<$BlogDateHeaderDate$>
دور منظمات اللوبي الإسرائيلي في أزمة غزة
<$BlogDateHeaderDate$>
إعادة التفكير في حل إقامة الدولتين...الخيار الأردني كبديل
إعادة التفكير في حل إقامة الدولتين ...عقبات الحل
![]() يُعد نموذج الصراع العربي - الإسرائيلي أحد أقدم أشكال النزاعات القائمة في الأساس على احتلال الأرض، في ظل وجود عديدٍ من أشكال الاحتلال والاستعمار حاليًا، ولعل هذا أهم ما يميزه عن غيره من الصراعات، إلى جانب أن آثاره تمتد إلى أبعد من المعنيين به، لاسيما مع وجود تداخل بين مصالح القوى الإقليمية والكبرى مع طرفي الصراع، حتى بات هذا الصراع أحد أهم أسباب الاضطراب في الشرق الأوسط، على الرغم من الاهتمام الذي يحظى به هذا الصراع من قبل الأطراف الدولية كافة. وفي هذا الإطار يأتي اهتمام معهد واشنطن لسياسةِ الشرق الأدنىthe Washington Institute for Near East Policy – أحد مراكز الفكر الأمريكية الموالية لإسرائيل - بقضية الصراع العربي– الإسرائيلي من خلال هذه الدراسة "إعادة التفكير في حل الدولتينRethinking the Two-State Solution" للكاتب "جيورا إيلاند Giora Eiland" التي تتناول العقبات التي تعترض سبيل تحقيق تقدم في مسيرة المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وصعوبات إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وهو الأمر الذي يطرح من جديد الخيار الأردني كحل بديل، ذلك الخيار الذي يدعو إلى دمج الضفة الغربية إلى الأردن، من خلال إيجاد صيغة اتحادية بشكل ما فيما بينهما، وهو خيار تطرحه الدراسة بحجة عدم واقعية وصعوبة تحقق الخيارات والمطالب الإسرائيلية من جهة والفلسطينية من جهة أخرى. وقد قَسَّم الكاتب دراسته إلى قسمين تناول الجزء الأول منهما الصعوبات التي تواجه عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، فيما تناول الجزء الثاني الخيار الأردني كبديل لحل الدولتين. تغيرات ما بعد أوسلو والترتيبات الأمنية : أشارت الدراسة إلى أن السنوات الثماني التي أعقبت اتفاقية أوسلو قد حملت في طياتها عديدًا من التطورات التي بددت التفاؤل الذي أعقب الاتفاقية، على خلفية تزايد العمليات الاستشهادية ضد الإسرائيليين، لاسيما منذ الانتفاضة الثانية عام 2000، مرورًا بتكّرس الاعتقاد الإسرائيلي بتقلّص قدرة القيادات الإسرائيلية على إحكام القبضة على حركات المقاومة الفلسطينية، على خلاف الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي تمتع بولاء قوات الأمن وحركة فتح، بعكس الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء سلام فياض غير المدعومين من قبل أطياف الشعب الفلسطيني كافة، بالإضافة إلى تدني القدرات العسكرية لقوات الأمن على الرغم من المبالغ الطائلة التي تستثمر في إعدادهم، وتسلل العناصر الفدائية لصفوفها، وانتهاءً باستيلاء حركة حماس على قطاع غزة، وتزايد قوتها خلال السنوات القليلة الماضية. ففي أعقاب فشل اتفاقية أوسلو تزايد الاهتمام بعامل التهديد الأمني من قبل إسرائيل، كما تزايد الحديث عن أهمية وضرورة وجود ترتيبات أمنية بين الطرفين تقوض استخدام الفلسطينيين لثلاثة أنواع من الأسلحة هي الصواريخ البدائية، والقذائف المضادة للدبابات، والصواريخ المضادة للطائرات، فيما يعد القاسم المشترك بين هذه الأسلحة هو صعوبة وقف تدفقها لأيدي الفدائيين الفلسطينيين، أو السيطرة على آثارها المدمرة، وفي هذا الإطار تشير الدراسة إلى أن اعتقاد إسرائيل في إمكانية حل مشكلة الأمن من خلال اتفاقية دائمة قد تبددت، وبالتالى لم تعد لديها الرغبة ذاتها في الدخول في اتفاقيات مماثلة. وبالمثل مع اعتقاد الفلسطينيين في عدم وجود رغبة لدى الإسرائيليين في الوصول إلى حل عبر التفاوض ونية لإنجاز ما يمكن أن ينشأ التزامات من خلال اتفاقية دائمة، تزيد من تصلب خياراتهم. غير أن الكاتب يعود ليؤكد على أنه على صعيد ما تم اتخاذه من ترتيبات أمنية بين فلسطين وإسرائيل، أشارت الدراسة إلى أن المشكلات الأمنية بين الجانبين ليس من العسير حلها، لاسيما مع ما يبديه الجانب الفلسطيني من مرونة في هذا الشأن بالمقارنة بالقضايا الخلافية الأخرى. الحدود وتعثر المفاوضات: ترجح الدراسة أن تستمر قضية الحدود السبب الرئيس لاستمرار تعثر مفاوضات السلام بين إسرائيل وفلسطين، على خلفية الخلاف حول كيفية تنفيذ العودة إلى حدود عام 1967 في ظل وجود الخلاف حول مشكلتي القدس وحق عودة اللاجئين. في حين تشكل مشكلة الحدود بشكل عام عائقًا أمام الاعتراف الدبلوماسي للدولتين الفلسطينية والإسرائيلية من قبل الدول الأخرى. كما أشارت الدراسة إلى أن منطقة الشرق الأوسط لا تزال تعاني من وجود عديدٍ من مشكلات الحدود بين دولها، تلك