منحه جواز سفر باسم "علي مصطفى"، عليه صورته بدلاً من صورة صاحبه الأصلي، وبهذا الاسم الجديد عمل رفعت في شركة قناة السويس، وبدا له وكأن حالة الاستقرار بدأت.

عندما قامت ثورة تموز (يوليو) 1952، شعر البريطانيون بالقلق بشأن المرحلة المقبلة، وأدركوا أن المصريين يتعاطفون مع النظام الجديد، فشرعوا في مراجعة أوراقهم ووثائق هوياتهم، مما استشعر معه رفعت الخطر، فقرَّر ترك العمل، في شركة قناة السويس التي كانت خاضعة وقتها لإدارة فرنسية بريطانية، وحصل من ذلك المزوِّر على جواز سفر جديد، لصحافي سويسري، يُدعى تشارلز دينون، والمدهش أن رفعت قضى بعض الوقت، في أحد الفنادق الدولية الكبرى، منتحلاً شخصية دينون، من دون أن ينكشف أمره لحظة واحدة، أو يُدرك مخلوق واحد ممن يتعامل معهم يومياً أنه ليس صحافياً، بل وليس حتى سويسرياً، بل مجرد شاب مصري، يحمل شيكات سياحية قيمتها اثنا عشر ألف دولار أميركي، هي نتاج عمله في شركة سلتيك تورز البريطانية، مما يثبت مدى براعته وقدرته المدهشة على إقناع كل من حوله وخداعهم، وتمكنه المدهش من اللغات ولكناتها أيضاً، وبسبب بعض المتغيرات السياسية عام1953، بدأت عملية مراجعة لأوراق الأجانب في مصر، مما اضطر رفعت إلى إنهاء إقامته في ذلك الفندق الدولي، الذى لم يُسدِّد فاتورته على الأرجح؛ لأنه قرر أن يغيِّر هويته مرة أخرى، وحصل بالفعل على جواز سفر جديد، باسم البريطاني دانيال كالدويل. بأسلوب إيقاف السيارات الأوتوستوب، اتجه رفعت نحو حدود ليبيا، وقد وقر في نفسه أنه لم يعد أمامه سوى أن يغادر مصر كلها، سار كل شيء على ما يرام، حتى بلغ نقطة الحدود نفسها وقدَّم للضابط البريطاني عندها جواز سفره البريطاني، بمنتهى الثقة والبساطة، وهو يتحدث معه بلكنة بريطانية خالصة، لكن الأمور لم تكن تسير لصالحه تلك المرة، ففي ذلك الحين كان الكثيرون من الجنود البريطانيين يفرون من وحداتهم في الإسكندرية ويحاولون عبور الحدود إلى ليبيا، كذلك كان العشرات من اليهود يسعون الى تهريب أموالهم، عبر الحدود نفسها، مما جعل الضابط البريطاني يطالبه بإفراغ كل ما تحويه جيوبه أمامه، فلم يتردد رفعت لحظة واحدة، وبدا شديد الهدوء والثقة، وهو يفرغ جيوبه أمام البريطاني، الذي التقط الشيكات السياحية وفحصها في اهتمام بالغ، قبل أن يسأله عما يعنيه كون الشيكات محررة لاسم رفعت الجمَّال، في حين أن جواز السفر يحمل اسم دانيال كالدويل، وهنا ارتكب رفعت أكبر حماقة في حياته، عندما قال: إنه سيوقَّع تلك الشيكات باسم رفعت!! فألقى الضابط البريطاني القبض عليه، وأعاده إلى القاهرة مع تقرير يشير إلى أنه لا يبدو مصرياً، أو حتى بريطانياً، وأنه على الأرجح "دافيد أرنسون" آخر، والأخير ضابط يهودي، كان مستشاراً للقائد التركي جمال باشا في دمشق يوماً ما، ضمن شبكة تجسس يهودية، انتشر أفرادها في سائر أقطارالإمبراطورية العثمانية، لكن سلطات التحقيق في مصر لم تكن لديها خلفية تاريخية مناسبة، لتستوعب هذا الأمر، لذا اتهمت رفعت بأنه يهودي، يحمل اسم دافيد أرنسون، وجواز سفر باسم دانيال كالدويل، وشيكات سياحية باسم رفعت الجمَّال، وما زاد ه الطين بلة - حسبما قال في مذكراته- عندما تحدث بالعربية، ليثبت التهمة على نفسه، مما جعلهم يرسلونه إلى القاهرة.(يتبع)