كان هذا اليوم غريبا نوعا ما .... فهناك شيء غير اعتيادي تساءلت مالذى حدث هل أنا داخل احد احلامى الفانتازيا ؟؟؟ جاءتنا الكهرباء بالأمس مساء و عندما فتحت عيناي صباحا ما زالت الكهرباء موجودة فركت عيناي جديا ( مجازا طبعا ) نهضت من فراشي و فتحت صنبور الماء طبعا ما دامت هناك كهرباء فالطبيعي آن تكون المياه موجودة ..... مشهد أخر و هم أخر .... الرواتب اتصل بى احد اصدقائى و دعاني إلى الغذاء, فقلد نسيت أننا منذ فترة متفقين على آن تجتمع أخر خميس في العيد كي نشوى شوية كباب كانت المشكلة أنة ولله الحمد قاربت نقود أخر قبضة على النفاذ و الذهاب إلى غذاء كهذا قد يكلف الميزانية المنهكة أصلا لكن الله ستر و طلعه العزومة بلوشى اى ببلاش فتشجعت و ذهبت ( مازحا طبعا ف 50 شيكل مبلغ مقدور علية ) لكنى اعلم تمام العلم آن الخمسين شيكلا تلك قد تكون مبلغا كبيرا لكثير من الناس هنا ( 50 شيكل = تقريبا 15$ حسب أسعار السوق المتقلبة في حينه ) بل أنها تكاد تكون كل ما يملكون من متاع هذه الدنيا الزائل .. عند وصولنا إلى مكان الغذاء تجالسنا و بدء الحديث المعتاد لدى كل أهل غزة عند اجتماعهم ( ها شو الإخبار ايش في اشى جديد ). هنا سئل احد الجالسين وقتيش الرواتب يا جماعه فبدء كل منا يفتى من طريقه بعضهم يقول يمكن الأحد و الأخر يقول بيقولوا اليوم على السراق بشد القاف ( اللقب الحركي للصراف الالى ندعوه السراق الالى ) قلت لهم انتظروا أتيكم بالخبر اليقين فاحد اصدقائى زوجته تعمل في البنك فغمزت صاحب الوليمة ناولنى جوالك أنا اليومين هادول رنة بس ( فقد بقى من الرصيد ما يكفى لرنة واحده) و هو فاتورة طبعا المهم رد على صاحبي وقال لا بكرة ( ألجمعه ) البنك إجازة يوم السبت إن شاء الله عندها تراجعت حده الفتاوى و اختراع الإخبار فمصدري موثوق بة لكن بقو شيء واحد هل سوف ناخد كل الراتب أم جزء منه كما يشاع لئن إسرائيل ملن لا يعلم كانت قد منعت دخول عملتها الشيكل إلى قطاع غزة كنوع من أنواع الضغط على اهالى القطاع والحجة هنا معلومات عن شاليط و آن الأنفاق تخرج الشيكل إلى مصر فتنكسر عجلة الاقتصاد الاسرائيلى .. و لمن لا يعلم أيضا البنوك الفلسطينية تتعامل كليا و تعتمد على البنوك الإسرائيلية اعتمادا كاملا و بالتالي كشكل من أشكال الحصار المتعددة لم تدخل البنوك الاسرايئلية الشيكل إلى غزة المهم في المحصلة النهائية لم نستلم راتبنا قبل العيد و بالتالى عند كثير من الناس وئد العيد في مهده قبل أن يولد بالعربي افقس العيد عند كثير من الناس ... عيد = نقود (لحمة + شيكل للعيدية ).
جرة الغاز . بينما نحن نستعد للهجوم على مائدة الطعام أتى احد إخوة مضيفنا الصغار و هو يجرى مسعورا و يصيح على أبوة .. ياباااااااااااااااااا الحق بيلموا جرار الغاز من الناس فنهض الرجل متأهبا و محاولا الاستفهام : ايش فقال له ابنة يابا الزلمة بيلف بالسيارة ببقول اللي بدو يعيى غاز يجيب الجرة فتحت فمي مستغربا أيعقل يا عمى كنوا إحنا بالغلط انتقلنا للعيش في مكان اخرر غير غزة ... غاز من كان يملك جرة غاز تطلق علية الناس لقب عميل من باب الاستحالة فهرول مضيفنا مسرعا هو و أخوانة يعتلون جرار الغاز ويسرعون إلى الشارع كي يحجوا صفا في طابور الناس و الناس تتهافت من كل حدب و صوب و كلهم يشتركون في شيء واحد اسطوانة غاز إما يجرها أو يحملها على كتفه ( كل حسب عافيته) إلى أن اكتفى الرجل فذهب بشاحنته مخلفا ورائه أمالا بعوده سريعة لتلك الجرار كمن يودع ابنة يوم سفرة للخارج للدراسة على أمل العودة سريعا مرفوع الرأس |