المشكلات التي تلقي بظلالها على استقرار المنطقة، مثل مشكلات الحدود بين العراق والكويت، والمملكة العربية السعودية واليمن، وقطر والبحرين، ومصر والسودان، ومصر وليبيا، وسوريا ولبنان. أما على صعيد المشكلات الحدودية التي نشأت بين الدول العربية وإسرائيل، فقد أشار الكاتب إلى أن محكمة العدل الدولية قد وضعت حدًّا للخلاف المصري الإسرائيلي حول مدينة طابا، في حين نظمت اتفاقية السلام بين الأردن وإسرائيل إدارة الحدود بين الطرفين، وكذلك انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني قد خلق واقعًا جديدًا للخلاف حول الحدود بينهما، بينما لا تزال مشكلة الجولان قائمة بين سوريا وإسرائيل. وبالعودة إلى الحدود الفلسطينية الإسرائيلية، أوضحت الدراسة أن المناقشات حولها الآن مستندة إلى سابقتها حتى عام 2000، والتي بموجبها لن تكون إسرائيل قادرة على الاحتفاظ بأكثر من 3 أو 4 % من الضفة الغربية، كما لن يكون لها مستوطنات على طول وادي الأردن. وهو ما يعني استمرار المراوحة بين ثلاثة أولويات ومصالح إسرائيلية : اعتبارات الأمن القومي، والحفاظ على أكبر عدد من المستوطنات، والحاجة لتقليل عدد الفلسطينيين على الجانب الإسرائيليِ للحدود. نزع سلاح الدولة الفلسطينية ممكن : على خلفية اعتقاد الكاتب في أن الاتفاقات الأمنية ليس من العسير التوافق على صيغة مشتركة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، فإنه يواصل ترجيحه لسهولة التوصل إلى صيغة تفاهم حول طبيعة سلاح الدولة الفلسطينية، حيث يرى الجانب الإسرائيلي إمكانية تكوين الدولة الفلسطينية لقوات عسكرية نظامية دون التسلح ببعض الأسلحة مثل الطائرات والمروحيات المقاتلة، والدبابات، وأي نوع من الصواريخ، وهو ما يمكن أن يوافق الطرف الفلسطيني عليه، غير أنه عاد ليشير إلى صعوبة السيطرة على آليات تنفيذ هذا الاتفاق إذا ما دخل حيز التنفيذ، بسبب سهولة تهريب بل وصناعة معظم الأسلحة التي سيمنع الجانب الإسرائيلي من حيازتها لاسيما على طول شريط نهر الأردن. وفي هذا السياق يقدم الكاتب خيارين لحل هذه المشكلة، الأول: يتطلب من إسرائيل إحكام الإشراف على الحدود - شريط نهر الأردن- التي يمكن تهريب السلاح منها إلى الداخل الفلسطيني، وذلك من خلال تواجد أمني على الأقل على مساحة 8 -10 كيلومترات. وهو ما يتطلب أيضًا خضوع حوإلى 11 % من أراضي الضفة الغربية للإدارة الإسرائيلية. وهو ما يستبعد قبوله من الجانب الفلسطيني، مما يجبر إسرائيل على اللجوء إلى توكيل الأردن في هذه المهمة، الثاني: اللجوء إلى نشر قوة دولية على طول الحدود. هو أمر مشكوكٌ في جدواه من المنظور الإسرائيلي. وعلى الرغم من تقديم إسرائيل تنازلاً خلال مفاوضات عام 2000 اعتبر الأكثر جدلاً حينها مفاده تخفيف طلباته بشأن السيطرة على المجال الجوي للدولة الفلسطينية، فإن الكاتب يرجح تغيير هذا الموقف الإسرائيلي والاتجاه ناحية الاحتفاظ بالسيطرة على المجال الجوي للضفة الغربية، لاسيما في ظل التوتر الذي يثيره ملف إيران النووي والحديث بكثافة عن احتمالية ضربة إجهاضية للبرنامج النووي الإيراني من خلال إسرائيل، واحتمالية الرد الإيراني على هذه الضربة، وهو ما يعظم أهمية سيطرة إسرائيل على المجال الجوي لهذه المنطقة التي ستكون قادرة بموجب هذه السيطرة على الرد على أي هجوم جوي آت سواء من إيران أو العراق أو الأردن أو سوريا. في الوقت الذي يتوقع فيه معارضة الجانب الفلسطيني لسيطرة إسرائيل على المجال الجوي للدولة الفلسطينية المأمولة، لاسيما وأن السيطرة على المجال الجوي أحد أهم متطلبات السيادة الوطنية. وعلي صعيد التواجد الاستخباراتي الإسرائيلي في الضفة الغربية، في ظل تواجد عديدٍ من قواعد الاستخبارات الإسرائيلية حاليًا هناك بهدف مراقبة النشاطات المعادية في الأراضي الفلسطينية وبعض الدول المجاورة. فتتوقع الدراسة أن يطالب الجانب الفلسطيني بإنهاء تواجد هذه المكاتب كمظهر من مظاهر السيادة الوطنية أيضًا، وهو ما سيرفضه الجانب الإسرائيلي أيضًا، وبالتالى سينصب النقاش حول إمكانية وجود أجهزة استخبارات أجنبية على الأراضي الفلسطينية من عدمه وبالتالى من الممكن إيجاد صيغة لتواجد استخباراتي إسرائيلي، على أن يكون التركيز في التفاوض على هذه القضية حول أربعة أسئلة رئيسة هي: كم مكتبًا استخباراتيًّا سيؤسس على الأراضي الفلسطينية؟، لمن ستكون إدارة هذه المكاتب؟، لمن ستكون السيطرة على الحدود والطرق المؤدية لهذه المكاتب؟، وما المدة التي ستمنح للجهات التي ستقوم بفتح مكاتبها من قبل الجانب الفلسطيني؟. ويشير الكاتب في هذا الإطار إلى أن المسئولين الفلسطينيين سيطالبون بتحديد فترة لتواجد مثل هذه المكاتب على أراضيها، غير أن إسرائيل من جانبها ستصر على أن تكون هذه المكاتب دائمة. مشكلة المياه عصب الصراع : في ضوء ما تلعبه المياه من أهمية استراتيجية لعديدٍ من دول العالم لاسيما التي تعاني من أزمة في توفير القدر المناسب من المياه، يتوقع أن تضع إسرائيل قضية المياه ضمن أولوياتها في صراعها مع فلسطين، لاسيما وأن معظم مصادر المياه تتوزع بشكل عشوائي تحت الحدود المتنازع عليها بينهما، مما يعني أن الحفر لاستخراج المياه من جانبٍ يؤثر على منسوب المياه في الجانب الآخر. ومع العلم بأن 60% من مياه إسرائيل تأتي من الطبقات الجوفية المشتركة بينها وبين أراضي الضفة الغربية، يمكن معرفة حجم أهمية واهتمام إسرائيل بمصادر المياه، إذ بات من أهم أهدافها أن تحمي مصادر مياهها من استخدام الفلسطينيين من ناحية، ومن التلوث من ناحية أخرى. في حين يرى الخبراء أن هذه الأهداف لا يمكن إنجازها من دون التعاون بين إسرائيل وفلسطين. وفي هذا الإطار تأمل إسرائيل أن تدخل الأردن على خط التعاون في مجال اقتسام المياه بين إسرائيل وفلسطين وذلك من خلال خطة طموحة لبناء قناة لجلب المياه من نهر الأردن، وذلك لتفادي أثر نقص المياه الذي يمكن أن تتعرض له إسرائيل من جراء حفر الفلسطينيين الآبار للحصول على المياه، فعلى سبيل المثال عقب الانسحاب الإسرائيلي من غزة قام الفلسطينيون المدنيون بحفر المئات من الآبار الجوفية دون الحصول على رخص، الأمر الذي أثَّر بالسلب على نسبة المياه المتاحة لإسرائيل. ويشير الخبراء إلى أنه يتوجب وجود خطة إسرائيلية فلسطينية مشتركة تضمن التعاون في مجالات خلق مصادر مياه جديدة لكلا الطرفين، سواء من خلال تنقية مياه الصرف الصحي، والحفاظ على مياه الفيضانات. قضية اللاجئين صلب القضية الفلسطينية : تمثل مشكلة اللاجئين إلى جانب مشكلات أخرى صلب القضية الفلسطينية، حيث بدأت مشكلة اللاجئين عام 1948، وبالرغم من تعدد الإحصاءات واختلافها حول عدد اللاجئين الفلسطينيين، فإن وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين قد قدرتهم بحوإلى 3 مليون و47 ألف لاجئٍ فلسطيني لجئوا إلى عديدٍ من الدول في الشرق الأوسط، غير أن التجمع الأكبر لهؤلاء اللاجئين في الأردن ولبنان. ويؤكد "إيلاند" " Eiland" بشأن قضية اللاجئين أن إسرائيل لا تستطيع تجاهل هذه القضية، وأن النزاع مع الفلسطينيين لن ينتهي دون حسم معضلة اللاجئين، وذلك على الرغم من التهديد الذي يمثله حل اللاجئين المقترح من ناحية الفلسطينيين بالنسبة لوجود إسرائيل، حيث من الصعب توقع أن تقبل إسرائيل باستيعاب اللاجئين الفلسطينيين وإعادتهم إلى أراضيهم، وهو ما سيؤدي إلى زيادة الخلل السكاني لصالح الفلسطينيين. وفي هذا الإطار ترى الدراسة أن حل مشكلة اللاجئين بشكل عادل يقع على عاتق كلا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى جانب الدول العربية التي تستضيف اللاجئين الفلسطينيين حاليًا. لاسيما مع تمسك الفلسطينيين بوجهة نظر مفادها أن إقامة دولة فلسطينية يتطلب إعادة اللاجئين كافة إلى أراضيهم، كسبيل للتعويض عن خسارة الأرض والممتلكات، في حين لا يمكن أن تقبل إسرائيل عودة ملايين اللاجئين وفق "حق العودة"، التي تفرق بينها وبين العودة الكاملة الفعلية للاجئين، وسط احتمالات قوية ببقاء أغلب اللاجئين الفلسطينيين في الدول التي تستضيفهم الآن بعد استقرار أوضاعهم. مستقبل القدس عقبة للحل: يثير حل قضية مدينة القدس عديدًا من العقبات، أولها طبيعتها الجغرافية وتقسيمها، حيث قسمت المدينة بموجب هدنة 1949، إلى القدس الشرقية وتقع تحت سيطرة الفلسطينيين والقدس الغربية تحت سيطرة الإسرائيليين، إلى أن ضمت إسرائيل المدينة كلها تحت سيطرتها في يونيو 1967، وهو ما نتج عنه وجود عديدٍ من العرب لدى إسرائيل الذين يحملون بطاقات هوية إسرائيلية ويتمتعون بحقوق المواطنين الإسرائيليين، ما عدا حق التصويت. ومن هنا نتج أول عائق وهو إعادة تقسيم المدينة. وفي هذا السياق ثمة اقتراحان لحل هذه الأزمة، الأول : أن تكون المدينة القديمة "منطقة خاصة" تخضع لسيطرة الطرفين معًا وربما لقوة دولية، الثاني : العودة إلى التقسيم القديم، أي أن الجزء الغربي لإسرائيل، والشرقي لفلسطين. أما العائق الثاني فهو عائق أمني، حيث ترى إسرائيل أن السلطة الفلسطينية ستكون غير قادرة على فرض الأمن في الأجزاء التي يمكن أن تحصل عليها بموجب الاتفاق مع إسرائيل، لاسيما وأنه مع تقسيم المدينة إلى جزأين ستكون هناك عديدٌ من نقاط التَّماس شديدة الحساسية تضم مبنى الكنيست، ومقر رئيس الوزراء، ومقر الشرطة الإسرائيلية، إلى جانب تصاعد المخاوف من سيطرة حماس على المناطق المهمة في المدينة، وهو ما يبرر رفض الإسرائيليين أي تقسيم للمدينة. |
رؤية المواطنين الأمريكيين للعدوان الإسرائيلي على غزة
يلعب الرأي العام الأمريكي دورًا مهمًّا في رسم السياسات الأمريكية تجاه القضايا المختلفة، وقد شكل الاهتمام بتوجهات الشعب الأمريكي ورؤيته للعدوان الإسرائيلي على غزة مساحة واضحة من استطلاعات الرأي التي تقوم بها مؤسسات متخصصة تُعنى بتوجهات الرأي الأمريكي، مع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أسبوعه الرابع. الأمريكيون والتغطية الإعلامية للعدوان على غزة : أشار استطلاع للرأي قام به مركز أبحاث بيو The Pew Research Center إلى تقدم تغطية الصراع المتفاقم بين إسرائيل وحماس على عدد من القضايا الأمريكية الداخلية لاسيما الأزمة الاقتصادية وتولي أوباما السلطة في العشرين من الشهر الجاري. فقد أظهر الاستطلاع أن 28% من المستطلعين مهتمون بمتابعة أخبار الصراع القائم في غزة، كما أكد 18% منهم أنها كانت الأخبار الوحيدة التي يتابعونها. ولاحظ الاستطلاع أن التغطية الإعلامية التي يقوم بها الإعلام الأمريكي عادلة تجاه إسرائيل بنسبة 43%، وفيما يخص حماس بنسبة 42%، غير أن نسبة كبيرة رأت أن الإعلام لم يركز بصورة كبيرة على حماس وذلك بنسبة 30 % مقابل 25% لإسرائيل. هذا، في حين وجد عدد أقل أن الصحافة كانت تركز بصورة أكبر على إسرائيل بنسبة 16%، و على حماس بنسبة 8%. وأظهر الاستطلاع أن تأكيد عدد كبير من الديمقراطيين بنسبة 28% مقابل 15% من الجمهوريين أن الإعلام لم يكن يركز بصورة كافية على الأعمال الإسرائيلية، وعلى العكس من ذلك رأى 21% من الجمهوريين مقابل 12% من الديمقراطيين أن التغطية تركز بالأساس على إسرائيل. وجدير بالذكر أن الأحزاب الأمريكية تتشابه إلى حد بعيد في الآراء بشأن تغطية أعمال حماس في الصراع الحالي.
لا نرحب بدور أمريكي أكبر في صراع غزة : كان هذا محور استطلاع للرأي قامت به مؤسسة جالوب نُشر في 9 يناير 2009 بعنوان "الأمريكيون لا يضغطون لدور أكبر في صراع غزة Americans Not Pressing for bigger role in Gaza Conflict" ، وقد أشارت استطلاعات الرأي في الفترة من 6- 7 يناير إلى أن 33% من الأمريكيين، يرون أن إدارة بوش عليها أن تقوم بأكثر مما تقوم به الآن لإنهاء الصراع. وفي الاستطلاع الذي تم إجراؤه في أول يومين بعد أن قتلت قذائف الهاون أكثر من 40 فلسطيني في مدرسة تخضع لرعاية الأمم المتحدة، رأى الأمريكيون أن إدارة بوش عليها أن توسع من دورها من أجل إنهاء صراع غزة وذلك بنسبة 33% مقابل 22% رغم أن حوالي 30% يقولون : إن الإدارة الأمريكية تقوم بالصواب لحل الصراع، إلى جانب ذلك أيد 52% من الأمريكيين الذين تم استطلاع آرائهم عدم القيام بدور أكبر. وفي هذا الصدد تحدثت وزيرة الخارجية كونداليزا رايس Condoleezza Rice عن رد فعل الإدارة على أزمة غزة ومحاولاتها الرامية لتعزيز فكرة أن يكون وقف إطلاق النار مزدوجًا، دائمًا، غير محدد، وهو ما يختلف عن وقف إطلاق نار فوري الذي يطالب به قادة العالم، وذلك ما يعكس دعم الإدارة لهدف إسرائيل في تقويض قدرة حماس على القيام بهجمات أخرى على إسرائيل. وقد أوضحت استطلاعات أخرى أن 50% من الليبراليين يريدون أن تقوم إدارة بوش بمزيد من الجهد لحل الصراع، وذلك مقارنة بـ32% من المعتدلين و24% من المحافظين. وقد أوضحت استطلاعات رأي سابقة لجالوب أن الليبراليين أقل تعاطفًا للمحافظين الإسرائيليين في النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني. ومن ثم، يُفضل الليبراليون وقف إطلاق النار الفوري حتى لو لم يكن ذلك يخدم المصالح الإسرائيلية. وأشارت أيضًا إلى أن الديمقراطيين أكثر ميلاً من الجمهوريين في تفضيل قيام إدارة بوش بدور أكبر في حل الصراع، فـ45% من الديمقراطيين مقابل 18% من الجمهوريين يرحبون بدور أكبر لإدارة بوش في حل الصراع. لاحظ استطلاع الرأي أن 29% من الأمريكيين يرون أن الولايات المتحدة الأمريكية عليها أن تقوم بجهد أقل، مقابل 33% رأوا أنها تقوم بالصواب. وهو ما اختلف عندما كان السؤال متعلقًا ببوش، حيث كان هناك 11% نقطة فرق في الآراء حول إدارة بوش، فبينما رأى 33% أنه لابد أن تقوم إدارة بوش بمزيدٍ، وجد 22% أنها لابد أن تقوم بجهد أقل. وهو ما يرجع إلى أن الديمقراطيين والمستقلين يفضلون القيام بجهد أكبر عندما يركز السؤال على صورة إدارة بوش وليس الولايات المتحدة. فقد وجد 34% من الديمقراطيين و24% من المستقلين أهمية دفع الولايات المتحدة لبذل مزيد من الجهد تجاه حل الصراع في غزة، فـ45% من الديمقراطيين و33% من المستقلين يرون أهمية قيام بوش ببذل مزيد من الجهد. وذلك مقابل 28% من الجمهوريين يرون أهمية دفع الولايات المتحدة لبذل مزيد من الجهود تجاه حل الصراع في غزة.
تنازع الرؤى تجاه الدور الأمريكي: أوضح استطلاع آخر للرأي قام به مركز أبحاث بيو بعنوان "ليس هناك رغبة في أن تقوم الولايات المتحدة بدور أكبر في الصراع No Desire for Greater U.S. Role in Resolving Conflict" نشر بتاريخ 13 يناير 2009، أن الأمريكيين لديهم رؤية مختلطة للحرب في قطاع غزة، وهي تكاد تتوافق مع رؤيتهم للصراع الإسرائيلي مع حزب الله في 2006. فعلى الرغم من استمرار التعبير عن الدعم العام القوي لإسرائيل، لا يحبذ الأمريكيون قرار إسرائيل بشن عمل عسكري في غزة، وذلك رغم النظر إلى حماس كمسئول أساسي عن اندلاع العنف. وقد أجرى مركز أبحاث بيو للشعب والصحافة استطلاعه في الفترة من 7-11 يناير بين عينة تضم 1503 من البالغين تم الاتصال عليهم تليفونيًّا - الخطوط الأرضية وخطوط الهاتف الخلوي-. وقد أوضحت نتائج الاستطلاع أن الدعم العام لإسرائيل لم يقل بالحرب، وأن 49% يتعاطفون مع إسرائيل الآن في نزاعها مع الفلسطينيين. ويرى 41% من الأمريكيين أن حماس هي السبب في اندلاع العنف في مقابل 12% يرون أن إسرائيل هي السبب في اندلاع الحرب. ومع ذلك يتفق 40% فقط من الأمريكيين على قيام إسرائيل بالعمل العسكري في غزة، في مقابل 33% لا يحبذون العمل العسكري. ويرى نصف الأمريكيين أن رد فعل إسرائيل على الصراع الحالي مع حماس صحيح، بينما يرى 24% أن إسرائيل قد تمادت في ردود أفعالها. وهناك دعم قليل بشأن دور أمريكي أكبر في حل أزمة غزة، فقط 17% يعتقدون أن الولايات المتحدة لابد أن تتدخل بصورة أكبر مما هو قائم الآن، بينما يرى 27% أنها لابد أن تقلل من تدخلها وحوالي 48% يرون أنها تفعل المناسب.
أوباما لابد أن يبقى بعيدًا : تعرض باراك أوباما للانتقادات من كلا الجانبين في النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني بسبب اجتنابه الحديث عن الصراع. فالمؤيدون للعرب أرادوا منه إدانة قتل المدنيين الفلسطينيين، والمؤيدون لإسرائيل أرادوا منه الدفاع عن حق إسرائيل في الرد على حماس. غير أن أوباما وجد أنه من غير المناسب له كرئيس منتخب إقحام آرائه في مثل هذه المسائل الدولية. وقد أشار استطلاع الرأي إلى أن نسبة كبيرة من الأمريكيين تتفق مع أوباما فقد رأى 19% فقط أن عليه أن يعلن موقفًا حازمًا تجاه الصراع الدائر الآن، بينما يرى 75% من المستطلع آرائهم أن عليه الانتظار حتى يوم توليه الإدارة الأمريكية في العشرين من يناير الحالي. وقد كانت آراء الديمقراطيين والجمهوريين مطابقة تقريبًا بشأن هذا السؤال، فقط 19% من الديمقراطيين و18% من الجمهوريين يرون أن أوباما عليه إعلان موقفه الآن. غير أن الأغلبية الكبرى من كلا الجانبين كذلك المستقلين السياسيين يرون أن عليه الانتظار.
آراء الأمريكيين تبعًا لانتماءاتهم الحزبية : أشار استطلاع الرأي إلى أن حوالي 3 إلى 1 (55% إلى 20%) من الجمهوريين انحازوا إلى قيام إسرائيل بالعمل العسكري في قطاع غزة. والمستقلين بحد أدنى (44% إلى 29% ) أيضًا حبَّذوا ما قامت به إسرائيل. وذلك على الرغم من أن غالبية الديمقراطيين بنسبة 45% لم ينحازوا إلى الحملة العسكرية التي شنتها إسرائيل في حين عبر 29% عن رأيهم الإيجابي. وقد رأى ثلثا الجمهوريين تقريبًا بنسبة 65% أن رد فعل إسرائيل في غزة كان صحيحًا بينما عدد قليل بنسبة 8% يرون إسرائيل قد تمادت في رد فعلها. وأقل من نصف الديمقراطيين بنسبة 45% يرون رد الفعل الإسرائيلي سليمًا وأكثر من الثلث بنسبة 36% يرون أنها أفرطت في رد فعلها. وقد خلصت استطلاعات الرأي إلى أن الأمريكيين يؤمنون بأهمية وجود مقعد للولايات المتحدة على المائدة الدبلوماسية، فهي ربما لا تريد أن ترى الولايات المتحدة تقود جهود السلام الفلسطينية – الإسرائيلية، أو تخص الوقت والموارد الأخرى التي تحتاج إليها في الداخل. وقد امتدت تلك الانقسامات حول رد فعل الولايات المتحدة المناسب تجاه الأزمة. فغالبية الجمهوريين حوالي 56% يرون الولايات المتحدة الأمريكية عليها التزام بدعم إسرائيل بشكل عام، مقارنةً بـ37% من المستقلين و34% من الديمقراطيين. بينما يرى 42% من المستقلين و40% من الديمقراطيين أن الولايات المتحدة الأمريكية ليس عليها أن تقوم بشيء في هذا الصراع. على الجانب الآخر هناك اختلافات حزبية صغيرة في الآراء بشأن الدور الأمريكي في حل الصراع- فحوالي 18% من الديمقراطيين، و17% من المستقلين، و15% من الجمهوريين يرون أن الولايات المتحدة الأمريكية عليها أن تتدخل أكثر مما تفعل الآن في حل الصراع بينما يرى 31% من الديمقراطيين و26% من المستقلين و20% من الجمهوريين أن الولايات المتحدة عليها التدخل بصورة أقل من الآن. وبشأن التعاطف مع الشرق الأوسط، أظهرت الاستطلاعات أن الشعب الأمريكي أكثر تعاطفًا مع إسرائيل عن الفلسطينيين في صراع الشرق الأوسط، حيث يتعاطف 49% من الأمريكيين مع إسرائيل مقابل 11% يتعاطف مع الفلسطينيين، في حين نجد أن 15% لا يتعاطفون مع أي من الجانبين، ونسبة من ليس لديهم رأي تمثل 20%. ويلاحظ أن هناك فجوة حزبية واسعة في التعاطف بشأن الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة. فـ69% من الجمهوريين متعاطفون بشكل أكبر مع إسرائيل في صراع الشرق الأوسط مقارنة بـ47% من المستقلين و42% من الديمقراطيين. علاوة على ذلك، فهناك اختلافات أيديولوجية جوهرية، ودينية، وعمرية بشأن الصراع في الشرق الأوسط. ثلاث أرباع الجمهوريين المحافظين بنسبة 75% يتعاطفون أكثر مع إسرائيل بينما 3% فقط يتعاطفون مع الفلسطينيين. ويلاحظ أن هناك تقارب في الآراء أكثر بين الجماعات الأيديولوجية. فقد أظهر الديمقراطيون الليبراليون عن مساحة أكبر من التعاطف مع إسرائيل: فقد وجد أن 34% من الديمقراطيين الليبراليين يظهرون تعاطفهم مع إسرائيل بينما يعبر 26% عن تعاطفهم مع الفلسطينيين. إلى جانب70% من الطائفة الإنجيليكية البيض يظهرون تعاطفهم لإسرائيل في مقابل 5% يتعاطفون مع الفلسطينيين. وحوالي نصف البروتستانت البيض بنسبة 48% والكاثوليك من البيض غير اللاتينيين بنسبة 50% يظهرون تعاطفهم مع إسرائيل، في حين يظهر 13% من البيض البروتستانت و10% من البيض الكاثوليك غير اللاتينيين تعاطفهم مع الفلسطينيين. وفيما يتعلق بغير المنتسبين لدين، فـ32% يعبرون عن تعاطفهم الكبير مع إسرائيل في صراع الشرق الأوسط، بينما 15% يتعاطفون أكثر مع الفلسطينيين و23% لا يتعاطف مع أي من الجانبين. وفيما يخص الفئة العمرية، فقد أظهرت استطلاعات الرأي أن من هم أقل من 30 سنة أقل تعاطفًا مع إسرائيل عن الأمريكيين الكبار الذين يظهرون تعاطفهم لإسرائيل عن فلسطين. |
<$BlogDateHeaderDate$>
يوميات محاصر
<$BlogDateHeaderDate$>
قصف غزة في الإعلام الأمريكي
![]() تقرير واشنطن – محمد الجوهري |
لماذا يؤيد الكونجرس العدوان الإسرائيلي
![]() تقرير واشنطن – عمرو عبد العاطي في أولى جلسات مجلسي الكونجرس الأمريكي، مجلس النواب ومجلس الشيوخ، لدورته الحادية عشر بعد المائة111th Congress ، وبعد مرور أسبوعين على الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، مخلفة مئات القتلى وما يقرب من ألف جريح – في الأسبوع الثاني للهجمات الإسرائيلية -، مرر مجلسا الكونجرس قرارين غير ملزمين بأغلبية أعضائه مؤيدين للهجوم الإسرائيلي من منطلق دفاع إسرائيل عن نفسها – كما نصَّ القراران – ضد حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة؛ لإطلاقها صواريخ وقذائف مورتر على إسرائيل، وتأكيد الدعم الأمريكي للهجمات الإسرائيلية على حركة حماس، التي تعتبرها الولايات المتحدة الأمريكية جماعة إرهابية ضمن التصنيف السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية للمنظمات الإرهابية الأجنبية. وحثَّ القراران الولايات المتحدة الأمريكية على ضرورة ممارسة دور أكثر نشاطًا في عملية السلام الفلسطينية – الإسرائيلية. ويأتي هذان القراران تتويجًا لجهود المنظمات اليهودية داخل الولايات المتحدة الأمريكية لاسيما اللجنة العامة للشئون الأمريكية الإسرائيلية (إيباك) The American Israel Public Affairs Committee (AIPAC) للحصول على تأييد أكبر عدد من المسئولين الأمريكيين للهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة التي تدخل أسبوعها الرابع على التوالي، والاعتراف بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات من قطاع غزة، وإعادة التأكيد على العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية. لماذا يؤيد الكونجرس العدوان الإسرائيلي استند مشروع القرار "غير الملزم" الذي قدمته رئيس مجلس النواب، نانسي بيلوسي Nancy Pelosi، مع أحد عشر من زملائها بمجلس النواب، والذي تبناه 116 من أعضاء المجلس، وقانون مجلس الشيوخ الذي قدمه كلٌّ من زعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ السيناتور هاري ريد Harry Reid، وزعيم الأقلية الجمهورية بالمجلس السيناتور ميتش ماكونيل Mitch McConnell في التأييد الأمريكي لتدعيم إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وتأييد العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى عدد من الأسباب التي أشار إليها قرارا مجلسي الكونجرس، نجملها فيما يلي: أولاً: إن الهدف الأساسي من إنشاء حركة المقاومة الإسلامية حماس هو تدمير الدولة الإسرائيلية. ثانيًا: إن حماس تصنف ضمن التنصيف الأمريكي السنوي للمنظمات الإرهابية الأجنبية لوزارة الخارجية الأمريكية. ثالثًا: رفض الحركة الامتثال لمطالب الرباعية الدولية (الولايات المتحدة الأمريكية، الاتحاد الأوروبي، روسيا والأمم المتحدة) التي تتمثل في: اعتراف حماس بحق إسرائيل في الوجود، وإعلانها نبذ العنف، وأخيرًا الموافقة على كافة الاتفاقيات السابقة بين إسرائيل وفلسطين. رابعًا: إن حماس في يونيو 2006، اخترقت الأراضي الإسرائيلية، واستهدفت قوات أمن إسرائيلية وأسرت "جلعاد شاليط"، الذي مازال في حوزتها إلى يومنا هذا. خامسًا: إطلاق الحركة ألف صاروخ وقذيفة مورتر على مناطق التركز السكاني الإسرائيلية منذ العام 2001، وأنها أطلقت ما يقدر بـ 6 آلاف صاروخ وقذيفة مورتر منذ الانسحاب الإسرائيلي الأحادي الجانب من القطاع في العام 2005. سادسًا: إن حماس طورت مدى صواريخها التي تُطلقها على المدن والمستوطنات الإسرائيلية بمساعدة إيران وقوى أخرى بالمنطقة، والذي جعل مئات الآلاف من الإسرائيليين تحت "خطر" صواريخ الحركة التي تطلقها من قطاع غزة. سابعًا: إن حماس تنشئ بُناها التحتية "الإرهابية" في مناطق مدنية، لاستخدام المدنين كحائط بشري ضد الهجمات والضربات الإسرائيلية. ثامنًا: إن وزيرة الخارجية الأمريكية، كونداليزا رايس، قالت في أحد تصريحاتها في السابع والعشرين من ديسمبر المنصرم (2008): "نحن ندين بقوة إعادة إطلاق الصواريخ وقذائف مورتر على إسرائيل، وأننا نحمل حماس اختراق هدنة وقف إطلاق النار وتجديدها العنف". وإلى ما قالته رايس أيضًا في السادس من يناير الجاري قبل صدور قرار الأمم المتحدة من أن الوضع المأساوي في قطاع غزة يرجع إلى تصرفات حركة حماس لسيطرتها ـ غير الشرعية ـ على قطاع غزة، وأن وقف إطلاق النار ضمن هذه الأحوال – أي استمرار سيطرة حماس على غزة وإطلاق الصواريخ – غير مقبول ولن يستمر. تاسعًا: واستند القرار أيضًا إلى ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، في السابع والعشرين من ديسمبر المنصرم أيضًا أنه خلال السبع سنوات الماضية أطلقت الحركة مئات الصواريخ على جنوب إسرائيل. ويقول: إنه في ظل هذه الأحوال فليس لديهم خيار إلا الرد، وأن الهدف من الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة وحركة حماس هو توفير الأمن الحقيقي لسكان جنوب إسرائيل. خطوات لتأكيد أمن إسرائيل وفي الجزء الثاني من مشروعي القانون أكدا أن الهدف الرئيس والنهائي لواشنطن هو التوصل إلى حل "معقول" و"مقبول" للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي الذي يسمح ويؤكد وجود دولة إسرائيل، دولة لليهود وديمقراطية ذات حدود آمنة، مع وجود دولة فلسطينية مستقلة ديمقراطية تعيش بسلام وأمن جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل. ولتحقيق هذا الهدف دعا مشروعا القرار إلى عدد من الإجراءات اللازم اتخاذها من قبل مجلس النواب الأمريكي، وهي كالآتي ـ كما جاء في مشروعي القرارـ، اللذين كانا متشابهين إلى حد كبير:- أولاً: التعبير عن الدعم والالتزام القوي بقيام دولة إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية ذات حدود آمنة، مع الاعتراف بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها لحماية مواطنيها من صواريخ حركة حماس، ويرى القرار أن حق الدفاع الإسرائيلي عن مواطنيها ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة. ثانيًا: التأكيد على ضرورة التزام حماس بمطالب الرباعية الدولية بتوقفها عن إطلاق صواريخها وقذائف المورتر ونبذها للعنف، والاعتراف بوجود إسرائيل، والقبول بالاتفاقيات السابقة بين إسرائيل والفلسطينيين، وأخيرًا التأكد من تفكيك الحركة كل بناها التحتية "الإرهابية". ثالثًا: تشجيع الإدارة الأمريكية على العمل النشط للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قابل للاستمرار في أسرع وقت ممكن، وأن يقوم وقف إطلاق النار على منع حماس من إعادة إنشاء بناها التحتية "الإرهابية" كهدف لتقويض قدرات حماس على إطلاق الصواريخ وقذائف المورتر على جنوب إسرائيل والذي سيكون من شأنه تحسين الحياة المعيشية اليومية لسكان القطاع. رابعًا: التأكيد على حماية أرواح المدنيين العزل والتعبير عن التعازي لعائلات الضحايا الإسرائيليين والفلسطينيين، مع إعادة التأكيد على ضرورة توفير الاحتياجات التي يحتاجها القطاع. خامسًا: يدعو مشروع القرار الدول إلى إدانة حماس لمساعيها لإخفاء مقاتليها وقيادتها وأسلحتهم في المنازل والمدارس والمساجد والمستشفيات، واستخدام المدنيين الفلسطينيين كحائط بشري بالتزامن مع استهداف المدنيين الإسرائيليين. ويطالب مشروع القرار الدول بتحميل حماس انتهاك التهدئة والجرحى المدنيين بالقطاع. سادسًا: العمل على تدعيم وتشجيع الجهود للتخلص من نفوذ وتأثير المتطرفين داخل الأراضي الفلسطينية، والعمل أيضًا على تقوية وتدعيم المعتدلين الفلسطينيين الملتزمين بالأمن والسلام الدائم مع إسرائيل. سابعًا: مطالبة القاهرة بتكثيف جهودها للقضاء على الأنفاق السرية لتهريب البضائع إلى قطاع غزة، والتأكيد على استمرار المساعدات الأمريكية لمصر لتدعيم تلك الجهود. ثامنًا: المطالبة بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أثرته الحركة في يونيو من العام 2006. تاسعًا: إعادة التأكيد على الدعم الأمريكي لتسوية مقبولة للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي تهدف إلى إنشاء دولتين تعيشان جنبًا إلى جنب، دولة إسرائيلية يهودية ديمقراطية ذات حدود آمنة وأخرى فلسطينية ديمقراطية مستقلة. التصويت على قانون مجلس النواب مرر مجلس النواب قانونه في التاسع من يناير الحالي بموافقة 390 نائبًا (نانسي بولسي و 221 ديمقراطي آخر، و168 جمهوري). وعارضه خمسة أعضاء فقط، أربعة ديمقراطيون وجمهوري، هم: دينيس كوسينيتش Dennis Kucinich(أوهايو), وجوين مور Gwen Moore (ويسكونسين), ونيك رحال Nick Rahall (ويست فيرجينيا), وماكسين ووترز Maxine Waters(كاليفورنيا)، والجمهوري عن ولاية تكساس رون بول Ron Paul. هذا وقد صوت 22 نائبًا بالحضور present أي بعدم رفض أو قبول مشروع القرار، من بينهم نائب مينيسوتا Minnesota المسلم كيث إليسون Keith Ellison. مع امتناع 16 نائبًا عن التصويت. هذا وقد ارتكزت معارضة مشروع قرار مجلس النواب ومعارضة دينيس كوسينيتش Dennis Kucinich ورون بول Ron Paul على تجاهل مشروع القانون الإشارة إلى الأزمة الإنسانية التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة وعدم تأكيد مشروع القانون على فرض فوري لوقف إطلاق النار، وتجاهله الانتهاك الإسرائيلي لقانون تصدير الأسلحة والتحكم Arms Export and Control Act الذي يحكم تصدير الأسلحة الأمريكية إلى الدول الأجنبية. هذا فضلاً عن إشارة المعارضين إلى تأثير هذا العدوان على المصالح الأمريكية في المنطقة من جهة، وزيادة قوى العنف والممانعة بالمنطقة من جهة أخرى. وفي هذا الصدد أرسل كوسينيتش خطابًا إلى وزيرة الخارجية الأمريكية، كونداليزا رايس، بهذه الانتقادات وانتهاك إسرائيل القانون الأمريكي لتصدير الأسلحة إلى الدول الأجنبية، داعيًا إلى دور أكثر فعالية للولايات المتحدة في هذه الأزمة، منبهًا إلى الأوضاع غير الإنسانية في قطاع غزة. وفي خطابه أشار أيضًا إلى استهداف القوات الإسرائيلية منشآت وموظفي الأمم المتحدة وإلى استهدافها أيضًا وتفجيرها الملاجئ التي يلجأ إليها المدنيون الفلسطينيون. ويشير أيضًا في خطابه إلى رايس إلى عدد من الممارسات الإسرائيلية في منع وصول الطواقم الطبيبة إلى الجرحى لإسعافهم. موقف أول مسلم منتخب بالكونجرس وعن مشروع القرار قال كيث إليسون Keith Ellison، أول مسلم منتخب بالكونجرس، والذي صوت بالحضور ضمن 22 نائب آخر، "على الرغم من ترحيبي بمشروع قرار للكونجرس يعبر عن تأييده لمواطني إسرائيل وغزة في هذا الوقت العصيب، إلا أن هذا القانون تحرك حركة بطيئة تجاه سلام مستقر ومحتمل بمنطقة الشرق الأوسط". ويضيف: "لم أصوت بالمعارضة على هذا المشروع لأني أؤمن بأن لكل دولة الحق في الدفاع عن نفسها". ويقول أيضًا :إنه خلال زيارته لسدروت لمس الدمار - المادي والعاطفي - للصواريخ التي تُطلقها حركة حماس على البلدة الإسرائيلية. وينقل النائب المسلم الحجج التي يرددها الإسرائيليون والمنظمات الأمريكية الموالية لإسرائيل، فيقول أن المواطنين الإسرائيليين الذي يعشون بالقرب من حدود غزة يعشون في خوف دائم ومستمر، ويقول عن منظمة حماس :إنها منظمة إرهابية تهدف إلى تدمير إسرائيل وإنها أطلقت أكثر من ستة آلاف صاروخ وقذيفة مورتر على إسرائيل منذ عام 2005. وتجدر الإشارة إلى أنه صوت في الخريف الماضي على مشروع قانون يدين الصواريخ التي تستهدف إسرائيل. ويقول أيضًا: إنه لم يصوت على مشروع القانون لأنه لم يتحدث بالشكل الكافي عن المعاناة الإنسانية لسكان قطاع غزة. ولكنه أشار إلى استشهاد ما يقرب من 750، وذلك العدد حسب يوم إلقاء كلمته، منهم 250 طفل و50 سيدة مع ثلاثة آلاف جريح. ويشير أيضًا إلى أنه وقبل الهجوم الإسرائيلي على القطاع وسكانه يعانون من نقص في احتياجاتهم الأساسية من غذاء ووقود والمواد الطبية الأساسية. ويرى إليسون أن العمل العسكري ليس هو الحل للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، لذا يدعو إلى أن تركز الإدارة الأمريكية بالتعاون مع الشركاء الدوليين على العمل الدبلوماسي من أجل توفير حياة آمنة للفلسطينيين والإسرائيليين في ظل سلام مقبول ومستمر يعم منطقة الشرق الأوسط. |